وزارة الإعلام تحتفل بإطلاق منصة “عين” رسميا


الحراصي: نقلة نوعية في الخدمات الإعلامية الإلكترونية الحديثة لتعزيز الحضور العُماني  

مسقط – العمانية|
احتفلت وزارة الإعلام يوم أمس الثلاثاء، بالإطلاق الرسمي لمنصة “عين” التي تُعدُّ أكبر منصة محتوى مرئي وسمعي عُمانية، بمحتوى مُتجدد وميزات إضافية، ويأتي هذا المشروع مواكبة للتطوُّرات الكبيرة في عالم الإعلام من حيث المضمون والقالب الإعلامي والتقنيات، ليُقدّم عُمان ومُفرداتها الحضارية – تاريخا وحاضرا ومُستقبلا- بما يُعزز الرسالة الإعلامية لآفاقٍ أكبر وتأثيرٍ أعمق.
 وألقى الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام كلمة خلال إطلاق المنصة قال فيها: “في غمرة احتفالات الوطن العزيز “عُمان” وأبنائه الأوفياء بحلول الحادي عشر من يناير ذكرى تولّي حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، مقاليدَ الحكم في البلاد باعثا لعُمان نهضتها المُتجددة وسائرا بشعبه وأمته على ركائب العمل والمشاركة إلى مصافِ الدول المتقدمة في هذه المناسبة الغرّاء، نقف لنُعلن الإطلاق الرسمي لمنصة “عين” الإعلامية الإلكترونية مُواكبين على نحو مُتقدم ملامح التحوُّل الرقميّ الذي وضعت أُسُسَهُ وأهدافَه “رؤيةُ عُمان” انطلاقا من إيماننا العميق بحتمية مُواكبة ما يُستجد اليوم في عالم تقنية المعلومات والاتصالات”.


نقلة نوعية  

وأضاف: إنّ منصّة “عين” التي تحتفي وزارة الإعلام بإطلاقها الرسمي لتُشكّلُ نقلة نوعية في مجال الخدمات الإعلامية الإلكترونية الحديثة التي تتسمُ بالفعالية والكفاءة وتقوم كمصدرٍ رسمي موثوق للمحتوى الإعلامي والنشر الإلكتروني بتعزيز الحضورِ العمانيَّ في مختلف الوسائط الإلكترونية وإبراز المنجزات الوطنية التي يُعدُّ المواطن صانعها وأداتها وهدفها والاعتزاز بالهوية العُمانية والتفاعل مع المجتمع وخاصة الشباب وتطلعاتهم وتوفير بيئة اتصالية قائمة على المصداقية والمسؤولية ضمن ثوابت ومرتكزات السياسة العُمانية.
 وأشار وزير الإعلام إلى أنّ البث التجريبي لمنصة “عين” حظي بإقبال واسع وتفاعلٍ إيجابي، وأحد شواهد ذلك وصول حجم المشاهدات إلى أكثر من أربعة ملايين وسبعمائة ألف مُشاهدة من نحو مائة وسبعينَ دولة، ولعلّ أهم ما يُميزها أنها توفرُ خدمة تصفح المحتوى الإعلامي الضخم القديم والحديث لإذاعةِ وتلفزيونِ سلطنة عُمان إلى جانب المحتوى الحصريّ الخاص بالمنصة ومشاركات صُنّاع المحتوى من الشباب العُمانيين المبدعين؛ بهدف إرساء بيئة رقميةٍ تفاعليةٍ تُقدِّمُ خدمات إعلامية إلكترونية رائدة ضمن منظومة إعلاميةٍ مُتكاملة.
تطوير  

وتابع الحراصي: وقد وجّهنا القائمينَ عليها. ونغتنم هذه الفرصة، لنتقدَّم لهم بالشكر والتهنئة على هذه الجهود وأن يعملوا على تطويرها باستمرار في ضوء التغذية الراجعة والانطباعاتِ الآتية حول خدماتها ومساراتها التفاعلية الرحبة وغايتنا الأساسية أن تكون هذه المنصةً وتبقى دائما العينَ الثالثة، العين التي يُبصِرُ بها المستخدمون داخلَ الوطن العزيز عُمان وخارجه بكل نقاءٍ وصفاءٍ في المعلومة والخبر والصورة التي تصلُهم عبرها ولتُصبح مصدرا أساسيا ومُهما وتفاعليا صانعا للفرق في خضم العلاقة المُتسارعة مع المتُصفحين في مسارح “الإعلام الجديد”.
 وتُقدِّم المنصة عبر الموقع الإلكتروني وتطبيقات الأجهزة الذكية (الهواتف، والأجهزة اللوحية والتلفزيون) تجربة مختلفة أكثر إمتاعا وسلاسة في المشاهدة والاستماع للمحتوى الثري المتنوع الذي تقدّمه للمشاهد والمستمع.

