دبي- وام | أظهر “التقرير السنوي لزوار دبي” الذي يصدر اليوم الاثنين عن دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي مع افتتاح أعمال معرض سوق السفر العربي “الملتقى 2015” في دبي، أن الإمارة استقبلت نحو 13.2 مليون زائر خلال العام الماضي محققة بذلك زيادة سنوية نسبتها 8.2 في المائة وهي نسبة تقارب ضعف معدل النمو العالمي البالغ 4.7 في المائة.
وقال التقرير، إن هذه الأرقام تعكس التقدم المستمر الذي تحرزه إمارة دبي نحو تحقيق رؤيتها السياحية التي تهدف إلى استضافة 20 مليون زائر بحلول مطلع عام 2020.
ويشمل التقرير إحصاءات عن جميع الزوار الذين قصدوا دبي وأقاموا فيها لليلة واحدة على الأقل سواء كانت إقامتهم في فنادق أم في شقق فندقية أم مع الأصدقاء والأقارب أم على متن إحدى السفن السياحية.
ويعد “التقرير السنوي لزوار دبي” مراجعة ومقارنة للمقاييس والتوجهات والرؤى السياحية المستخلصة من الأبحاث الشاملة التي تقوم بها دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي التي تشمل مراقبة الأداء والتطورات على صعيد الطلب والمنافسة على مستوى العالم وفاعلية عوامل الجذب السياحي التي توفرها دبي وكذلك قدرتها على توفير تجارب سياحية متميزة لجميع الزوار الذين يقصدونها بهدف السياحة الترفيهية وسياحة الأعمال.
وذكر هلال سعيد المري مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي في تصريح صحفي: أن التقرير السنوي لزوار دبي يسلط الضوء على النهج والعوامل التي ساهمت في تحقيق هذه الزيادة الكبيرة في عدد زوار دبي في العام الماضي ومواصلة مسارها التصاعدي.
ووصف النجاح الذي حققته دبي في العام الماضي بأنه إنجاز حقيقي خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار بعض التحديات التي واجهتها كالضغوط التي تعاني منها اقتصادات الأسواق السياحية المهمة بالنسبة لدبي وكذلك أعمال الصيانة في مطار دبي الدولي التي امتدت 80 يوما إذ ستطاعت دبي أن تحقق ذلك بفضل رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وللشراكة الراسخة والتعاون المستمر بين القطاعين الحكومي والخاص.
وأشار المري إلى أن التقرير الجديد يختلف عن التقارير السابقة التي تتضمن البيانات والإحصائيات السنوية عن نزلاء المؤسسات الفندقية إذ إنه يشمل جميع الزوار من مختلف أنحاء العالم الذين يمضون ليلة واحدة على الأقل في دبي.
وأضاف أن هذا التقرير يفيد في رسم صورة أشمل للنجاحات والتحديات والفرص المتعلقة باقتصاد السياحة في دبي كما تساهم الأبحاث المتعلقة به في تعزيز أنشطتها في الأسواق التي تستهدفها التي تضمنت في العام الماضي توسيع الشراكة في مجال الإعلام الرقمي والاجتماعي والعلاقات العامة مع بعض أهم القنوات وأكثرها تأثيرا في عالم السياحة.
ونوه المري بأن الأسواق السياحية التقليدية بالنسبة لدبي شهدت زخما مستداما إذ نمت معظم الأسواق العشرة التي تصدرت قائمة زوار دبي بنحو ثمانية في المائة لكن بالمقابل كان هناك أيضا نموا كبيرا في عدد من الأسواق الناشئة التي تشهد نموا سريعا في الطبقة الوسطى من ذوي الدخل المرتفع بين سكانها.
وأوضح أن دبي سعت للتركيز بشكل استراتيجي على اتباع نهج استقطاب زوار من أسواق مختلفة بهدف الحد من مخاطر الاعتماد على منطقة جغرافية محددة ..مشيرا إلى أن الأسواق العشرة التي تصدرت قائمة زوار دبي ساهمت بنحو 55 في المائة من زوار دبي في العام الماضي في الوقت الذي شهدت فيه معظم هذه الأسواق نموا مستداما وزيادة في عدد الزوار من الأسواق الناشئة.
وأعلن المري أن دبي ستسعى لتحقيق الاستفادة القصوى من أسواق أوروبا الشرقية وقد لمسنا نتائج إيجابية عقب قرار إعفاء مواطني بعض دولها من تأشيرة الدخول إلى الإمارات في مارس من العام الماضي وانطلاق رحلات شركتي “طيران الإمارات” و”فلاي دبي” إلى تلك المنطقة في أواخر العام الماضي.
