تسريح القوى العاملة واغلاق فنادق
عواصم- خاص وجهات | أصدرت مؤخرا وزارة الخارجية الامريكية تحذيرا من السفر إلى جميع دول العالم وسط “تهديدات إرهابية متزايدة”.
ولم تقدم الحكومة الأمريكية أية تفاصيل عن أي هجمات أو تهديدات مخططة، ولم تذكر أي مناطق محددة، إلا أنها أشارت إلى الهجمات التي وقعت هذا العام في فرنسا ونيجيريا والدنمارك وتركيا ومالي.
وقالت وزارة الخارجية إن “المعلومات الحالية تشير إلى أن “داعش” وتنظيم القاعدة، وبوكو حرام وغيرها من الجماعات الإرهابية تواصل التخطيط لشن هجمات إرهابية
في مناطق متعددة”.
وينصح التحذير الذي ينتهي في 24 فبراير 2016 الأمريكيين بأن “يتوخوا الحذر خلال موسم العطلات بشكل خاص”.
هذه التحذيرات باتت تشكل خطرا على قطاع السياحة والسفر وباتت هناك تخوف من تراجع أعداد السياح في العالم وخاصة في الدول العربية التي تعتمد على السياحة كمصدر مهم للدخل وتشغيل قوى عاملة.
وجاءت أحداث سقوط الطائرة الروسية بسيناء لتضرب الحركة السياحة الى مصر وقبلها تفجيرات تونس مما تسبب في تسريع للقوى العاملة في قطاع السياحة واغلاق مؤقت لفنادق في عدد من الدول العربية بسبب ضعف الحركة السياحية الى تلك البلدان وخاصة تونس.
مصر
تشهد السياحة المصرية حالة من الانهيار في مختلف قطاعاتها، بعد أحداث سقوط الطائرة الروسية بسيناء على وجه الخصوص، سواء في عدد السائحين الوافدين أو نسبة إشغال الفنادق، أو العوائد السياحية.
وتأتي أزمة السياحة المصرية في وقت تعاني فيه مصر من مشكلات في تدفقات النقد الأجنبي، وتراجع الاحتياطي النقدي. بعد تحقيق عوائد اقتربت من 7 مليارات دولار العام الماضي 2014/2015،
ولم يعد لمصر من مواردها الرئيسة للنقد الأجنبي سوى تحويلات العاملين بالخارج، التي تقترب من 19 مليار دولار.
وما زاد الأمور سوءًا تسجيل تراجع ملحوظ في إيرادات قناة السويس على مدار الشهور القليلة الماضية، وزيادة التزاماتها من خلال استدانتها من البنوك المحلية، فضلًا عن تحميلها أعباء قرض توسعتها في أغسطس الماضي، والتي قاربت من مليار دولار سنويًا كفوائد.
ثمة معضلة للقطاع السياحي في مصر، تتمثل في أنه لم يستطع على مدار السنوات الخمس الماضية استعادة أدائه قبل ثورة 25 يناير 2011، من حيث العوائد السياحية، التي قاربت نحو 13 مليار دولار، أو عدد السائحين، الذي وصل إلى نحو 12 مليون سائح سنويًا، فضلًا عن تشغيل العديد من الأنشطة الاقتصادية الأخرى، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وتشكل السياحة الغربية نحو 76% من السياحة الوافدة لمصر، حسب تقديرات البنك المركزي المصري.
وقد حدد وزير السياحة المصري، هشام زعزوع، خسائر مصر بنحو 280 مليون دولار شهريًا في مجال النقل الجوي فقط. وإذا ما استمر وقف الرحلات إلى مصر من قبل روسيا وبريطانيا لمدة ثلاث أشهر فقط، فسوف تقترب خسائر مصر من نحو 900 مليون دولار، فضلًا عن عوائد محلات بيع الهدايا، والمطاعم، والبواخر، وغيرها من المنشآت، وكذلك الرسوم التي تحصلها المزارات السياحية بالعملات الأجنبية.
الأردن
وشهدت السياحة في الاردن تراجعا في إجمالي أعداد السياح القادمين خلال الأشهر العشرة من العام الحالي بنسبة 9.7 % مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وفقا لارقام هيئة تنشيط السياحة.
وانخفض إجمالي أعداد السياح القادمين إلى الأردن حتى نهاية شهر أكتوبر من العام الحالي إلى 4.136 مليون سائح مقارنة بـ 4.608 مليون سائح خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
ووفقا للاحصائية، فقد تراجع أعداد سياح المبيت والقادمين إلى الأردن خلال الأشهر الـ10 الأولى من العام الحالي بنسبة 6 % ليبلغوا نحو 3.246 مليون سائح مقارنة بـ 3.453 مليون سائح خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
وشهد أعداد السياح اليوم الواحد، والقادمين إلى الأردن خلال الأشهر الـ10 من العام الحالي، انخفاضا بنسبة 20.7 % ليبلغوا نحو 916.463 ألف سائح مقارنة بـ 1.155 مليون سائح خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
إلى ذلك تراجع الدخل السياحي المتأتي إلى الأردن خلال الفترة ذاتها المذكورة من العام الحالي بنسب 8 %، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وفقا لأرقام هيئة تنشيط السياحة.
