مسقط – وجهات |
كشفت وزارة السياحة أن السلطنة سجلت نمواً ملحوظاً بنسبة 43,6% في عدد السياح الذين استخدموا السفن السياحية في الفترة الممتدة بين يناير وحتى ديسمبر 2019م وتشكل هذه النسبة زيادة ملحوظة في عدد السياح تصل إلى 283,488 سائح مقارنة بالفترة نفسها من العام 2018 بعدد 193,467 سائحاً، حسب المصدر من مركز الوطني الإحصاء والمعلومات.
وبحسب الوزارة، يعزى هذا الارتفاع الملحوظ في أعداد السياح على متن السفن السياحية إلى الحملات والمبادرات الوطنية التي قامت بها الحكومة والتي ركّزت على الحضارة والثقافة والتراث والمغامرات المتنوعة والجمال الطبيعي الخالد الذي تتمتع به السلطنة، في حين شكّل تشجيع الاستثمار في البنية التحتية والذي يهدف إلى تعزيز الصناعة الناشئة، أحد أبرز تلك المبادرات. وتتوقع وزارة السياحة في سلطنة عُمان زيارة أكثر من 284 سفن سياحية إلى السلطنة خلال موسم 2019/ 2020، وذلك ضمن موسم السفن السياحية التي تزور موانئ السلطنة خلال الموسم السياحي الشتوي الذي يبدأ في أكتوبر2019 وينتهي في آخر شهر أبريل 2020. وستحمل هذه السفن آلاف السياح القادمين إلى السلطنة من مختلف دول العالم، وستتوزع على 3 موانئ، حيث سيستقبل ميناء السلطان قابوس السياحي 162 زيارة، وميناء خصب 75 زيارة، بينما سيستقبل ميناء صلالة 47 زيارة.
وتلعب الوزارة دوراً كبيراً في تنمية وتعزيز سياحة السفن العملاقة، من خلال التعاون والتنسيق مع القطاعين الحكومي والخاص ونخبة الشركات العالمية المالكة والمشغلة لهذه السفن، وفي السياق نفسه، تبذل الوزارة كل ما بوسعها لتصبح موانئ السلطنة وجهة إقليمية وعالمية مثالية وجاذبة للسفن السياحية العملاقة، حيث تعمل على تسخير كافة الإمكانيات وتقديم التسهيلات اللازمة من مرونة استخراج التراخيص وصولاً إلى التصاريح المطلوبة، لاستقطاب وجذب المزيد من تلك السفن، التي تمثل ركيزة أساسية وهامّة لنمو حركة السياحة في السلطنة، التي تساهم بدورها في تعزيز النمو الاقتصادي الوطني وزيادة الدخل وتنويع مصادره.
وقال عبدالله بن سيف السعدي، رئيس قسم السفن والرحلات السياحية في وزارة السياحة: كجزءٍ من حملاتنا السياحية، نسعى دائماً إلى جذب السفن السياحية المخصصة للرحلات البحرية الدولية، حيث قمنا مؤخراً بتطوير موانئنا وتعزيز مرافقنا وفقاً لأفضل الممارسات والمعايير الدولية، كما أننا نخطط للاستثمار في مرافق ميناء السلطان قابوس بهدف جذب المزيد من سفن الرحلات البحرية للتوقف في عمان. ومن جهة أخرى، تشكّل مشاركة الوزارة في المنتديات والمعارض ذات الصلة إضافة إلى تنفيذ الحملات الترويجية بالتعاون مع خطوط الرحلات البحرية الرائدة عالمياً، جزءً محورياً من استراتيجياتنا طويلة الأمد. ونحن سعداء اليوم بالنتائج الاستثنائية التي جاءت ثمرة لجهودنا ومساعينا، والتي تمثلت بازدياد عدد السياح القادمين على متن السفن السياحية إلى شواطئنا.
وأضاف: فضلاً عن توفير الدعم اللازم للارتقاء بمكانة السلطنة كوجهة عالمية جاذبة للسفن السياحية العملاقة، لقد قامت الحكومة بتسهيل إجراءات الترخيص بما يجعلها أكثر مرونة وانسيابية. ونحن في الوزارة، لم نكتف بهذا القدر، بل نعمل اليوم وبالتعاون مع عدد من الوكلاء المحليين على تنظيم أنشطة ترفيهية متعددة تعزز تجربة السياح القادمين على متن السفن السياحية، إضافة إلى تشغيل الأسواق التقليدية ليتمكن زوارنا الكرام من التعرّف على التقاليد العُمانية واختبارها من خلال سلسلة من الفعاليات والبرامج المميزة.
