القاهرة – العمانية|
في قلب صحراء مصر الغربية وعلى بعد 830 كم من العاصمة المصرية القاهرة تقف واحة “سيوة” الغنية بالثروات الطبيعية والآثار والعادات التي يتميز بها سكان الواحة عن غيرهم.
وتبعد الواحة عن ساحل البحر المتوسط نحو 300 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من مدينة مرسى مطروح، وهي تنخفض عن مستوى سطح البحر بـ 18 مترًا، وتتبع محافظة مطروح إداريًا، ويسكنها قرابة 30 ألف نسمة.
وتنتشر بالواحة ينابيع المياه الجوفية، ومزارع التمور، والزيتون، والبحيرات الملحية الممتدة على طول شاطئ البحر، كما يوجد بها متحف “سيوة” وحمَّام كليوباترا، وبقايا ” قصر شالي”، ومعبد “الوحي”.
وتشتهر “سيوة” بالعديد من الحرف والصناعات اليدوية كـــــ الحلي والفضيات التي تقبل النساء على اقتنائها لتميزها بالبساطة والجاذبية، وصناعة السجاد، والملابس وفساتين الأفراح التقليدية المطرزة.
وتعد وحدة الصناعات الحرفية بمجمع الحرف البيئية بواحة “سيوة”، أحد أهم المشروعات التنموية التي أنشأتها محافظة مطروح عام 2006م، من أجل تنمية الواحة والمحافظة على تراثها المتميز من المشغولات اليدوية.
يقول محمد عمران جيرى عضو مجلس إدارة إحدى الجمعيات للحفاظ على التراث، ” تشتهر الواحة بجودة وتميز المشغولات اليدوية التراثية، وهناك مساعٍ جادة للحفاظ عليها واستمرارها، خاصة مع إقبال الكثيرين على اقتنائها حيث تلقى رواجًا كبيرًا بين السياح، وأصبحت هذه المشغولات ذات شهرة واسعة، وانتشرت محال بيعها في العديد من الأماكن خارج “سيوة”، مثل مرسى مطروح، والإسكندرية، والقاهرة وغيرها.”
ويضيف لوكالة الأنباء العمانية أن مركز الصناعات الحرفية “بسيوة”، ساهم بشكل كبير في الحفاظ على الصناعات الحرفية والبيئية والتراثية، وتدريب أعداد كبيرة من فتيات الواحة على المهن المختلفة، وأصبح معظمهن منتجات لهذه المشغولات من داخل منازلهن.
وأشار إلى أن المشغولات اليدوية التراثية لواحة “سيوة” لها شهرة واسعة داخل مصر وخارجها، وأصبحت ضيفًا على العديد من المعارض داخل محافظة مطروح والمحافظات الأخرى، وكانت آخر هذه المعارض بنقابة الصحفيين خلال الفترة الأخيرة.
وتعتبر “شالي” أكبر مدن الواحة، وفي وسطها يجد الزائر “قصر شالي”، ومنه تأخذك الممرات الرملية لـ “معبد الوحي” الذي زاره الإسكندر الأكبر ذات يوم.
وتعد قلعة “شالي” حصن الواحة الدائم، وتبدو بقايا الدمار الذي لحق بالقلعة في القرن الثالث عشر جلية وسط الواحة، وقد بُنيت القلعة من مادة تسمى “الكرشف”؛ وهي أحجار ملحية من البحيرات المالحة والطمي، وتتعرض القلعة للمزيد من التحلل بعد كل هطول للأمطار.
ويحرص زوار الواحة على القيام برحلات السفاري في بحر الرمال العظيم، خاصة في الفترة ما بين شهريي أكتوبر وأبريل، حيث تكون درجة حرارة الواحة في أفضل حالاتها.
وعلى مسافة 4 كيلومترات شرق “سيوة” يقع معبد آمون، الذي يعود تاريخه إلى الأسرة الحاكمة الثلاثين، كما يوجد بها جزيرة “فاتناس” وهي واحدة من مواقع السباحة المفضلة في الواحة، وتعرف أيضًا باسم جزيرة “الخيال” وتقع على مسافة 6 كم من مدينة “سيوة”، على بحيرة بركة سيوة المالحة التي تحيط بها أشجار النخيل والمناظر الطبيعية.
ويعد “حمَّام كليوباترا” من أكثر مزارات الواحة شهرة، وهو حمام تم أنشاؤه من الحجر يتم ملؤه من مياه الينابيع الساخنة الطبيعية.
وتتميز “سيوة” بأجود الحرف التقليدية على مستوى واحات الصحراء الغربية، لا سيما الأواني الفخارية المزخرفة المصنوعة يدويًا، وفساتين الأفراح البربرية التقليدية المطرزة، والمجوهرات الفضية الأثرية، والآلات الموسيقية.
وتحيط بالواحة البحيرات الملحية أو الملاحات على مساحة تصل إلى 55 ألف فدان، وهي بحيرات تنتج نوعية نادرة من الملح، يطلق عليه أبناء الواحة “الذهب الأبيض”.
وعلى مسافة 3 كم جنوب واحة “سيوة” يقع جبل “دكرور” الذي يشتهر بالخصائص العلاجية لرماله الساخنة، كما يشتهر بكونه مصدرًا هائلًا للصبغة الحمراء المستخدمة في الأواني الفخارية السيوية، ويتوافد الناس اليه من داخل مصر وخارجها خلال فصل الصيف لعمل حمامات الرمال الساخنة.
كما تتميز “سيوة” بوجود الرمال البيضاء والصخور السوداء والحجر الجيري، وهي هبات طبيعية تمنح الواحة نمطًا فريدًا من الجمال كما يوجد بها مراكز للاستشفاء الطبيعي، وفنادق فاخرة بنيت بشكل بسيط ينسجم مع البيئة الطبيعية والثقافية للواحة.