النساء العربيات يتطلعن لدور أكبر في الطيران بالشرق الأوسط

بيانات المنظمة الدولية للطيران المدني تظهر أن النساء يشكلن 5.18% فقط من إجمالي الطيارين

دبي – وجهات|

يسعى عدد متزايد من النساء بحماس كبير لكي يصبحن جزءاً من صناعة الطيران التجاري التي تشهد طفرة استثنائية في كافة أنحاء العالم.

وانتقلت النساء العاملات في المجال الجوي من العمل ضمن طواقم الضيافة على الطائرات، لتولي وظائف رئيسية ضمن قمرة القيادة، حيث نجد اليوم أن خمس عدد الطلاب الملتحقين لنيل رخصة طيار تجاري في الهند، وهي ثاني أكبر بلدان العالم لجهة التعداد السكاني، هن من النساء، وهي نسبة أعلى بكثير من نظيراتها في البلدان أخرى.

وتتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بعدد أكبر من النساء العاملات بصفة طيار، كابتن، مهندس طائرات، ميكانيكي طائرات، فني صيانة طائرات، ومراقب حركة جوية، وغير ذلك من الاختصاصات، مقارنة بالبلدان الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتوظف طيران الإمارات والمجموعة حالياً حوالي 27,000 امرأة، أي ما يمثل 42% من القوة العاملة في المجموعة، بما في ذلك النساء العاملات بصفة طيار، واللائي يشتملن على أصغر إماراتية تعمل بصفة طيار وتشغل أكبر طائرة في العالم، وهي ايرباص ايه 380. ويصل عديد الإناث إلى أكثر من 60 من أصل أكثر من 4,000 من الطيارين العاملين لدى المجموعة.

وعلى المقلب الأخر، فإن أكثر من ثلث موظفي فلاي دبي، الناقلة الأسرع نمواً في الشرق الأوسط، البالغ عددهم 3,770 موظفاً هن من النساء، تعمل أكثر من 1,000 منهن ضمن طواقم الضيافة، فيما تعمل أكثر من 30 منهن بصفة كابتن طيار أو مساعد طيار. وتستخدم شركة طيران الاتحاد حالياً ما يزيد عن 2,850 إمرأة إماراتية، بما في ذلك 50 إمرأة تعمل بصفة طيار، وأول أمرأة إماراتية مسجلة بصفة اختصاصية في طب الطيران، فيما تتضمن قائمة موظفي العربية للطيران أول إمرأة إماراتية تحمل رخصة طيار متعدد الطواقم.

وسوف تنعقد الدورة الرابعة للجمعية العمومية لمنظمة نساء في الطيران في دبي في الأول من مايو إلى جانب الدورة التاسعة عشرة لمعرض المطارات، وذلك تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الامارات والمجموعة، وسوف تركز على المساهمة المتزايدة للمرأة في مجال الطيران على مستوى العالم، وعلى تبادل أفضل الممارسات من جميع أنحاء العالم لأكثر من 400 شخص من المتوقع مشاركتهم في دورة هذا العام في دبي.

وتتضمن الجهات الراعية كلاً من: اير بي بي، وايرباص، وبوينغ، ومؤسسة دبي للفضاء، وفالكون لخدمات الطيران، وهانيويل، وال اف في كونسالتنغ الاستشارية، وام اس اي للطيران، وسافران، والمؤسسة السعودية لخدمات الملاحة الملاحة الجوية، وستراتا، وياه سات.

وستركز الجلسات الرئيسية على المبادرات التي يمكن أن تساعد النساء على تحقيق النجاح في مكان العمل في مجال الطيران، ومساعدة المنظمات على تحقيق أهداف ايكاو المتعلقة بالتكافؤ بين الجنسين، وعلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في مكان العمل المتغيّر وقضايا التوازن بين العمل والحياة فيما يتعلق بعمالة الإناث، علاوة على توفير دليل حول كيفية تعزيز المساواة بين الجنسين في مكان العمل في قطاع الطيران. كما سيبحث المؤتمر الدور الذي تلعبه النساء لجهة تطوير برامج الفضاء الطموحة في المنطقة، سيما في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقالت ميرفت سلطان وهي واحدة من أوائل النساء العربيات اللاتي حصلن على رخصة مرسل رحلات والشريك المؤسس ورئيس فرع الشرق الأوسط لمنظمة النساء في الطيران الدولية: “تشكل النساء ما يزيد عن 5% فقط من عديد الطيارين في العالم، وحصة الشرق الأوسط لم تكن مشجعة، لكن الأمور في تغيير مستمر. ولا ينبغي أن يكون عمل المرأة في صناعة الطيران مسألة متعلقة بالنوع الاجتماعي، بل يجب أن يتعلق فقط بالعمل الشاق والقدرة. والحواجز أخذة في التلاشي مع نجاح النساء في تدمير القوالب النمطية.”

