مسقط – عبدالله بن خلفان الرحبي
تصوير – يوسف العويسي
على صهوات الخيول وظهور الجمال، ضربت ولاية منح موعدا جديدا مع زوار مهرجان مسقط بمتنزة العامرات لتفتح صفحات منيرة من عبق تاريخها الموغل منذ مئات السنيين وأماط أبناء ولاية منح اللثام عن مكونات التاريخ والارث الحضاري ولاية ذكرت علي مخطوطة عمرها 300 سنة، وقف مجسم ” حارة البلاد ” متصدرا كشاهد أثري وشامخا بتاريخه الأثري لاحتوائها على 376 بيتاً وقرابة 250 بئرًا وما زالت محافظة على طابعها المعماري العماني رغم مرور أكثر من تسعة قرون على تشييدها بأياد عمانية مهرة حيث ظلت جدرانها وتقسيماتها صامدة حتى وقتنا الحالي. وتفاجأ الزوار بالمشهد التمثيلي حينما حلت شخصية مالك بن فهم الازدي ليروي تاريخه حينما وطأت قداماه بعمان ذكرت المصادر التاريخية أن ولاية منح هي المكان الذي استقر بها. شواهد ساهمت في اثراء مشاركة الولاية التي حشدت أكثر من 300 مشاركة لتديم باقة دسمة من الثراء المعرفي المزين بعراقة الماضي.
تاريخ منح
أهل ولاية منح أهل علم ورصد المخطوطات الفريدة بالمعرض التراثي أقدم المخطوطات والتي سرد تاريخ الولاية والمخاطبات القديمة بين الائمة والعلماء كما برز المعرض مؤلفات العلماء والأدباء مثل جمعة بن علي الصايغي ومحمد بن عبدالله المعولي وغيرهم شواهد كثيرها دونها الأهالي بالمعرض الذي تحدث عن منح كولاية لها جذور متأصلة بالتاريخ.
شخصية مالك بن فهم
استرشدت ولاية منح بما جاء في كتاب تحفة الاعيان لسيرة أهل عمان حينما ذكر بان مالك بن فهم الازدي عندما قدم الي عمان قبل الاشلام بألفي عام وأعم اعماله شق فلجا سمي باسمة فلج مالك ولانزال اثارة باقية الي وقتنا الحالي وتم تجسدي الشخصية بواسطة احد شباب فرقة الشموخ للفنون المسرحية مما أضاف جوا من الثارة بميدان القرية التراثية.
مجسم حارة البلاد
منح تلك الولاية الاثرية ودلت “حارة البلاد ” علي قدم الولاية كواجهة اثرية نظرا لاحتوائها على 376 بيتاً وقرابة 250 بئرًا وما زالت محافظة على طابعها المعماري العماني رغم مرور أكثر من تسعة قرون على تشييدها بأياد عمانية مهرة حيث ظلت جدرانها وتقسيماتها صامدة حتى وقتنا الحالي. يعود تاريخ بناؤها إلى حوالي القرن الخامس الهجري، حيث يعتبر العلامة الشيخ نجاد بن إبراهيم من أوائل الذين سكنوا الحارة وأسسوا بها “محلة اليمانية” سنة 470 هجرية وقد أطلق عليها عدة مسميات كـ “حصن منح” و”حصن بن نجاد” وقد قامت في هذا الحصن حركة علمية نشطة رافقتها حركة نسخ للكثير من الكتب والموسوعات الفقهية وبأوامر سامية تم ترميم القرية لتكون معلما سياحيا فريدا.
سبلة منح
السبلة هي ملتقي أبناء المجتمع في كل ولاية وتم تجسيد أهمية المجلس ليكون وسيلة يجتمع ويلتقي فيها الناس في المناسبات السعيدة او في الاتراح وأيضا ملتقي ثقافي اجتماعي وظهر تجمع أبناء الولاية في المجلس واستقبالهم للضيوف تصوير كرم الضيافة للقادمين والمكان الذي استقبل شخصية مالك بن فهم.
الفنون
أستمتع الحضور بفنون ولاية منح التي تعبر عن هوية وثقافة أبناء الولاية منها الرزاحة الذي شهد تناعم حركي مع إيقاع الطبل وللعازي كان له حضور مميز إضافة الي تقديم بعض الفنون النسائية والبدوية كالونة والهمبل والتغرود.
بيئة زراعية
في هذا الجانب كان المكان زاخرا بتنوع البيئة الزراعية من حيث المزروعات المختلفة الي جانب صناعة السكر الأحمر وطريقة استخراج العسل وأسلوب بيع أو المناداة علي ماء الفلج لسقي النخيل وتسمي محليا “القعادة ” والية جمع التمور انتهاء بحفظها في الإمكان المخصصة لها
بيئة بدوية
شارك أبناء الولاية في البيئة البدوية فجسدوا معاني وتفاصيل الحياة البدوية من أسلوب الحياة وسبل العيش ومع قساوة البيئة فحياة البادية لا تخلو من فنون تضفي عليهم المتعة والاسترخاء ومأوي للسمر من بينها فنون التغرود والونه والطارق تظهر كلوحة فنية جذبت الزوار لها للاستمتاع وكما صور الأهالي طريقة تربية والاعتناء بالجمال وتوفير المستلزمات الرئيسة لهن.
المشاركة النسوية
من أكثر الأركان التي شهدت ثراء وتفاعلا لزوار المهرجان هذا الركن الذي بين نشاط ومهارة المرأة العمانية في العمل اليدوي الحرفي وخير دليل علي ذلك الأبداع من الصناعات النسيجية والصوفية أضف الي ذلك الصناعات السعفية بأسلوب متجدد ومتطور وعرض بعض الصناعات الأخرى كالخياطة وغيرها من الأعمال كما شاركن مجموعة من النسوة ي تقديم فن الويلية وفن الكيذا وفن زفة العروس.
المشاركات الرجالية
شارك مجموعة من الحرفيين المهرة أصحاب الصناعات الفريدة في المهرجان كحرفة التجبير وحرفة صناعة الطبول وبعض الصناعات التي تستخدم كأدوات في الزراعة وصناعة الباروت والرصاص.
الالعاب الشعبية
جسد مجموعة من الأطفال بعضا من الألعاب الشعبية كلعبة “سلوم بلوم “وغيرها كواقع ترفيهي للأطفال في القدم وفي ركن المأكولات ظهر مطبخ ولاية منح فريدا ومميزا وشهيا فحرص علي تواجد العرسية والهريس والخبز غيره من الاطباق.