كهف الهوته.. تكوينات عمرها مليوني سنة

الحمراء – وجهات|

يقع كهف الهوتة، الذي يقدر عمره بأكثر من مليوني سنة، على سفوح أعلى قمة جبلية في السلطنة، ويرحب الكهف بالزوار لاستكشاف خباياه من تكوينات صخرية غريبة ونظامه البيئي النادر والمتنوع.

ويقع كهف الهوتة على سفوح جبل شمس، التي تتميز بطبيعتها الخلابة، وتُعد أعلى قمة جبلية في السلطنة، في ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية.
ويقدر عمر كهف الهوتة بأكثر من 2 مليون عام، كما يعد الكهف الأول من نوعه المجهّز للاستخدام السياحي في شبه الجزيرة العربية.
ويمتد كهف الهوتة لمسافة تزيد على 4 كيلومترات ونصف تحت الأرض، أما المسافة التي يمكن الدخول إليها فتبلغ نحو 500 متر.
ويتميز كهف الهوتة بنظام بيئي متنوع، وتتواجد بحيرتان بداخله، وتقع البحيرة الأولى في شمال الكهف، أما البحيرة الأخرى فتقع وسط الكهف في نهاية الجزء الذي يمكن زيارته سيراً على الأقدام.
ويمكن رؤية نوع الأسماك النادرة “العمياء” واسمها العلمي “Garra Barreimiae” في البحيرة التي يبلغ أقصى عمق لها حوالى 15 متراً.
ويضم الكهف العديد من أنواع الأحياء الأخرى التي تعيش فيه مثل الخفافيش، بما في ذلك النوع المعروف باسم الخفافيش ذات ذيل الفأر، بالإضافة إلى المفصليات، والرخويات، والعناكب، والقواقع، والخنافس المائية.
وهناك جهود حثيثة ومستمرة للتعريف والترويج لكهف الهوتة كوجهة سياحية ومعلم جيولوجي فريد، حيث يستقبل العديد من طلبة المدارس والكليات والجامعات والمهتمين بهذا الإرث الجيولوجي، كما تقوم الشركات السياحية والتي تعنى بتنسيق الرحلات للمواقع السياحية بتسيير رحلات الى موقع الكهف، لخلق فرص جيدة للسائح لزيارة أكثر من موقع في آن واحد، كما كان يتم تقديم بعض التجارب بإشراك القطاع الخاص من خلال عرض منتجاتهم في مواقع محددة تابعة للكهف والتي تهدف إلى تعزيز الروابط مع المجتمع المحلي. ويعتبر الكهف من أشهر كهوف العالم، ويجذب إليه المكتشفين والباحثين باستمرار، فكنوز الكهف عديدة وتخبئ الكثير من الحقائق التي ما زالت طي المجهول، عوضا عما تم اكتشافه. 
وللكهف ثلاثة مداخل رئيسية، واحد منها متاح للزوار، ذو باب حديدي يُغلق في حالات نادرة منها عند غزارة الأمطار وجريان الأودية إلى داخل الكهف، وذلك حفاظاً على أرواح الزوار، وقد شهد الكهف فيضانات للماء على مر التاريخ وآخرها من عام 2018. ويتمتع الكهف بدرجة حرارة تكاد تكون ثابتة طوال العام، إذ تكون ما بين 21 إلى 25 درجة مئوية وفي حالات نادرة تصعد الدرجة إلى أعلى من ذلك كلما ارتفعت نسبة الرطوبة داخل الكهف. شُيِّدت داخل الكهف مسارات وسلالم حديدية وإسمنتية تبلغ حوالي 430 سلماً، تأخذ الزوار في أرجاء الكهف وإلى قاعات طبيعية ضخمة ذات مسميات متعددة، ومنها قاعة الأسد نسبة إلى شكل صخرة على هيئة أسد فاتحا فمه وكأنه يزأر، وللخيال في أذهان الناس من الزوار حكايات أخرى، إذ تتيح التشكيلات للزوار إطلاق العنان لخيالاتهم وتشبيه التشكيلات الصخرية بكائنات وأشياء من واقع الحياة. 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*