وأضافت ميرفت التي سوف تلقي كلمة أثناء الجمعية العمومية لمنظمة نساء في الطيران: “يمكننا اليوم رؤية عدد متزايد من النساء في قطاعي الطيران والفضاء، لكن تمثيلهن ما يزال بشكل كبير دون المستوى المطلوب، إلا أن الفرص اليوم أكبر مما كانت عليه في الماضي، وسوف تتمكن النساء في الفترة المقبلة دون أي شك من كتابة قصة نجاح مختلفة تماماً. إنها عملية بطيئة ورتيبة إلى حد ما، لكن المناقشات ستساعدنا على اتخاذ قرارات حاسمة لتحقيق هذه الغاية.”

وسوف يخطب في المؤتمر أيضاً الأمير فهد بن مشعل آل سعود، نائب رئيس مجلس إدارة نادي الطيران السعودي ورئيس جمعية الطيران بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وشيخة المسكري، الرئيس التنفيذي للابتكار في وكالة الإمارات للفضاء.

وتتضمن قائمة المتحدثين المؤكدين كلاً من روبرت جيه غيريتسن المدير العام لشركة اير بي بي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والجوهرة الطيب مدير الموارد البشرية في فرع العربية السعودية لشركة بوينغ، وباربرو بولاندر رئيس الموارد البشرية في شركة ال اف في كونسالتنغ الاستشارية، وبرني دان رئيس شركة بوينغ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا، وفيليز هايرلي تيبيباسي، مدير استراتيجية تركيا في شركة بوينغ.

كما سيخطب في المؤتمر كل من هيفاء حامد الدين مدير التغيير والمشاريع في المؤسسة السعودية لخدمات الملاحة الجوية، وليزا هولزمان نائب المدير العام لشؤون الدراسات البيئية في الهيئة العامة للطيران المدني، ونادين فانوس المدير المعاون لشؤون العلاقات الصناعية والحكومية في شركة بوينغ، وباتريك ناتالي المندوب العام للشرق الأوسط في شركة سافران، ورنا دجاني البروفيسور المعاون في الجامعة الهاشمية، وسونيا ستراند نائب الرئيس والمدير العام للمطارات العالمية في شركة هانيويل، وسعود الشامسي، المدير الأول لبرنامج ميدفيلد في شركة طيران الاتحاد، وزينة الحكم مدير الاتصالات في شركة بوينغ.

وتمثل النساء 12.4% من إجمالي عدد الطيارين في الهند، أي أن 1,092 من أصل 8,797 طيار يعملون لدى شركات الطيران التي تسيير رحلات داخلية منتظمة هن من النساء، ما يعني تمتع الهند بواحد من أعلى معدلات عمل النساء كطيارين في شركات الطيران المنتظمة على مستوى العالم. وعلى الرغم من أن هذا العدد يبدو صغيراً، إلا أنه أعلى بشكل كبير من المعدل العالمي البالغ 5.4%، وهو يتجاوز ما عليه الحال في بلدان مثل فرنسا، واليابان، والولايات المتحدة التي تصل فيها هذه المعدلات إلى 7.6% و5.6% و5.1% على الترتيب.

وتشير تقديرات الجمعية الدولية لطياري شركات الطيران من النساء إلى وجود 7,409 أمرأة تعمل بصفة كابتن طيار على مستوى العالم، ما يمثل 5.2% من إجمالي قوة العمل من الطيارين، حيث تمثل النساء حوالي 5% من أصل 53,000 طيار هم أعضاء جمعية طياري شركات الطيران التي تعتبر أكبر اتحاد للطيارين في العالم. كما تقدر الجمعية أن 3 إلى 6% من عديد طياري أضخم شركات الطيران التجارية في العالم هن من النساء، فيما يصل تمثيل النساء في مجلس المنظمة الدولية للطيران المدني (ايكاو) إلى 7 من أصل 36 عضواً. وفي حين تلتزم المنظمة بتحقيق مساواة بين الجنسين بنسبة 50-50 بحلول العام 2030، فإن نسبة النساء العاملات بصفة طيار تبلغ 5,18% وفقاً لبيانات ايكاو.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*