مرباط – وجهات|
قامت السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان، حفظها الله ورعاها، اليوم بزيارة لحصن مرباط بولاية مرباط بمحافظة ظفار، الذي يُعد أحد الشواهد التاريخية للحضارة العُمانية، ومعلماً تاريخياً هاماً يحكي قصصاً من تاريخ عُمان الذي سطّره الأسلاف على مر العصور، إضافة إلى تميّزه بموقعه الاستراتيجي في ولاية مرباط بإطلالته على ميناء مرباط القديم (الفرضة)، وطرازه المعماري العُماني المستمد من بيئة المحافظة .
وبوصول السيدة الجليلة، رعاها الله، إلى موقع الحصن استمعت إلى إيجازٍ عن الحصن وتاريخه ومكوّناته، وأهم المرافق التي يحويها.
ثم قامت بجولةٍ تفقدية لمرافق الحصن بدءً من جناح الحرّاس، واطّلعت على ما يحويه من مكونات ومرافق، كما استمعت إلى شرحٍ عن تلك المكوّنات ودواعي استخداماتها عبر العصور.
واستكملت السيدة الجليلة، أبقاها الله، زيارتها بجولة في مرافق الدور العلوي، حيث اطلعت على غرفة حفظ الطعام والوسائل المستخدمة في ذلك قديمًا، كما طافت بالمرافق المتعددة فيه كمجلس الوالي الذي كان بمثابة مجلساً للشورى تتداول فيه أمور المدينة وتناقش فيه ما يتعلق بها من قضايا وأمور، هذا عوضاً عن المرافق الأخرى التي كانت تُسهم في تحقيق الأهداف التي من أجلها أُنشىء الحصن.
وخلال تجوّلها في مرافق الحصن وقاعاته المختلفة اطلعت حفظها الله على المقتنيات والقطع الأثرية التي يحويها، وكانت تستخدم قديماً في مناشط الحياة المختلفة، كما استمعت إلى شرحٍ عن الملابس الظفارية، وما تتميز به المرأة في ظفار بشكلٍ عام ومرباط بشكلٍ خاص من حليِّ وملبوسات وفقاً للبيئة التي تعيش فيها، وتعكس الهوية العمانية.
وفي المرافق التي يضمّها الحصن اطلعت، السيدة الجليلة، حفظها الله، على جوانب الذاكرة التاريخية التي يحويها، والحرف التقليدية التي تمتاز بها مرباط إضافة إلى ما تستعرضه لوحات العرض من جوانب جيولوجية وفنون العمارة، وطبيعة الحياة الاجتماعية والاقتصادية، والتنوع البيئي في مرباط، والحياة البحرية.
وفي ختام الزيارة، أعربت السيدة الجليلة، أبقاها الله، عن سعادتها بما شاهدته في مرافق الحصن. والشرح الذي استمعت إليه من المختصين، وكذلك الخطط التطويرية المزمع تنفيذها في الموقع بما يسهم في تطوير المكان واستثماره سياحيًّا، كما قدّمت شكرها وتقديرها للجهود التي يقوم بها القائمون على الحصن في إبراز الجوانب التاريخية والتراثية التي يحويها.
مؤكدة لهم ضرورة بذل الجهد للاهتمام بهذا الموروث وتسويقه محلياً وعالمياً.
جاءت هذه الزيارة لحصن مرباط إيماناً من السيدة الجليلة. حفظها الله، بأهميّة السياحة التراثية، ودورها في نقل الإرث الثقافي والحضاري.
مؤكدة على ضرورة المحافظة عليها ونقلها للأجيال القادمة بما يسهم في تكوين الخلفية الثقافية والمعرفية لديهم عن تاريخ السلطنة.
جدير بالذكر ان حصن مرباط شيد على الطراز المعماري العُماني كحصن دفاعي رئيسي وتبلغ مساحته 467 متراً ويصل ارتفاعه إلى 12متراً ويتكون من دورين وبرجين للمراقبة أحدهما في الركن الجنوبي الغربي والآخر في الركن الجنوبي الشرقي.
ويحتوي الدور الأول من الحصن على جناح للحراس ويتكون الجناح من غرفة لقائد الحراس ومطبخ وسجن بطول 9 أمتار وعرض 3 أمتار، بالإضافة إلى مخزن وغرفة الحرس بطول 18 متراً وعرض 3 أمتار وتوجد بها فتحات بهدف الاستطلاع والمراقبة.
ويشتمل الجناح الجنوبي للحصن على مجلس للوالي يجتمع فيه بالأعيان وأهل المدينة لمناقشة قضاياهم ومشاكلهم، بالإضافة إلى مكتب للوالي وغرفة لموظفي مكتب الوالي بطول 7 أمتار وعرض 4 أمتار إلى جانب بيت للماء، كما يتكون الدور العلوي من مجلس لاستقبال الضيوف بطول 14متراً وعرض 3 أمتار، بالإضافة إلى مجلس للنساء يبلغ طوله 14متراً وعرضه 3 أمتار إلى جانب غرف نوم للوالي وعائلته، إضافة إلى منصة للدفاع أمام الحصن تتكون من 3 مدافع موجهة إلى البحر للدفاع عن الحصن في حالة التعرض لأي هجوم من السفن البحرية.
وتضم مرافق وقاعات الحصن مقتنيات من القطع الأثرية التي كانت تستخدم قديماً ومن أبرزها حجر من أساس المسجد القديم القريب من الحصن وقد حفرت عليه عبارة ”ت312هـ”.