لتقديم تجربة ثقافية.. جديدة تواصل الجهود للحفاظ على التراث المعماري للبيوت القديمة في مسقط التاريخية

مسقط – العمانية|

أكدجمال الموسوي أمين عام المتحف الوطني أن العمل على حفظ وصون بيت السيد نادر بن فيصل وبيت السيدة مزنة بنت نادر مستمر بخطوات مدروسة للوصول للأهداف المرسومة للحفاظ على التراث المعماري المحلي للبيوت القديمة في مسقط التاريخية، وإعادة التأهيل لتقديم تجربة ثقافية جديدة تمثل الحياة السياسية والاجتماعية في مسقط في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي.
وأوضح الموسوي في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، أنه “تم الانتهاء من جميع الدراسات والأعمال التمهيدية في الموقع، وإتمام أعمال التدعيم الإنشائي ومعالجة الجوانب الإنشائية في بيت السيدة مزنة بنت نادر، والانتهاء من إزالة التدخلات السابقة والتي تمت بمواد حديثة غير متطابقة مع المواد التقليدية العُمانية، وتجري حاليا أعمال حفظ وصون النوافذ والأبواب والعناصر الخشبية وستبدأ قريبا أعمال إكساء الواجهات الخارجية، لتنتهي الأعمال خلال عام (2024م)”.
وكان المتحف الوطني قد تعاقد مع مؤسسة الإيكروم التابعة لمنظمة اليونيسكو، لتنفيذ عمليات الرفع الهندسي وإعداد المخططات المعمارية للبيتين وإجراء الأبحاث والدراسات الميدانية، إضافة إلى وضع خطة متكاملة للتأهيل المعماري.
وبدأ المتحف في عام 2018 بالتعاون مع تلك المؤسسة ومن خلال خبرائها في تقييم البُنى الإنشائية وتوثيق المكونات المعمارية للبيتين وهما من أواخر ما تبقى من البيوت التاريخية في مدينة مسقط، إضافة إلى بيت فرنسا المجاور لهما.
وأوضح جمال الموسوي أن سلطنة عُمان انضمت إلى عضوية المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافي (إيكروم) بتاريخ (13/12/2003)، وعملا بالتزام إيكروم بتقديم المشورة والدعم الفني للدول الأعضاء تم توقيع اتفاقية تعاون بين المتحف الوطني والمركز، حيث يقدم المركز بموجبها الدعم التقني والفني لمشروع حفظ وصون بيت السيد نادر وبيت السيدة مزنة، ويقوم المركز بتقديم الخبراء اللازمين للإشراف الفني على الدراسات والأبحاث والأعمال الجارية، وتقديم المقترحات المتعلقة بالترميم وخصوصياته والدراسات الفنية اللازمة وفقًا للتوصيات والمواثيق الصادرة من الجهات الدولية الراعية للتراث كاليونيسكو و”الإيكومس”.
وأكد أن “الإيكروم” تعد منظمة حكومية دولية تعمل في خدمة الدول الأعضاء على تعزيز عملية صون وإعادة التأهيل لكافة أنواع التراث الثقافي في كل منطقة من العالم، وتعمل هذه المنظمة انطلاقًا من روح البيان العالمي لمنظمة اليونيسكو في عام (2001) حول التنوع الثقافي، والذي ينص على “احترام تنوع الثقافات، التسامح، الحوار والتعاون، في جو من الثقة والتفاهم المتبادلين”، وتعد من أهم الضمانات لاستتباب السلام والأمن في العالم، مشيرا إلى أن المؤسسة تلتزم بتعزيز الوعي وتقديم الدعم لعمليات الصون والترميم على جميع المستويات، من الهيئات الدولية إلى الحكومات والمجتمعات، كما تقدم المساعدة التقنية للدول الأعضاء عن طريق مشاركة المواد التعليمية، والمعلومات، وحلقات العمل وفرص التدريب.
ويعد بيت السيد نادر أحد منازل أسرة البوسعيد في مسقط، ويرجح تاريخ بنائه إلى الثلث الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، ويستمد البيت اسمه الحالي من اسم آخر من سكنه من السادة وهو السيد نادر بن فيصل بن تيمور البوسعيدي شقيق السلطان السيد تيمور بن فيصل البوسعيدي.
وبعد وفاة السيد نادر في عام 1971 ميلادي استخدم البيت لفترة وجيزة كمكاتب وزارية ومن ثم أصبح متحفا وبعد ذلك احتوى على مكاتب إدارية تابعة للمنشآت السلطانية واليوم تؤول ملكيته للمتحف الوطني.
يُذكر أن المتحف الوطني أنشئ بموجب المرسوم السلطاني رقم (62 /‏‏ 2013) الصادر بتاريخ 16 محرم 1435هـ الموافق 20 نوفمبر 2013م ليكون مشروعًا حيويًا مهمته الحفاظ على مكنونات التراث العُماني والمقتنيات المادية والمعنوية المكونة لتاريخ وثقافة وفنون سلطنة عُمان بكافة تجلياتها وبالشكل الذي يبرز الأبعاد الحضارية والتاريخية والثقافية للسلطنة، وتم تدشينه رسميًا في ديسمبر عام 2015.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*