السياحة الريفية في عُمان.. مفردات جاذبة بين أحضان الطبيعة والحارات القديمة

مسقط – يوسف بن أحمد البلوشي|

تحظى سلطنة عُمان بمقومات ومفردات سياحية متنوعة تجعل منها وجهة جاذبة للسياح. وتتشكل في ولايات ومحافظات السلطنة مقومات الجذب السياحي التي تبرز دورها كوجهة جاذبة وبيئة لا تزال أمام مستقبل كبير لتكون أحد دعائم صناعة السياحة في العالم خلال السنوات المقبلة.
وتبرز السياحة الريفية كواحدة من المفاهم الحديثة التي أصبحت تحظى بحضور فاعل عالميا خاصة بعد أن اجتاح العالم جائحة “كوفيد 19″، الأمر الذي دعا كثير من المنظمات لتوجيه رسائل هامة حول تحول كثير من السياح إلى ما يعرف بالسياحة الريفية بعيدا عن المدن التي تصاب بالضجيج والضوضاء والتلوث.  
تحفيز 

ويسهم تعزيز السياحة في الولايات الى تنشيط الحالة الاقتصادية في المحافظات.  مما تعمل دوراً محورياً في تحفيز وتطوير الأنشطة الاقتصادية والثقافية والبيئية، مثل: الزراعة، والإنتاج المحلي للأغذية، والحرف والمشغولات اليدوية، وتتضمن عدداً من التجارب والأنشطة المختلفة مثل: رياضة المشي على الجبال “الهايكنج”، و”تسلق الجبال”، و”ركوب الخيل وسباقات الهجن”، والرياضات البحرية مثل “الصيد”، و”الغوص”.

وفِي كل زاوية من زوايا سلطنة عُمان تتوزع المفردات السياحية وتنتشر انتشارا كبيرا سواء المزارع والأودية والقلاع والحصون والجبال والصحارى والشواطىء كلها تشكل مزارات داعمة للسياحة الريفية ليعيش السياح والزوار لحظات ممتعة بين أحضان الطبيعة العمانية وحاراتها القديمة وبيوتها التراثية. 
حارات عُمانية 

وخير مثال لتعزيز السياحة الريفية انتعاش السياحة في مسفاة العبريين بولاية الحمراء التي شكلت اليوم واحدة من الوجهات التي ساهم بصنعها إنسان عُمان بمحافظته على تلك البيوت القديمة التراثية والمزارع لتشكل جذبا سياحيا. وهناك أيضا حارة البلاد في منح وحارة اليمن في إزكي وكذلك عدد من المتاحف التراثية التي حافظ عليها أصحابها مثل متحف البيت في قرية قُصرى في الرستاق.
كما تشكل المساحات المزروعة في بلد سيت في الرستاق، وجهة جاذبة للسياحة من خلال روعة الزيارة لقرية “بلد سيت” والإطلاع على المدرجات الزراعية المتبعة فيها، حيث يمارس سكان هذه القرية الزراعة بطريقة المدرجات إلى يومنا هذا.
عيون 

ولا شك فإن العيون الكبريتية والمائية والأودية تعد دعامة لانتعاش السياحة الريفية في ولايات سلطنة عُمان خاصة وان عدد من الولايات تشتهر بوجود عدد من العيون الكبريتية التي تمثل مصحات للعلاج الطبيعي مثل عين الكسفة في الرستاق وعين الثوارة وعين حن في بدبد وعين صهبان في صحار، وعين الحمام في بوشر. لذلك فإن استغلال هذه العيون لتكون مزارات سياحية للاستشفاء من بعض الامراض وتحويلها كوجهة صحية في ولاياتنا.
أسواق

ومن الدعائم الأخرى للسياحة الريفية في سلطنة عُمان الاسواق الشعبية التقليدية التي أخذت تسهم في جذب السياح من خلال المحافظة على تلك الاسواق وإحيائها لتكون مزارات للسياح. وكذلك القلاع والحصون التي ساهمت وزارة التراث والسياحة في ترميمها لتكون وجهات سياحية حاضنة للزوار واليوم تعمل على اثراء التجارب في تلك القلاع والحصون من خلال طرحها للاستثمار من قبل القطاع الخاص لادارة تلك الحصون وتشغيلها وفق ادارة سياحية تسهم في تعزيز تجارب الزوار وتحويلها إلى مناطق جذب حيوية. وهذا سيعمل على نقل هذه الحصون إلى مزارات فاعلة للسياحة الريفية في الولايات التي تحظى بحضور سياحي كبير مثل رأس الحد وصور ومنح ونزوى وبهلا وغيرها.  
أكلات عُمانية

 وتشكل الأكلات العمانية أحد الأشياء التي يحرص كثير من السياح لتذوقها والتي باتت جزءا من برنامج السائح الدولي.
وتشتهر عُمان اليوم بوجود أكلات عُمانية مثل الشوى والمالح والعوال والقاشع اضافة إلى الاكلات التي تتشابه مع دول الخليج الاخرى والدول الآسيوية لتضيف دوافع جذب لكل زائر. ومع تشجيع المرأة الريفية لزيادة دورها في هذا الجانب سيعزز من الثراء السياحي في متخلف ولايات السلطنة التي تتنوع فيها طريقة إعداد الطبخ للأكلات العمانية. 

ويزداد أهمية السياحة الريفية مع وجود سباقات الهجن التي تحظى بحضور كبير من قبل الزوار ولا تخلو ولاياتنا من وجود هذه السباقات حيث يحرص العمانيون على توارث هذه العادة للحفاظ على السلالات العمانية. 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*