 وتجتمع في اسم المنصة عدد من الدلالات المجسّدة لهوية المنصة؛ فحرف العين يرمز إلى أول حرف في اسم عُمان، كما أنه مقتبس من الهوية البصرية الخاصة بقنوات إذاعة وتلفزيون سلطنة عُمان، إضافة إلى ارتباط العين بالمشاهدة والبصر؛ ومن هذا المنطلق جاء اختيار اسم المنصة لتكون عينًا على عُمان عبر محتوى إعلامي متطوّر يُساير تقنيات العصر ويستفيد منها نحو واقع إعلامي متقدم.
تفاعل إيجابي 

 وشهدت المنصة منذ إطلاقها التجريبي في أول سبتمبر من العام الماضي تفاعلا إيجابيا من الجمهور، وإقبالًا لافتا من داخل سلطنة عُمان وخارجها، إذ بلغ عدد المشاهدات داخل المنصة منذ الإطلاق التجريبي أكثر من 4 ملايين و700 ألف مشاهدة من 170 دولة من مختلف دول العالم.
 فيما بلغ عدد مرات تنزيل التطبيق عبر الأجهزة والشاشات الذكية بمختلف أنواعها ما يزيد على 74 ألفا، كما أدلى الجمهور بالكثير من الآراء والمقترحات الإيجابية، التي حظيت بكل الاهتمام، وأسهمت في الارتقاء بالمنصة.
 وتتضمّنُ مكتبة المنصة كمًّا كبيرا من المواد المرئية والمسموعة التي أُنتجت من قِبل الإذاعة والتلفزيون العُماني على مدى عقود، وتُقدّم للمشاهد والمستمع وفق ترتيب وتسلسل يَسهل الوصول إليها، ليحظى المشاهد والمستمع بتجربة مميزة، متى وأينما شاء.
 وتتفرّدُ المنصة بالمحتوى النادر والحصري الذي لا تشاهده إلا في “عين”، بجانب قيام المنصة بإنتاج محتواها الخاص، وكذلك دعم صنّاع المحتوى العُمانيين عبر استضافة محتواهم وأشكال أخرى من التعاون؛ بهدف الارتقاء بالمحتوى العُماني وتقديمه للجمهور داخل سلطنة عُمان وخارجها في منصة واحدة تجمعه.
 وفي مقدمة ما يجدهُ الزائر للمنصة هو المحتوى الخاص لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، والذي صُنف لعدة فئات هي: الخطابات، والزيارات الرسمية، والأخبار ويتم تحديث المحتوى باستمرار ليظل مُستخدم منصة “عين” على اطّلاع مُستمر على أبرز المستجدات.
كما تتضمّن المنصة مساحة خاصة للمغفور له، بإذن الله، السُّلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، طيّب الله ثراه، ضمن عدة فئات: الخطابات والزيارات الرسمية والجولات والفعاليات العسكرية والاحتفالات الوطنية ومحتوى نادر لم يُبثّ من قبل عبر شاشة التلفزيون العُماني؛ بهدف تخليد ذكرى السُّلطان الراحل – طيّب الله ثراه – لجميع الأجيال؛ ولتُصبح المنصة ذاكرة مرئية لأهم محطات التاريخ السياسي العُماني المعاصر.
إضافة نوعية  

