مسقط – وجهات |
أطلق المتحف الوطني، المؤسسة المتحفية الرائدة في السلطنة، بالتعاون مع مؤسسة سميثسونيان، أكبر متحف ومجمع أبحاث في العالم والمركز الثقافي الأبرز في الولايات المتحدة الأمريكية، سلسلة من ست ندوات عن ادارة المتاحف في القرن الواحد والعشرين للمختصين العُمانيين العاملين بالمتاحف والطلاب اعتباراً من 27 يوليو 2021 وحتى نهاية العام الجاري. ستقام الندوات تحت إشراف الدكتور بول مايكل تايلور، عالم الأنثروبولوجيا ومنسق الثقافات الآسيوية والأوروبية والشرق أوسطية ومدير برنامج التاريخ الثقافي الآسيوي في متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي.
وسيتولى قيادة فريق من الخبراء واشراكهم في معرفة التقنيات الجديدة في بحوث المتاحف والأفكار الثاقبة للارتقاء بالدراسات الثقافية في المتاحف والمواقع التاريخية. وتحت قيادة د. تايلور قام البرنامج الآسيوي للثقافة والتاريخ باستضافة مشاريع “التراث” التي تركز على البحوث، والمعارض، وتقنيات المتاحف، وإدارة المقتنيات، والمشاركة الافتراضية، والتوعية الدولية والتدريب في مناطق مختلفة من العالم. جاءت المحاضرة الأولى بعنوان “خدمات الزوار: الاستقبال وإصدار التذاكر وإدارة الزوار” يوم الثلاثاء (27 يوليو 2021م) قدمها د.بول مايكل تايلور، وهو أيضاً سيقدم أربع محاضرات أخرى تتناول مجموعة من المواضيع وهي: محاضرة “تاريخ تمثيل الثقافات في المتاحف والمراكز الثقافية”، مع مقدمة سميثسونيان. ومحاضرة بعنوان “المعارض الافتراضية واستخدامات المتاحف الأخرى للشبكة العنكبوتية”. ومحاضرة بعنوان “تطوير البرامج”: تطوير البرامج الديناميكية ومشاركة الزوار”. ومحاضرة بعنوان ” أنشطة المتاحف أو المراكز الثقافية الحديثة: الازدهار في القرن الحادي والعشرين”. بالإضافة إلى محاضرة سادسة سيتم تقديمها تتعلق ب ” تطوير المعارض: دراسة حالة عن المال كثقافة مادية: المقتنيات والتنظيم في متحف المال الأمريكي” يقدمها دوغلاس مود من متحف المال في كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية.
ويأتي دعم هذه السلسلة من الندوات من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالسلطنة، والتي تركز على إدارة الزوار، وتطوير المعارض، والحفاظ على التراث الثقافي، والمعارض الافتراضية، ولقد قدمت السفارة فرصًا تدريبية مماثلة عن طريق ابتعاث مختصين من المتحف الوطني، وهيئة الوثائق والمحفوظات، ووزارة التراث والثقافة (سابقاً) إلى الولايات المتحدة الأمريكية لبرنامج القائد الزائر الدولي لعدة أسابيع.
وقال جمال بن حسن الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني: تأسر المتاحف العُمانية الزائرين بقطع تسرد فصولاً من التراث الثقافي والتراث الطبيعي لعُمان، وتضفي إحساسًا بالمكان، وإن التدريب والتأهيل المتحفي تحت إشراف الخبراء من مؤسسة سميثسونيان سوف يعمل على تعزيز مهمة المتحف الوطني ويجعل تراثنا وثيق الصلة بالعصر الحديث، وإننا نقدر الدعم المستمر من سفارة الولايات المتحدة في السلطنة، مما يجعل هذا التعاون ممكناً.
ومن جانبها، قالت السفيرة الأمريكية ليزلي سو: إن المتاحف هي منفعة عامة واستثمار مهم، وإن تعزيز المتاحف العُمانية يحافظ على الثقافة العُمانية الجميلة ويربطنا جميعًا بالتراث العُماني الغني، والحفاظ على التراث الثقافي سيظل دوما مهماً لبلدينا.
بدوره، قال الدكتور تايلور، إن مؤسسة سميثسونيان تهتم بشكل كبير ببناء القدرات في مجال المتاحف. وتتعرض العديد من العادات والتقاليد والثقافات والتقنيات الحرفية وأشكال الموسيقى الأصلية في جميع أنحاء العالم للضياع، ولكن بتعاوننا مع المتحف الوطني العُماني، هناك محترفين وعلماء وطلاب وحتى مواطنين عاديين مهتمين بالحفاظ على التاريخ العُماني والتراث والثقافة والحرف تحت الرعاية السلطانية.
وفي الآونة الأخيرة أنهى المتحف الوطني بالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في مسقط مشروع حفظ وصون ألبوم الصور الفوتوغرافية الأصلية المُهدى من القنصل الأمريكي في مسقط لويس ماجواير إلى المقيم السياسي في منطقة الخليج الجنرال البريطاني سامويل ميلز، والمؤرخ في (6 سبتمبر 1885)، ويحتوي الألبوم المكون من 88 صفحة على صور فوتوغرافية هامة عن مطرح وحصن الرستاق وقلعة جبرين ومقابر خلية النحل وهوتجسيد للعلاقات التاريخية الطويلة بين السلطنة والولايات المتحدة الأمريكية.