وأردف عبدالله السعدي قائلاً: تعمل السلطنة على اجتذاب السفن السياحية العملاقة لزيارة موانئها، تماشياً مع استراتيجيتها الواضحة للترويج للمقومات السياحية التي تزخر بها، وتعد السفن جزءً أساسياً منها، نظراً لما تشكله من رافد للموسم السياحي الشتوي. ولطالما سعت الوزارة إلى جعل موانئ السلطنة محطة جاذبة ومهمة لاستقبال السفن السياحية بمختلف أحجامها. ونحن نتوقّع بأن يشهد الموسم الحالي نمواً وازدهاراً كبيرين، نظراً للجهود التي تبذلها الوزارة بالتعاون مع عدد من الشركاء المحليين والاستراتيجيين، في التسويق للموانئ كمحطة رئيسية لاستقطاب أشهر وأكبر السفن السياحية والتي بلغ عدد سياحها في الموسم الماضي حوالي 283,844ومن المتوقع أن يصلوا إلى 300,000 زائر خلال العام 2020.
وتعتبر سياحة السفن من المنتجات السياحية العالمية البارزة، والتي تسعى البلدان أن تكون جزءً منها وتصبح محطات توقف اعتيادية ودائمة لها، وذلك من خلال سعي الجهات المعنية إلى التفاوض مع شركات السفن السياحية العملاقة في العالم. وتلعب السفن السياحية دوراً ريادياً في خلق فرصة حقيقية لاستكشاف الركاب للمقومات السياحية الخاصة بكل بلد، والرغبة بزيارته مجدداً لاكتشاف المزيد والاستمتاع مع العائلة.
وحققت الوزارة العديد من الإنجازات على مدار السنوات الماضية، ولعل أبرزها السفينة السياحية العملاقة “ماريلا ديسكفري” والتي قامت في نوفمبر 2019 وللمرة الثالثة بعملية تبادل للركاب في مطار مسقط الدولي وميناء السلطان قابوس السياحي شملت 700 سائح قادم و700 سائح مغادر. ومن المخطط أن تتكرر زيارت السفينة للمرة الرابعة في 16 و17 أبريل 2020 وتشمل تبادل 900 سائح قادم و900 سائح مغادر تقريباً، الأمر الذي سيثري الموسم السياحي الشتوي ويعزز حركة الأسواق والمطارات وتشغيل شركات السفر والسياحة. كما ستقوم السفينة بتسيير 27 زيارة إلى موانئ السلطنة خلال الموسم السياحي 2020-2021، من بينها 16 زيارة إلى ميناء السلطان قابوس السياحي و8 زيارات لميناء خصب و3 زيارات لميناء صلالة.
من جهة أخرى، قامت شركة إم إس سي بتسيير سفينتها بيليسيما خلال هذا الموسم 2019-2020 ضمن موانئ السلطنة، وهي تعتبر السفينة الخامسة للشركة بعد ليريكا، سبلينيدا، مانيفيشيا وأوركيستر. وسوف تقوم الشركة لهذا الموسم بـ 49 زيارة للسفن السياحية العملاقة على كل من ميناء السلطان قابوس السياحي وميناء خصب وميناء صلالة. وتقدّم السفن السياحية مردوداً كبيراً على القطاع السياحي وغيره من القطاعات بشكل عام، حيث تشكل حركة السفن السياحية عامل جذب في نمو الموسم السياحي الشتوي من خلال توقفها في موانئ السلطنة وتجول السياح في أرجاء المدن التي ترسو تلك السفن فيها.
ووفقاً للوزارة، فإن سوق السفن السياحية يساهم بشكل حيوي في نمو مجتمع السياحة المحلي، الأمر الذي يعزز العوائد الاقتصادية ويساهم في تنويع مصادر الدخل في السلطنة. ومن المتوقع أن تشهد سفن الرحلات البحرية التي تزور صلالة هذا العام زيادة كبيرة نتيجة جهود الوزارة والتحسينات التي شهدتها ميناء صلالة بالتعاون مع وكلاء الرحلات البحرية وغيرها من المنظمات المعنية، في حين تتوقع الوزارة أن يصل عدد سفن الرحلات البحرية التي تزور سلطنة عُمان إلى 284 سفينة خلال الفترة ما بين عامي 2019 و2020.