ولتعزيز الثقافة الرقمية حرصت منصة “عين” على تقديم إضافة نوعية جديدة في المنصة، والتي تُعد كذلك من أولى المبادرات في مجال الكتب الصوتية على مستوى سلطنة عُمان، والتي تُقرأ بنخبة من الأصوات العُمانية أبرزها محمد المرجبي، وإبراهيم اليحمدي، وغيرهم من الشخصيات الإعلامية البارزة، رُوعي فيها تنوع المجالات بين التاريخ والأدب والسير الذاتية وأدب الرحلات وغيرها.
 ولاستقطاب صُنّاع المحتوى في سلطنة عُمان، سعت منصة “عين” لإتاحة الفرصة لجميع المهتمين بصناعة المحتوى بمختلف القوالب للمشاركة في طرح مضامين إعلامية تفاعلية وحيوية؛ بهدف تعزيز المحتوى العُماني السمعي والبصري، ولإبراز بصمتهم في مساحة إبداعية مخصصة لهم في المنصة، وكخطوة أولى تمت استضافة عدد من المدونات الصوتية المعروفة باسم “بودكاست” مثل علوم الأولين التي تتضمن سلسلة من الحلقات حول عدد من الأماكن في عُمان وارتباط تلك الأماكن ببعض الحكايات والقصص لدى مجموعة من كبار السن في قالب توثيقي يعكس اهتمام عُمان بتوثيق التاريخ الشفوي، والعمل من تقديم سالم بشيد الريامي وبالتعاون مع فريق إبداعي مكوّن مع عدد من الشباب العُمانيين الشغوفين.
 أما المدونة الصوتية الثانية التي تستضيفها المنصة فهي بعنوان “خط أصفر” وتجسّد محتوى سمعيا بقالب أدبي رصين تنوعت ما بين القصص والمقالات الأدبية والنصوص النثرية وغيرها من صنوف الأدب؛ والغاية من هذا التنوع تقديم كل قضية أو موضوع بأسلوب أدبي مختلف ليصل لفكر المستمع، ويقدّم المدونة سلطان بن ثاني البحري مع فريق من الشباب المبدعين في مختلف المجالات الأدبية، إلى جانب انضمام صانعة المحتوى شيخة الجساسية من خلال بودكاست نور حيث تروي لنا في هذه المدونة الصوتية قصتها مع فقد البصر، وكيف آمنت أسرتها بها، فكتبت بالإصرار حكاية نجاح يُحتذى بها. وترسم لنا كيف تبدو الحياة والعالم من زاوية الإنسان الكفيف كما سعت إلى تقديم جُملة من النصائح للأسرة حول تربية الطفل الكفيف لتصنع إنسانًا معتمدًا على ذاته فاعلًا في المجتمع.
محتوى شبابي ومن جانب استضافة المنصة للمدونات المرئية، استقطبت محتوى شبابيا آخر بعنوان “ضد النسيان” للإعلامية هدى حمد ومن تصوير وإخراج الكاتب هلال البادي، حيث تقدّم محتوى تخصُّصيا في القراءة والكُتب وتطرح من خلاله قراءات لعدد من الأعمال الأدبية والتاريخية والفلسفية والعلمية من أجل تعزيز المعرفة بشتى فروعها ومناقشة ما بين السطور في تلك الكتب، ومن اليوتيوب يأتي سالم البادي الذي استطاع أن يُسلط الضوء على الجديد في عالم التقنية والتكنولوجية، ويُقدّم شروحات حول بعض التحديات التقنية والمواقع الإلكترونية وكل ما يتعلق بالهواتف الذكية.
 وعكفت المديرية العامة للإعلام الإلكتروني على تبنّي مجموعة من الأعمال بطابع إعلامي مُغاير يتسق مع الرؤى والمتطلبات التي تفرضها المنصات الإلكترونية، ويرضي ذائقة الجمهور ومن هذا المنطلق تم إنتاج عدد من البرامج التي سيتم عرضها في المنصة عند الإطلاق وخلال المراحل القادمة منها: برنامج اقتصادي بعنوان “شراكة” الذي يمثل نافذة إعلامية تطرح عددًا من المعلومات الاقتصادية المدعومة بلغة الأرقام والإحصاءات الرسمية والمصادر العلمية؛ لرفع الوعي الاقتصادي والمالي، ولبناء فكر جديد يستند إلى إثارة التساؤلات والإجابة عليها، وتقديم موضوعات تهم مختلف شرائح المجتمع؛ في سبيل رفد المحتوى العربي الاقتصادي.
 ومن بين جوانب الثقافة العُمانية يطل برنامج “دريشة” الذي يمثل نافذة ثقافية سياحية تقتبس بعضا من ملامح سلطنة عُمان عبر قوالب فنية توثيقية؛ لتعكس عراقة وتاريخ السلطنة، وجغرافيتها المختلفة وطبيعتها الساحرة، ويهدف البرنامج إلى تعزيز المحتوى الإلكتروني العُماني والعربي بموضوعات تعكس الهوية العُمانية بكل ما تتفرّد به من أبعاد تاريخية وثقافية واجتماعية، إلى جانب تقديم لمحات من مشروع الحكايات والأساطير العُمانية المرتبطة بالأمكنة من خلال مجموعة من المواقع العُمانية التي استقطبت بعض الأساطير القديمة.
مأكولات عُمانية 

 وتأخذ المنصة محبي المأكولات العُمانية والأطباق العالمية بنكهات عُمانية في جولة في المطبخ العُماني من خلال برنامج “روقة” مع معاذ البادي الذي سعى إلى تقديم الطهي والمأكولات العُمانية كثقافة تعكس تأثير البيئة العُمانية والعادات الاجتماعية في صناعة الأطباق المختلفة، إلى جانب طرق تحضير جديدة لعدد من المأكولات العُمانية بهدف التنويع في الطرائق الاعتيادية في الطبخ، وتعريف الجمهور خارج سلطنة عُمان بالمأكولات العُمانية ومذاقاتها المميزة.
 وتحظى المنصة بعدة مزايا تقنية من أجل تقديم تجربة مثيرة متنوعة للمحتوى المرئي والسمعي، منها خاصية مشاهدة البث المباشر لجميع القنوات الإذاعية والتلفزيونية، إلى جانب ميزة الاستماع ومشاهدة ما تم بثه في مختلف القنوات خلال 48 ساعة عبر فئة “لا يفوتك”، ومن التقنيات الحديثة المتاحة في المنصة أعمال إعلامية نفذت بتقنية الواقع الافتراضي تأخذ المشاهد في رحلة فريدة لمواقع متنوعة من سلطنة عُمان.
وتدعو وزارة الإعلام جمهورها الكريم لتحميل تطبيق المنصة عبر الهواتف الذكية والشاشات الذكية والموقع الإلكتروني الخاص به، وتقديم الملاحظات التي من شأنها تعزيز المنصة وتطويرها وتجويد الخدمات الإعلامية المقدّمة من خلالها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*