مسقط – العمانية |
أصدر حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، مرسوماً سلطانيًّا سامياً، رقم (58 /2021) بإنشاء محمية خور خرفوت الأثري في محافظة ظفار.
بعد الاطلاع على النظام الأساسي للدولة، وعلى قانون المحميات الطبيعية وصون الأحياء الفطرية الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 6 / 2003، وبناءً على ما تقتضيه المصلحة العامة.
المادة الأولى: تنشأ محمية طبيعية باسم (محمية خور خرفوت الأثري في محافظة ظفار)، وتخصص لها المنطقة المحددة أبعادها في الملحق، والخريطة المرفقين.
المادة الثانية: يصدر رئيس هيئة البيئة اللوائح والقرارات المنفذة لهذا المرسوم بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية، على أن تتضمن طريقة إدارة المحمية، والقواعد المنظمة لدخول الجمهور، والرسوم المقررة لذلك، وأوقات وجودهم فيها، والأنشطة المسموح لهم بممارستها، وتلك المحظورة عليهم، والجزاءات الإدارية المناسبة في كل حالة.
وتقع محمية خور خرفوت الأثري التي أنشئت بموجب المرسوم السلطاني رقم 58 / 2021 الصادر اليوم، بين ولايتي رخيوت وضلكوت بمحافظة ظفار على ساحل بحر العرب، وتبلغ مساحة المحمية (143,4 كم2).
وهي ضمن النطاق الجغرافي الجبلي بمحافظة ظفار الذي يتأثر بالأمطار الموسمية السنوية (الخريف) ويسود فيها المناخ شبه الاستوائي، ويتميّز الموقع بصيف معتدل تتراوح فيه درجة الحرارة العظمى بين 34-14 درجة مئوية وشتاء قصير بارد نسبيًا يقترب فيه معدل درجة الحرارة الصغرى من 14 درجة مئوية.
وقد ساعد هذا التباين في الطوبوغرافيا على تنوُّع بيئات المحمية فهناك بيئة الجبال، وبيئة الغابات، وبيئة الوديان، وبيئة المناطق الساحلية، وبيئة المناطق شبه الصحراوية.
تشمل الأراضي الشمالية والشمالية الغربية للمحمية أراضي صحراوية وصخرية حصوية تنحدر بشكل تدريجي نحو الجنوب الشرقي حيث إنّ مادة الأصل من الصخور الرسوبية تتألف بشكل أساسي من صخور الحجر الجيري مع بروز قليل للصخور النارية في بعض المواقع.
وتُصنَّف التربة في شمال المحمية بغير المتطوّرة (Entisols)، الحصوية الضحلة (Orthents) مع سيادة لنوع (Lithic Torriorthents)، الذي يفتقر للعناصر العضوية وتزداد فيه نسبة كربونات الكالسيوم.
بيَّنت نتائج الدراسات والمسوحات الميدانية وجود (20) نوعًا من الثدييات و(193) نوعًا من الطيور و(20) نوعًا من الزواحف و(183) نوعًا من النباتات بالإضافة إلى مئات الأنواع من اللافقاريات مثل الحشرات والعناكب وغيرها.
ويتسم شاطئ المحمية المطل على بحر العرب المتصل بخور خرفوت الأثري بخليج مائي جميل يشكّل موئلاً استثنائيًا لاستقطاب الطيور المهاجرة، ووجهة مهمّة لهواة التنزه والاستجمام، ومشاهدة السلاحف المائية، والدلافين، وصيد الأسماك.
اشتهرت محمية خور خرفوت الأثري كموطن لأجود أشجار الرعي بالإضافة لتوفر مصادر المياه ويُعتقد أن الخور استُخدِم كميناء قديم لتصدير اللبان، كما يوجد عدد من الشواهد والآثار التي ربما تحكي الدور التاريخي والثقافي لهذه المنطقة التي لم تتم دراستها بعد.
وتشكِّل الجبال الشاهقة والوديان السحيقة مناطق إلهام لكثير من هواة الرحلات الخلوية، وسياحة المغامرات، كما يشكّل التنوُّع الحيوي الفريد في المحمية أحد المعالم الثقافية والجمالية المتمثل في الحيوانات البرية والطيور والأشجار البرية النادرة.