دبي – وجهات|
من المرجح أن تتصدر شركات السفر والضيافة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي التي تستخدم التقنيات المبتكرة لتعزيز التخصص وإزالة العراقيل مع العملاء ريادة السوق مستقبلاً حسب الخبراء المشاركين في سوق السفر العربي 2019.
وفي ندوة حوارية أقيمت في المسرح العالمي تحت عنوان “الصورة الكبيرة – من سيكون الأفضل في قطاع السفر في المستقبل؟” بحضور ممثلين عن بوكينغ دوت كوم، سيبر كوربوريشن، غوغل، فيسبوك وطيران الإمارات، تم التطرق إلى فرص النمو المتاحة في المنطقة ظل دخول التكنولوجيا على هذا القطاع.
في الوقت الذي ستساهم فيه بعض التقنيات الحديثة مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتكنولوجيا التخصص في تعزيز الكفاءة في جميع مجالات قطاع السياحة والضيافة، أكد المشاركون في هذه الندوة أنه يتعين على المشغلين أن يفكروا في كيفية الاستفادة من هذه التقنيات وترجمتها على أرض الواقع بما يحسن من تجارب العملاء.
وتعليقاً على ذلك، قال فؤاد طلعت، المدير الإقليمي للخدمات الشريكة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى بوكينغ دوت كوم: “يعتقد البعض أننا نمر في مرحلة من عدم التوازن، ولكننا في حقيقة الأمر قد تجاوزنا تلك المرحلة لنصل إلى عصر العملاء الأكثر خبرة.
نحن نفكر في أنفسنا على أننا شركة رائدة تركز على مفهوم العميل أولاً باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعني الانفتاح على تطبيق أي تقنية جديدة من شأنها أن تحسن من تجارب عملائنا. ولكن في الوقت ذاته، إذا كانت تلك التقنيات لا تجلب المنفعة للعملاء فإننا بلا شك لن نستثمر فيها”.
وفي عام 2018، ارتفعت قيمة استثمارات المطارات وشركات الطيران في تكنولوجيا المعلومات من 5.6% عام 2017 إلى 7.5% عام 2018، لتسجل نحو 30 مليار دولار أمريكي. ولكن من المنتظر أن يتم تعويض هذه الاستثمارات الضخمة من خلال تطبيق التكنولوجيا التي ستساهم في تحقيق وفورات هائلة تصل قيمتها إلى 30 مليار دولار أمريكي في السنوات الـ 15 المقبلة، وذلك حسب البيانات الصادرة عن كوليرز إنترناشونال.
وبالإضافة إلى تحقيق الوفورات وزيادة الكفاءة التي توفرها التقنيات المبتكرة، أشار المشاركون في هذه الندوة إلى أنه يتوجب على القائمين على صناعة السياحة في دول مجلس التعاون الخليجي تحديد المجالات التي يمكن فيها تطبيق التقنيات المبتكرة لضمان تجربة أكثر سهولة للعملاء.
بدوره، قال تيري كين، رئيس قسم السفر والمحركات والاتصالات السلكية واللاسلكية والخدمات المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان في شركة “فيسبوك”: “في رحلات السفر اليوم، لا يزال هناك فرصة للاحتكاك والعراقيل في كل خطوة من الرحلة، والتي يمكن أن نجد لها حلاً من خلال الحلول والتطبيقات الذكية عبر الأجهزة المحمولة. إن التوقعات في هذا الاتجاه تتغير باستمرار، ففي اللحظة التي تحل فيها الشركة مشكلة متعلقة بالاحتكاك مع العملاء، تواجه مشكلة جديدة تتعلق برغبات العملاء التي تتغير من وقتٍ لآخر. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في الحصول على أكبر قدر ممكن من الخبرة الشخصية، فربما يوفر لك فيسبوك وواتس آب ما تحتاجه. يتوجب علينا أن نصل على المرحلة التي نكون فيها قادرين على إجراء حجوزات الرحلات الجوية والحصول على بطاقات الصعود إلى الطائرة وحجز الإقامة عبر فيسبوك وواتس آب مباشرةً. يجب أن تتعدد مجالات استخدام هذه التطبيقات الأكثر انتشاراً اليوم، وبالتأكيد فإن قطاع السفر هو أحد هذه المجالات”.
إن التطبيق الشامل لتكنولوجيا التخصص قد يؤدي أيضاً إلى تحقيق فوائد كبيرة لصناعة الفنادق في الشرق الأوسط، وذلك عبر زيادة العائدات بنسبة 10% وخفض التكاليف بواقع 15%.
وفي هذا السياق، قال بن فينود، نائب الرئيس الأول وكبير العلماء في شركة سيبر كوربوريشن: “نحن نعيش اليوم في عالمٍ يعتمد على التعلم والاستفادة من الذكاء الاصطناعي، لذا فإن التركيز الأساسي بالنسبة لنا يتمحور حول تجارة التجزئة الذكية، حيث يتطلع المستهلكون إلى رؤية محتوى مناسب لرغباتهم وتطلعاتهم، عوضاً عن قراءة وتصفح معلومات عامة. إن هذا المفهوم سيتغير بشكلٍ ملحوظ في الأعوام المقبلة”.
وأضاف: “لا يتوجب علينا أن نعرض أقل الأسعار المتاحة عبر منصتنا الإلكترونية بشكلٍ دائم، بل إن هذا الأمر يجب أن يتحدد حسب رغبات وتفضيلات العملاء. إن التخصص وتقسيم المحتوى ذو أهمية كبيرة لأنه يتيح لنا عرض خدمات تتناسب مع مختلف الفئات من العملاء. نحن نرى أيضاً أننا بحاجة إلى التخصص الفردي، بحيث يمكننا الاستجابة بشكل منفصل إلى متطلبات كل عميل”.
وتستمر فعاليات معرض سوق السفر العربي 2019 حتى الأربعاء 1 مايو في مركز دبي التجاري العالمي ويشهد مشاركة 2,500 شركة عارضة في قطاع السياحة والسفر والضيافة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد استقبلت دورة العام الماضي أكثر من 39,000 متخصص في قطاعات السفر والسياحة والضيافة، وشهدت تسجيل أكبر مشاركة للفنادق في تاريخ المعرض على الإطلاق.