مسقط – وجهات | يتجه مشروع عمان للإبحار هذا العام وبعد الرقم القياسي الذي حققه في السرعة العام الماضي في سباق النجوم السبعة للإبحار حول بريطانيا وأيرلندا، يتجه بأنظاره إلى تطوير فريق الإبحار المحيطي من خلال موسم حافل من السباقات الأوروبية، والذي يتضمن خوض سباقات رولكس فاستنت في المملكة المتحدة وسباقات البحر المتوسط في مالطا. ومع ارتفاع درجات الحرارة محليا وفي منطقة الخليج بشكل عام، ودخول فصل الربيع في المناطق الأوروبية، توجه فريق عمان للإبحار المحيطي إلى أوروبا، وتحديداً إلى مدينة كويبرون الفرنسية مفتتحا موسم السباقات الأوروبية في سباق سبي كويست الذي اقيم من 2-6 أبريل.
صقل المهارات
وتتمحور أهداف تدريب البحارة العمانيين في هذا العام على رفع مستوى اللياقة والتحمل البدني والذهني، علاوة على تطوير المهارات الأخرى غير المرتبطة بالإبحار مثل مهارات التعامل مع التجهيزات الكهربائية والميكانيكية والقيام بالإصلاحات وغيرها. وعن هذا التوجه يقول الفرنسي سيدني جافنييه، مدرّب فرق الإبحار وربان قارب المود 70 “مسندم” بأن المشروع قد وضع هدفين أساسيين في هذا الموسم، يتمثل الأول منهما في رفع قدرات البحارة العمانيين ليتمكنوا من تحمل أعباء أثقل وتحديات رياضية أكبر مع الحفاظ على تركيزهم وقوتهم ولياقاتهم. أما الهدف الثاني فهو رفع قدراتهم في المهارات الفنية مثل مهارات التعامل مع التجهيزات الكهربائية والميكانيكية المتعلّقة بإعداد القوارب وصيانتها، ليصبح لديهم القدرة على تولي مسؤولية أي عمل على متن القارب، سواء كان متعلقاً بالأشرعة، أو الهيكل، أو إصلاح الأعطال، أو تولي مسؤولية الدفعة أو القيام بأي إصلاحات طارئة أثناء الإبحار المحيطي. ويضيف سيدني بقوله: “لدينا برنامج حافل هذا العام وسنقطع مسافات وأميال كثيرة، ولكن هدفنا من ذلك كله يتمحور حول تطوير مهارات الأفراد وتكريس جهودهم في الاعتناء بلياقتهم البدنية وسلامة قواربهم، لكي نصنع بنهاية هذا الموسم بحّاران أو ثلاثة قادرين على الإبحار على متن أي قارب احترافي في أي مكان. ولذلك فتركيزنا سيكون على التطوير أكثر من النتائج”.
وقد يكون البحّار فهد الحسني أكثر البحّارة العمانيين تجربة على متن قارب المود 70، ومن المخطط أن يتولى مسؤوليات أكبر في هذا الموسم، حيث سيبدأ بتولي مهام الربان على متن قارب الأم34 في سباقات أسبوع نورماندي خلال الفترة من 10 إلى 14 يونيو، في حين سيتنحى سيدني جافنييه جانباً ويتولى مهام المدرب في هذا السباق. وتجدر الإشارة إلى أن اللجنة المنظمة لسباقات الطواف الفرنسي قد استبدلت قوارب الأم34 بقوارب ديام24 ذات التصميم الموحد، ولكن المشروع سيواصل استخدام هذا القارب في أنشطة التدريب على الإبحار المحيطي.
القارب مسندم
سيعود الربان سيدني جافنييه إلى تولي دفة القارب مسندم من فئة المود 70 الذي عبر على متنه المحيط الأطلنطي في سباق روت دورام العام الماضي، وبعدها خضع القارب لبعض التعديلات الأساسية وسيتم إطلاقه مرة أخرى في شهر أبريل قبيل البدء في التدريبات المخططة بنهاية الشهر. وبعد الإنجازات التي حققها فريق عُمان للإبحار في العام الماضي على متن القارب مسندم، بما فيها تحطيم رقمين قياسيين عالمين أحدهما في مهرجان أسبوع كيل في ألمانيا والآخر في سباق النجوم السبعة للإبحار حول بريطانيا وأيرلندا، سيتم استخدام القارب في هذا الموسم كمنصة تدريبية لفريق الإبحار الشراعي العماني، بالإضافة إلى استخدامه كمنصة للترويج للسلطنة في مختلف الدول التي سيجوبها هذا العام.
ويبدأ موسم الإبحار في القارب مسندم في فرنسا بسباق جي.بي جايادر، وسباق بيليلي، وسباق آرمين، وبعدها يتوجه القارب إلى ألمانيا للمشاركة في مهرجان أسبوع كيل للشراع وسيسعى إلى تحطيم الرقم القياسي السابق الذي حققه في السباق الافتتاحي، في حين ستكون الخيمة السياحية حاضرة بقوة لاستقبال الزوار والترويج للسلطنة. وبعدها ينتقل القارب والخيمة السياحية إلى المملكة المتحدة للمشاركة في أسبوع كاوس، وسباق الأرتيميس، وسباق رولكس فاستنت الذي سيشارك فيه جافنييه مع طاقم يضم ثلاثة عمانيين، واثنين غير عمانيين. وسيختم القارب هذا الموسم بالمشاركة في سباق البحر المتوسط المشهور في جمهورية مالطا.
فريق الإبحار النسائي
سيخوض الفريق النسائي كذلك عدداّ من المنافسات في السباقات الأوروبية من أجل صقل المهارات والتعلم تماشياً مع الاهتمام المتزايد الذي تبديه الفتيات في رياضة الإبحار الشراعي، وسيضم الفريق هذا العام ثلاث فتيات جدد جئن من رياضات أخرى، ويتسمن بالروح المعنوية العالية والجاهزية لاكتساب الخبرة والإنجاز.
وعن المشاركات النسائية، علق محسن البوسعيدي، مدير برنامج الإبحار النسائي في مشروع عمان للإبحار: “أثبتت الفتيات في سباق الطواف العربي للإبحار الشراعي إي.أف.جي بأنهن قادرات على التطوير والمنافسة، وبالرغم من بداية مشوارهن إلا أن خبرتهن السابقة في رياضات أخرى تمنحهن الثقة في قدراتهن على الوصول إلى الأهداف المرسومة”.