مسقط – العمانية|
استطاع المصور الفوتوغرافي النيذرلاندي إيرك فان سخربنزيل أن يوثق بدايات النهضة في سلطنة عُمان خلال الفترة من 1970 وحتى 1974 بصور فوتوغرافية استثنائية، وقرر مؤخرا أن يقدم تلك الصور هديّة لسلطنة عُمان باعتبارها تُمثل جزءا من الأرشيف الوطني لتوثيق مرحلة مهمة من مراحل التاريخ العماني الحديث.
ويقول إيرك فان لوكالة الأنباء العُمانية: إن ما دفعني لتقديم هذه الصور لسلطنة عُمان هو حبي الكبير لهذا البلد وإعجابا بجمال طبيعتها وردًّا لبعض الجميل مُضيفًا أنه زار سلطنة عُمان للمرة الثانية في التسعينات لتصوير بعض المناطق نشرها في كتابه مؤخرًا بعنوان “عُمان الماضي والحاضر” في دراسة مقارنة.
واستطرد قائلا: استطعت خلال السنوات الأربع التي قضيتها في سلطنة عُمان أن أوثق الكثير من المشاهد والملامح والتفاصيل المتنوعة في محافظات سلطنة عمان المختلفة تعكسُ الواقع الاجتماعي والثقافي والإنساني، ولفت إلى أنّ التنوع الجغرافي، والجيولوجي، والطبوغرافي أيضا، أسهم بشكل كبير في إثراء التنوع الذي يميز عُمان وشعبها.
وذكر أنه وبالعودة إلى أكثر من 50 سنة الماضية من تاريخ عُمان سيجد المرء أن الأحوال تبدّلت وتغيّرت أنماطها، بفعل مواكبة التطورات والتحديثات القائمة التي شهدتها عمان في العقود المنصرمة.
وأكّد أنّ الصور الفوتوغرافية قد تكون أكثر صدقا مع تبدّل الحياة وأنماطها في نقل الحقائق لدى الشعوب خاصة ونحن في زمن التسارع ودخول عوالم تتقاطع أوجه تفاصيلها الاجتماعية التي أثّرت كثيرًا في هذا المجال.
وتطرق إلى فترة وجوده في سلطنة عُمان في شهر يونيو 1970 قبل تولي المغفور له السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- مقاليد الحُكم في البلاد وبالتحديد قبل 3 أسابيع.
وقال: إن الحياة في سلطنة عُمان في منتهى الروعة وأن الشعب العُماني ودود للغاية وطيب المعشر وكريم الخصال والحصول على صداقته سهلٌ، لافتًا إلى أن الحياة كانت طبيعية والتنقل سهلٌ حتى إنه كان ينام في أيّ مكان بكل اطمئنان مفترشًا كثبانها الذهبية.
وأضاف أنه زار أغلب ولايات سلطنة عُمان وتذكر على سبيل المثال زيارته ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، التي استغرقت زهاء اليوم ونصف اليوم قادمًا إليها من مسقط بسيارة دفع رباعي حيث الشوارع كانت غير مُعبدة.
وأشار إلى أنه لمس التزام المجتمع العُماني بالدين الإسلامي وبالعادات والتقاليد العمانية الأصيلة مُشيدا بما عايشه من كرم عُماني.
وفي هذا الصدد، قال الشيخ الدكتور عبد الله بن سالم الحارثي سفير سلطنة عُمان لدى نيذرلاند لوكالة الأنباء العمانية: إن هذه المحبة والذكريات الصادقة لهذا الرجل تمثل نموذجًا لثروة عُمان وقوتها الناعمة بين الأمم، فالشعب العُماني شعب عريق تميز بدماثة الخلق وحب الضيف وحسن التعامل.
وأضاف: عند زيارتي لإيرك فان في منزله تلقّاني باستقبال حار وتبادل معي الحديث بتلقائية وكأنه يعرفني منذ زمن بعيد، ولم أكن لأحصل على هذا الترحاب إلا لكونه خَبِر عُمان وخَبِر نقاء شعبها وشموخ قيادتها.
وتابع قائلًا: شدني أثناء زيارتي له أمران، الأول أنه لم يترك زاوية من زوايا بيته من دون أن يزينها بصورة عن عُمان.. بل خصّص غرفة في بيته سمّاها “عُمان” وهي مكتظة بلوحات تاريخية وكتب عن عُمان وبنادق عُمانية قديمة وقطع تذكارية.
وأضاف: الأمر الثاني الذي أدهشني عند لقائه عندما يسرد لي أسماء القرى والمناطق العمانية وبما يعرفه عنها من تفاصيل وذكريات وبما يرويه عن الجمال الذي تتميز به موثقًا ذلك بصور فوتوغرافية في أكثر من ألبوم فيشعرك أنك تجلس أمام مُتخصّص أكاديمي خبير بشؤون عُمان وحضارتها وخصوصياتها.
وذكر الشيخ الدكتور عبد الله بن سالم الحارثي سفير سلطنة عُمان لدى نيذرلاند أنّ زيارته لإيرك فان جاءت استحقاقا ليشكره على هذه الهدية الثمينة التي قدمها لعُمان والتي توثق مرحلة مُهمة من تاريخها في تلك الفترة.