أبوظبي – أفب |
مواجهتان في مباراة واحدة، الأولى على ملعب محمد بن زايد في أبوظبي بين الإمارات المضيفة وقطر غدا الثلاثاء ضمن نصف نهائي كأس آسيا 2019 في كرة القدم والثانية على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل أزمة دبلوماسية خليجية غير مسبوقة.
كانت مباراة قطر والسعودية مباراة “احماء” بين الطرفين في دور المجموعات بعد ضمان الطرفين تأهلهما إلى دور الـ16، لكن موقعة أبوظبي تختلف حساباتها نظرا لقطع الفائز تذكرة عبور الى نهائي سيكون الأول لقطر في تاريخها والثاني للإمارات بعد 1996 على أرضها أيضا.
تشارك قطر في النهائيات من دون جماهيرها على خلفية قطع الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة، علاقاتها مع الدوحة في يونيو 2017 بسبب اتهام تنفيه قطر بدعم التنظيمات المتطرفة.
تتزامن المباراة مع تصاعد الأداء الإماراتي في البطولة، فبعد بداية مخيبة من حيث المستوى ومقبولة من حيث النتائج، إذ تصدر الأبيض مجموعته أمام تايلاند والبحرين والهند، قدّم علي مبخوت ورفاقه أداء شجاعا في ربع النهائي وأقصوا أستراليا حاملة اللقب بهدف.
انتصار شهد عودة الجماهير الإماراتية عن اعتكافها، فملأت مدرجات استاد هزاع بن زايد في العين، وستكون حاضرة بقوة الثلاثاء في أبوظبي في ملعب محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي الذي حضر مباراة قرغيزستان في دور الـ16 لمؤازرة فريقه.
ولضمان امتلاء مدرجات الملعب البالغة سعتها نحو 40 ألف متفرج، اشترى مجلس أبوظبي الرياضي جميع التذاكر المتبقية للمباراة ومنحها لجماهيره التي وقفت الاحد في طوابير للحصول عليها.
هجمة إماراتية قد تحرم أعدادا قليلة من الجماهير العمانية التي شجعت قطر خلال مشوارها الخارق، فهي الوحيدة حققت خمسة انتصارات تواليا من دون أن تهتز شباكها، وذلك للمرة الاولى في تاريخ مشاركاتها التي حصدت فيها تأهلين يتيمين إلى ربع النهائي في 2000 و2011.
تراشق إعلامي وافتراضي
وفي ظل التراشق الإعلامي الصاخب بين الجماهير الإماراتية والقطرية على وسائل التواصل الاجتماعي، غرّدت شرطة أبوظبي بدعوة “الجمهور إلى التحلي بالأخلاق الرياضية والتشجيع بأسلوب حضاري داخل وخارج الملعب، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، والابتعاد عن التغريد السلبي، متمنين للجميع الاستمتاع بمشاهدة المباراة”.
قطر على غيمة
فنيا، يبدو المنتخب القطري في أفضل حالاته ويعول مدربه الإسباني فليكس سانشيز على لاعب الوسط الهجومي أكرم عفيف، صاحب 5 تمريرات حاسمة، ومتصدر ترتيب هدافي البطولة المعز علي (7) الذي يحتاج لهدف كي يعادل الرقم القياسي للإيراني علي دائي في نسخة واحدة (1996). لكن المهاجم البالغ 22 عاما فشل بهز الشباك في آخر مباراتين ضد العراق وكوريا الجنوبية.
واللافت أن مسجلي هدفي الفوز في آخر مباراتين، المدافع العراقي الأصل بسّام الراوي ولاعب الوسط عبد العزيز حاتم سيغيبان عن المواجهة بسبب الايقاف، فيما يعود الظهير الأيسر عبد الكريم حسن، أفضل لاعب في آسيا، ولاعب الوسط الدفاعي عاصم مادبو لانتهاء ايقافهما.
وقال ظهير أيمن المنتخب بدرو كوريا لوكالة فرانس برس “لا أحد مرشحا لانه نصف النهائي والجميع يريد الفوز في هذه المباراة. كلنا في مزاج جيد وثقة لخوض المباراة ونرغب بالفوز”.
وتابع اللاعب البرتغالي الجذور “من الصعب التأقلم مع غياب لاعبَين مميزَين لكن مجموعتنا تضم لاعبين ذات نوعية عالية. وفي ما يخصني بمقدوري التأقلم واللعب في الهجوم او الدفاع”.
وعن أهمية الدربي مع الإمارات، قال متنهدا “الجميع يعرف أن الفوز في هذه المباراة هام جدا لمتابعة المشوار كي نحرز اللقب”.
مبخوت المنقذ
وفي الجهة الإماراتية، يعول “الأبيض” على هدافه علي مبخوت صاحب هدف التأهل ضد استراليا، ليرفع رصيده الى تسعة أهداف بعد تتويجه بلقب هداف نسخة 2015، ويصبح أفضل هداف عربي في المسابقة وراء الأيراني علي دائي (14) والياباني ناوهيرو تاكاهارا (10).
وشدد مدرب الإمارات الإيطالي ألبرتو زكيروني المتوّج مع اليابان بلقب 2011 والقادم في اكتوبر 2017 على أهمية التركيز لتخطي قطر “لدي ثقة بتجاوز قطر بالتركيز العالي والاداء الجيد”.
وتابع في مؤتمر صحافي الاثنين “كل المنتخبات تعاني الآن من ضيق الوقت لاسترجاع اللياقة. الاحصائيات تدل على قوة منتخب قطر وتماسكه نظرا للفترة الطويلة التي يلعبون فيها مع بعضهم البعض”.
وعانت الإمارات كثيرا مع الإصابات، فإلى نجمها الأول عمر عبد الرحمن “عموري” الذي تعرض لاصابة قوية بركبته أبعدته عن كامل البطولة، دفعت ثمنا إضافيا في النهائيات الحالية، إذ سيغيب محمد أحمد لاصابة في الركبة وخلفان مبارك الموجود في ألمانيا للخضوع لجراحة.
وفازت الإمارات في آخر ثلاث مباريات على قطر، أبرزها في الدور الأول من كأس آسيا عندما سجل مبخوت وأحمد خليل ثنائية منحت الإمارات فوزا كبيرا 4-1. في المقابل، يعود آخر فوز قطري في مسابقة رسمية إلى 2001 في تصفيات كأس العالم.