وأظهر التقرير أن من بين أسباب النمو السياحي في الإمارة تفوق مطار دبي الدولي على مطار هيثرو لأول مرة في عدد المسافرين الدوليين في العام الماضي إذ تصدر المرتبة الأولى ضمن قائمة أكبر مطارات العالم بأعداد المسافرين الدوليين رغم عمليات صيانة مدارج المطار التي امتدت خلال شهري مايو ويوليو من العام الماضي.
وبين أن مطار دبي استقبل 70.5 مليون راكب في العام الماضي مسجلا نموا نسبته 6.1 في المائة في حركة المسافرين فيما ارتفعت أعداد القادمين إلى دبي بنسبة 7.2 في المائة لتصل إلى 48.6 مليون مسافر.
وحققت شركتا “طيران الإمارات” و”فلاي دبي” نموا ستثنائيا في حجم أسطوليهما واتساع الامتداد الجغرافي لعملياتهما حيث بدأت الأولى تسيير رحلاتها إلى ثمان وجهات جديدة وأضافت 420 ألف مقعد فيما أطلقت الثانية رحلاتها إلى 18 وجهة جديدة مضيفة نحو 180 ألف مقعد.
ولفت المري إلى أن هذا النمو في قدرات قطاع النقل الجوي يؤكد ما تم التصريح عنه في المنتدى الاقتصادي العالمي الأخير أن أهم ميزة تنافسية تتمتع بها دبي في مجال السياحة هي قدرتها على أن تحتل مركزا عالميا متميزا للمسافرين جوا من جميع أنحاء العالم.
وأوضح التقرير أن من بين أسباب النمو السياحي في دبي مساهمة قطاع النقل البحري في زيادة أعداد زوار دبي مدعوما بافتتاح المحطة الثالثة للرحلات البحرية حيث من المتوقع أن تستقبل الإمارة حوالي 425 ألف مسافر بحري خلال العام الحالي بزيادة نسبتها 30 في المائة مقارنة بالعام الماضي.
كما شهد العام الماضي اتخاذ خطوات لتسهيل السياسات المتعلقة بتأشيرة الدخول التي ساهمت في جعل زيارة دبي أكثر يسرا وأقل تكلفة إذ أصبح بإمكان مواطني 46 دولة الحصول على تأشيرة الدخول لدى وصولهم وذلك بعد القانون الذي صدر في مارس 2014 الذي ينص على إعفاء مواطني 13 دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي من الحصول على تأشيرة دخول مسبقا للسفر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لتنضم بذلك إلى 15 دولة أوروبية أخرى كانت معفية من التأشيرة في السابق.
وأكد التقرير أن هذه الخطوة حققت نتائج إيجابية ملموسة انعكست في زيادة أعداد الزوار من بلغاريا والمجر ورومانيا بنسبة 104 في المائة و86 في المائة و64 في المائة على التوالي مقارنة بعام 2013.
ولفت إلى أن تطوير وتنويع عوامل الجذب والمعالم السياحية في دبي على نطاق واسع ساهم في إطالة فترات إقامة السائحين فقد تم في العام الماضي افتتاح 46 منشأة فندقية جديدة إلى جانب مجموعة من المعالم السياحية الجديدة ..مشيرا إلى أنه سيتم افتتاح مزيد من المعالم السياحية والفنادق في دبي خلال العامين الحالي والمقبل.
وذكر التقرير أن التحسين المستمر في عوامل الجذب السياحي ساهم في زيادة متوسط الإقامة في دبي إلى 7.8 يوم وهي فترة تفوق نظيرتها في لندن ومماثلة لما هي عليه في نيويورك.
وتأتي المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والهند في أعلى قائمة أسواق السياحة العائلية بالنسبة لإمارة دبي التي تواصل العمل على زيادة المعالم السياحية لتناسب هذه الشريحة حيث ستشهد خلال العامين المقبلين افتتاح معالم جديدة مثل حديقة سفاري دبي ودار الأوبرا ومنتزه ليغولاند دبي وموشن جيت المستوحى من هوليوود وبوليوود باركس دبي.
كما تركز الرؤية السياحية على محور آخر يتمثل في سياحة الأعمال حيث نما عدد الزوار الذين قصدوا دبي خلال العام الماضي بهدف حضور الاجتماعات والمعارض والمؤتمرات والفعاليات بنسبة 10 في المائة مقارنة بعام 2013.