مركز التدريب الحرفي في صلالة.. تنشئة جيلٍ واعٍ بأهمية الحرف التقليدية

صلالة – العمانية|

 يُعد مركز التدريب الحرفي التابع لشؤون البلاط السلطاني بولاية صلالة بمحافظة ظفار أحد المراكز الحرفية الحاضنة للموروثات التقليدية من خلال المحافظة على الحرف والصناعات التقليدية المختلفة التي تشتهر بها المحافظة بهدف نقل هذه الموروثات إلى الأجيال وتدريبهم عليها ليحافظوا عليها مستقبلا.
وكان المركز قد أنشِئ بتوجيهاتٍ من السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور “طيب الله ثراه” وبدأ العمل فيه عام 1985م في المنطقة التي كان يطلق عليها آنذاك (مدرسة الرباط) ويعمل بالمركز عدد من الحرفيين والحرفيات ذوي الخبرة الذين يقومون بتدريب طلبة مدرستي السلطان قابوس بصلالة – التابعتين لشؤون البلاط السلطاني- على الحرف المختلفة في قاعات مخصصة لذلك.
ويسعى المركز إلى تحقيق جملة من الأهداف أبرزها الحفاظ على الموروثات العُمانية المتعلقة بصناعات الحرف التقليدية والمشغولات اليدوية، وتنشئة جيلٍ واعٍ بأهمية الحرف التقليدية، وإكسابه المهارات اللازمة لصناعة هذه الحرف والحفاظ عليها، وربط طلاب المدرستين معرفيًّا ومهاريَّا بالحرف التقليدية المنتشرة في المحافظة، وتوعيتهم بأهميتها وسبل بقائها للأجيال القادمة.
كما يسعى إلى تدريب الطلاب على تلك الحرف؛ ليكونوا مؤهلين لممارستها بما يحقق لهم مصدر دخلٍ من خلالها، وإلى تعزيز علاقة الطلبة بتراثهم النابع من مفردات الهوية العُمانية الأصيلة ومكتسباتها.
ويحتوي المركز على عدة مرافق تتمثل في 8 قاعات تُسهم في تأدية رسالته، وتحقيق الأهداف المرجوّة من إنشائه منها، قاعة الرباط التي تُعدُّ مشغلا تدريبيا وإنتاجيا في مجال الخياطة وصناعة العديد من المنسوجات التقليدية التي تشتهر بها ولايات محافظة ظفار كصناعة وخياطة “التكايا” بأنواعها ومسمياتها المختلفة، وخياطة الثوب الظفاري، والكمّة العمانية، سواءً كان بالخياطة اليدوية التقليدية، أو باستخدام مكائن الخياطة الحديثة.
أما قاعة حمران فتحتوي على الصناعات السعفيّة التي يتم العمل على إنتاجها وجميعها من خامات ومفردات البيئة العُمانية، وتدريب الطلبة عليها، حيث يتم استخدامها في إنتاج عدد من الأدوات التي تستخدم منزليًّا كالعزف، أو المراوح، وكذلك صناعة “الكمبر”، والحبال التي تُصنع من ثمار أشجار النارجيل، وتم توظيفها حديثا لإضافة بعض اللمسات الجمالية على بعض المنتجات التي يمكن استخدامها للزينة، إضافة إلى الطرق التقليدية المتبعة في زينة المرأة وخصوصًا ما يتعلق بالضفائر.
وتعد قاعة الخنجر المكان المخصص لتدريب الطلبة على صناعة الخناجر العُمانية، حيث يتم في القاعة تنفيذ الأعمال المتعلقة بهذه الصناعة كافة، وعملية نسج حزام الخنجر بأشكالٍ وتصاميم متعددة، وتعد قاعة النخيل بمنزلة المشغل لتدريب الطلبة والطالبات على الصناعات الفخارية كالمجامر والبابور التي تشتهر بها المحافظة.
وتجمع قاعة سمهرم بمركز التدريب الحرفي عددًا من الصناعات التقليدية التي يمارسها الحرفيّون بمحافظة ظفار، كالصناعات البحرية مثل صناعة الشباك وحبال الصيد، إضافة إلى صناعة البخور، وبعض الصناعات القائمة على ثمار شجرة النارجيل، وتستخدم قاعة المعمورة كفصلٍ دراسي يتلقى فيه الطلاب المتدربون الدروس النظرية التي قد تستلزمها مراحل التعرف على حرفةٍ ما، كما تُستخدم القاعة لمشاهدة المواد المرئية والاستماع إلى المواد السمعية التي تتحدث عن الحرف.
 وتُعد قاعة الحصن المعرض الفنيّ للمركز، حيث تحوي أبرز إنتاجاته، وتجمع بين جنباتها مختلف الصناعات الحرفية التي يشتغل عليها المدرِّبون والمتدرِّبون، كما تُعَد البيت التراثي، أو ما يُسمى محلِّيًّا بـ (العرشة) وهي غرفة صغيرة أُلحقت بمبنى مركز التدريب الحرفي، خُصّصت لاستعراض أبرز محتويات البيت التقليدي في محافظة ظفار وتجهيزاته.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*