مسقط – وجهات|
نشر الصندوق العالمي للطبيعة وشركائه مؤخراً تقريراً مفصلاً لأول مرة يسلط الضوء حول هجرة الحيتان والتهديدات التي تواجهها في محيطات العالم. ويُبرز التقرير الآثار المترتبة عن الأنشطة البشرية على هذه الكائنات، بما في ذلك الصيد الصناعي، والاصطدام بالسفن، والتلوث بأنواعه، وفقدان الموائل وتغيّر المناخ والذي يؤثر بشكل كبير على هذه الكائنات ويسهم في نفوقها.
وحرصت جمعية البيئة العُمانية على المشاركة في هذا التقييم. وقامت مبادرة “حماية الممرات الزرقاء”، التي أطلقها الصندوق العالمي للطبيعة، بتصوير أكثر من 1,000 حوت مهاجر في جميع أنحاء العالم عبر الأقمار الصناعية لأول مرة في تاريخها. ويوضح التقرير التحديات المتعددة التي تواجهها الحيتان في موائلها الحرجة – المناطق التي تتغذى فيها وتتزاوج وتلد وترعى صغارها – وأثناء الهجرة على طول السواحل وعبر المحيطات أو ’الممرات الزرقاء‘. ونتيجة لهذه المخاطر، قام الاتحاد الدولي لصون الطبيعة ومواردها بتصنيف ستة أنواع من أصل 13 نوعاً من الحيتان الضخمة على أنها مهددة بالانقراض أو عرضة للخطر.
وتهدف مبادرة “حماية الممرات الزرقاء” إلى تعزيز التعاون المحلي والإقليمي والدولي من أجل تبنّي نهج جديد يضمن الحفاظ على هذه الكائنات وإيجاد حلول فعالة لمواجهة المخاطر التي تهدد حياتها واستدامتها للأجيال القادمة. ولا تقتصر أهمية مبادرة حماية الممرات الزرقاء على الحفاظ على الحيتان فحسب؛ بل تمتد لتُبرز عبر الدراسات الدور المهم الذي تلعبه الحيتان في توازن المحيطات والمناخ العالمي، حيث يمكن للحوت الواحد أن يمتص ثاني أكسيد الكربون يُعادل ما تمتصه آلاف الأشجار.
جدير بالذكر أنه ومنذ تأسيسها في عام 2004، تكرس جمعية البيئة العُمانية جهودها لفهم توزيع وبيئة الحيتان المختلفة الموجودة في بحار عُمان. وضمن جهودها لتلبية دعوة الصندوق العالمي للطبيعة لوضع إجراءات فعالة لحفظ وصون هذه الكائنات، ستقوم الجمعية بتنفيذ ’خطة إدارة الحفظ والصون‘ ضمن برنامجها للعام 2022م من خلال التعاون مع الجهات المحلية للحد من الممارسات البحرية الضارة التي تهدد استدامة الحيتان.