أطلعت على أبرز مكوناته وما تحتويه قاعات متحف أرض اللبان
صلالة – وجهات|
قامت السيدة الجليلة عهد بنت عبدالله البوسعيدية، حرم جلالة السلطان، حفظها الله ورعاها، بزيارة أمس الأول لمنتزه البليد الأثري ولاية صلالة بمحافظة ظفار.
وقد استهلت، حفظها الله، جولتها بزيارةٍ لمتحف أرض اللبان الذي يعتبر أحد أبرز مكونات المنتزه، ويستعرض في أروقته وقاعاته جوانباً من التاريخ العماني، حيث اطلعت خلالها على ما تحويه قاعات المتحف من شواهد وآثار اتسمت بها الحقب التاريخية المختلفة للسلطنة بمختلف مواقعها.
كما استمعت السيدة الجليلة، لشرحٍ تفصيلي عن اللقى الأثرية والصور التي تحكي بعضاً مما ينطق به تاريخ السلطنة بشكلٍ عام ومحافظة ظفار بشكلٍ خاص، وأبرز خطوط تجارة اللبان عبر العصور.وفي زيارتها لقاعة التاريخ بالمتحف استمعت لموجزٍ عن تاريخ عُمان من خلال الشواهد الحضارية والأثرية التي تحويها القاعة، كما اطلعت على نماذج مصغرة للسفن العمانية التقليدية وموجزاً لعلاقة العمانيين بالبحر من خلال ما تحويه القاعة البحرية.
بعدها تجولت السيدة الجليلة، حفظها الله، في مرافق المنتزه المختلفة، واطلعت على أبرز المكونات التاريخية لمدينة البليد التي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، وتمثّل مركزاً سكانياً رئيسياً منذ حوالي 2000عام قبل الميلاد ، كما تعتبر المنطقة جزءً من طريق اللبان في الماضي، وميناءً تجاريًّا هاماً يُصدّر منه اللبان العُماني إلى مختلف البقاع في العصور القديمة، واستمعت، حفظها الله ورعاها، إلى معلومات عن تاريخ المدينة الأثرية وأهم المعالم والخدمات والمرافق والمشاريع التطويرية بالمنتزه، والتقت بالعديد من زوار المنتزه.
ودعماً للصناعات الحرفية العمانية، قامت السيدة الجليلة بزيارة لمنافذ بيع الصناعات الحرفية التقليدية بالمنتزه، وفي ختام الزيارة دوّنت السيدة الجليلة، حفظها الله، كلمة في سجل كبار الزوار، أشادت فيها بالجهود المبذولة في الموقع.
وتأتي هذه الزيارة اهتماماً من السيدة الجليلة، حفظها الله، بما تحويه السلطنة من كنوز أثرية ومقدرات تاريخية وسياحية مؤهلة لجذب السائح من مختلف دول العالم، كما تعد تأكيداً على ضرورة الاهتمام بالقطاع السياحي والتاريخي وتنميته بما يسهم في التسويق للسلطنة والترويج لها عالميًّا.
جدير بالذكر ان هذه المدينة الأثرية تعتبر من أقدم المدن وأهم الموانئ التجارية. وتم إدراج هذه المدينة في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.وقد أجمع الباحثون من خلال الدلائل الأثرية ومن دراسات الفخار والمواد العضوية وغيرها أن الموقع يعود الى عهد ما قبل الإسلام واكتسب بعد الإسلام رونقاً إسلامياً فريداً من البناء المعماري يظهر ذلك جلياً من خلال مسجدها الكبير الذي يعد من أبرز المساجد القديمة في العالم الذي يضم (144عمودا) ويُعتقد أنه شيد في القرن السابع الهجري ـ الثالث عشر الميلادي، كما تم العثور على حصن البليد والعديد من العملات المعدنية. ولعبت هذه المدينة دوراً هاماً في التجارة العالمية في العصور الوسطى حيث شملت صلاتها التجارية موانئ الصين والهند والسند وشرق أفريقيا واليمن من جهة، والعراق وأوروبا من جهة أخرى، حيث كانت تجارة اللبان مزدهرة آنذاك.
ووصف كل من الرحالة الكبار (ماركو بولو) و (ابن بطوطة) مدينة البليد على أنها أكثر المدن ازدهارًا وواحدة من أكبر الموانئ الرئيسية على المحيط الهندي مما جعلها مركزًا تجاريًا مزدهرًا آنذاك حيث تمتد رقعة تصدير اللبان فيها لتصل إلى الصين وروما.