وانخفض الدخل السياحي حتى نهاية شهر أكتوبر الماضي إلى 2.473 مليار دينار، مقارنة مع 2.673 مليار دينار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وشهد الدخل السياحي خلال شهر أكتوبر الماضي تراجعا بنسبة 11% ليبلغ 237.9 مليون دينار مقارنة بـ265.8 مليون دينار خلال الشهر نفسه من العام الماضي.
تراجع كبير
وتراجع إقبال السياح الفرنسيين على كل من المغرب وتونس وتركيا بصورة لافتة منذ بداية عام 2015 الحالي، حسب الأرقام التي أفصحت عنها نقابة وكالات السفر الفرنسية.
وانخفضت عدد الرحلات الفرنسية إلى تونس بنسبة 55% ما بين يونيو ويوليو الماضيين، فيما تراجع الإقبال الفرنسي على تركيا بنسبة 36%، وبنسبة 30% بالنسبة إلى المغرب.
ويحضر الهاجس الأمني بقوة لدى السياح الفرنسيين، حسب النقابة، عقب الهجومين الداميين الذين ضربا تونس، في متحف باردو، وفندق “امبريال مرحبا” بسوسة، العام الحالي، مخلفين عشرات القتلى والمصابين.
وفقدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حوالي 750 ألفا من السياح الفرنسيين، في ظرف 10 أعوام، معظمهم توقف عن زيارة المنطقة بعد اندلاع أحداث “الربيع العربي” في 2011.
وأضحى السياح الفرنسيون يقبلون على وجهات بعيدة، لكنها آمنة بالنسبة إليهم، مثل آيسلندا وكوبا وجزر سيشل واليابان.
لبنان
وفي لبنان حذر رئيس اتحاد نقابات المؤسسات السياحية في لبنان، بيار الأشقر، من أن القطاعات الاقتصادية اللبنانية، تعيش في حالة احتضار جراء الوضع غير المستقر الذي تعيشه بلاده منذ بداية الحرب في سورية. ووجه نداء إلى أهل السياسة في لبنان: “باسم السياحة، أصحاب الفنادق، والمطاعم والمقاهي والملاهي، ووكلاء السفر، وشركات تأجير سيارات، وأصحاب الشقق المفروشة، والمؤسسات والمجمعات بحرية، والأدلاء السياحيين، وباسم أكثر من 100 ألف لبناني، شركاءنا، إداريي وموظفي القطاع السياحي، باسمهم جميعاً، نقول: كفى إمعاناً في تخريب لبنا، كفى استهتاراً بمصير المؤسسات ومستقبل الشباب، كفى إمعاناً في ضرب البنية الاقتصادية وتشويه صورته الجميلة”. وأكد الأشقر في مؤتمر صحافي، أنه: “منذ خمس سنوات والأزمات تضرب من دون هوادة، والأعمال تتراجع، والخسائر تتراكم، واليوم وصلنا الى الحضيض، ما ينذر بكوارث تنتظر قطاع السياحة بعدما بدأ شبح الإقفالات يدق الأبواب”.
تونس
قال مسؤول تونسي، مؤخرا، إن 70 فندقا أغلقت أبوابها في تونس “مؤقتا” في أعقاب الاعتدائين الإرهابيين اللذين وقعا خلال الأشهر الماضية، مشيرا إلى توقعات بزيادة هذا الرقم.
وأوضح رئيس اتحاد الفنادق التونسية رضوان بن صلاح : “الوضع قاتم للغاية. نسبة النزلاء في الفنادق لا تتجاوز 20 في المئة” من القدرة الاستيعابية للفنادق.
وأعاد بن صلاح سبب إغلاق الفنادق بسبب انخفاض عدد الزبائن بشكل كبير، موضحا أن الأمر سيضاعف أعداد العاطلين عن العمل، وفق ما أفادت وكالة “فرانس برس”
ويعمل القطاع السياحي التونسي أكثر من 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر ويساهم بنسبة 10 % في الناتج المحلي الاجمالي، ويدر ما بين 18 و20 % من مداخيل تونس السنوية من العملات الاجنبية.
وقتل 38 سائحا أجنبيا بينهم 30 بريطانيا، في هجوم نفذه مسلح تونسي على فندق في ولاية سوسة يوم يونيو الماضي، وفي مارس، قتل 21 سائحا أجنبيا في هجوم على متحف باردو في العاصمة تونس، وتبنى تنظيم “داعش” المتطرف الهجومين.
المغرب
وتراجعت عائدات السياحة في المغرب بنحو 1 في المئة خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، قدّرت قيمتها بنحو 45.7 مليار درهم (4.7 مليار دولار ) ، متأثرة بالأوضاع الإقليمية والأمنية غير المساعدة، واستمرار تداعيات الأزمة الأوروبية.
وأظهر تقرير لوزارة المالية المغربية أن عدد السياح الذين زاروا المغرب خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، بلغ أكثر من 7 ملايين ألف سائح، بتراجع قدره 1%، مقارنةً مع نفس الفترة من العام الماضي.
وقال تقرير لوزارة المالية والاقتصاد، إن “عدد السياح الوافدين إلى المغرب خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، بلغ نحو 7 ملايين و282 ألف سائح، بتراجع يبلغ 1%، مقارنةً مع نفس الفترة من السنة الماضية، حيث بلغ 7 ملايين و358 سائح عام 2014”.
وأضاف التقرير، أن دخل قطاع السياحة بلغ نحو 45.7 مليار درهم (4.7 مليار دولار ) مع نهاية سبتمبر الماضي، بانخفاض قدره 0.9 % مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.