مسقط – وجهات|
حققت النسخة الافتتاحية من سباق تحدّي الجري الجبلي العالمي “ألترا تريل مون بلان” والتي أقيمت مؤخراً في كل من نيابتي بركة الموز والجبل الأخضر وولاية الحمراء نجاحاً كبيراً من حيث إسهامها وبشكل ملموس في رفد وتعزيز الاقتصاد الوطني. وشهد السباق الذي انطلق الشهر الماضي من أمام حصن بيت الرديدة بنيابة بركة الموز تنافسية عالية من قبل العدائين المشاركين الذين بلغ عدد عند خط بداية السباق 326 عداء يمثلون 52 دولة قطعوا خلالها مسافة 137 كم مروراً بـ 13 قرية عبر العديد من المنحدرات الصخرية والممرات الضيقة في الجبل الأخضر.
وتمكن العداءان الأمريكي جيسون شلارب والسويسري دييجو بازوس من تصدر الترتيب العام لتحدّي الجري الجبلي “ألترا تريل مون بلان” نسخة عام 2018 بعد أن قطعا مسافة السباق في زمن وقدره أقل من 21 ساعة، إضافة إلى ذلك شارك في الحدث 47 عداء عُمانيا من بينهم العداءتان حميدة الجابرية ونظيرة الحارثي، فيما وصل الى خط نهاية السباق ست عدائين وهم حمدان الخاطري، محمد المحاربي، خصيف الزكواني، أحمد الهنائي، عُمر حسن وحمد الحارثي.
وعلق العداء الأمريكي جيسون شيلارب والذي يعتبر أفضل متسابق أمريكي في نسخة “ألترا تريل مون بلانك” لعام 2014 بعد وصوله لخط نهاية السباق قائلاً: ” كان التحدّي مثيراً وصعباً للغاية في نفس الوقت”. وأضاف: كانت تجربة وفرصة رائعة للاستمتاع بالمناظر الجبلية المذهلة التي تمتع بها السلطنة بالإضافة إلى كرم الضيافة والترحيب من الشعب العُماني.
فيما أعربت كاثرين بوليتي، الشريك المؤسس في سباقات ألترا تريل مون بلان العالمية: عن خالص شكرها وتقديرها لكل من ساهم في تنظيم هذا الحدث، والذي حقق نجاحاً باهرا بشهادة الجميع.
وقالت: ستكون النسخة القادمة من تحدّي الجري الجبلي-سلطنة عمان أكثر تحدياً وتنافسية وستعمل على استقطاب العديد من العدائين العالمين والمحليين”. موضحة بأن السباق أصبح الآن أحد أهم المنافسات العالمية الرياضية في التقويم العالمي.
وتعتبر سباقات ألترا تريل العالمية واحدة من أسرع الرياضات نمواً في العالم، حيث يشارك بها ما يقارب 15 مليون عداء مسجل بشكل منتظم في آلاف من الأحداث والفعاليات التي تقام تحدت مظلة “ألترا تريل مون بلان” المنظمة الرائدة في مثل هذه الفعاليات. وفي إطار تعزيز مساعي الترويج لقطاع السياحة الرياضية وتشجيع الاستثمار في السلطنة. دأبت وزارة السياحة ووحدة دعم التنفيذ والمتابعة بتحديد برامج السياحة الرياضة التي من شأنها أن تعمل على رفد الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل من خلال إعطاء مثل تلك البرنامج أولوية كبيرة كأحد القطاعات المحفّزة للنمو الاقتصادي الوطني، ووسيلة فاعلة لإشراك المجتمع وتعزيز الكوادر الوطنية في الفعاليات الرياضية الدولية، وتعزيز نمط الحياة الصحي والرياضي لدى المجتمع.
وفي هذا الصدد، قال ديفيد جراهام، الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار: أثبت فريق عُمان للإبحار احترافية وكفاءة عالية في تنظيم حدث تحدّي الجري الجبلي العالمي، وايصال الأهداف التي تم تحديدها لتطوير قطاع السياحة الرياضية وتعزيز التنويع الاقتصادي.
وأضاف: لقد كان الحدث فرصة رائعة لإبراز ما تتمتع به السلطنة من مقومات سياحية وطبيعية وثقافية وما تشهده من نمواً متصاعد في القطاع السياحي والذي يعتبر أحد أهدافنا الرئيسية.
ومن جانبه، قال سالم بن عدي المعمري مدير عام الترويج السياحي في وزارة السياحة ورئيس فرق العمل الخاصة بمبادرات التسويق والتشغيل في القطاع السياحي: “يتمحور دور مبادرة تعزيز السياحة الرياضية التي نعمل حاليا على تنفيذها بالتنسيق مع العديد من المؤسسات المحلية في العمل على رفد السياحة والترويج لمقومات السلطنة من خلال إقامة عدد من السباقات والفعاليات الرياضية ذات الإطار والطابع السياحي على مدار السنة، ومن الواضح جليا أن سباق تحدّي الجري الجبلي العالمي “ألترا تريل مون بلان” قد ساهم بشكل كبير في الإضافة إلى هذا الجانب والترويج للسلطنة خارجيا، علاوة على تحقيق عائد جيد في المناطق والقرى التي شملها مسار السباق وهو ما كان له أثر إيجابي ومستدام للمجتمعات المحلية والموردين”.
وعمل فريق عُمان للإبحار جنباً إلى جنب مع المجتمع المحلي والأهالي القاطنين في المناطق الواقعة على مسار السباق في إنشاء مسارات السباق وتحسينها، حيث تم إضافة مسارات جديدة ستكون متاحة للجميع من أجل تشجيع سياحة المغامرات والجري في تلك الأماكن. وقد ساهم في هذا العمل 170 متطوعاً، من بينهم 100 متطوع من أهالي نيابتي بركة الموز والجبل الأخضر وولاية الحمراء، حيث عمل الفريق على تركيب ووضع حوالي 22000 من العلامات العاكسة على طول المسار وذلك لإرشاد المتسابقين للمسار الصحيح للسباق والذي سيكون متاحاً لعشاق رياضة الجري والمغامرات والمشي لمسافات طويلة. بالإضافة إلى ذلك، تم تجديد وصيانة مرافق نادي الحمراء الرياضي لهذا الحدث والذي سيكون متاحاً للاستخدام المجتمعي.
ويُعتبر سباق تحدّي الجري الجبلي رحلة استثنائية في عُمق المناطق الداخلية لسلسلة جبال الحجر، حيث يمر المسار بالعديد من القرى والمباني والطرق التقليدية التي تم تهيئتها وتطويرها من قبل المنظمين على امتداد ما لا يقل عن 100 كم، مع الأخذ في الاعتبار بأن تصميم وتطوير مسار السباق سيكون له مردود إيجابي على المجتمع المحلي وسيساهم في الترويج لسياحة المغامرات في تلك المناطق. حيث شهد السباق تظافر عدد من المؤسسات منها قوات السلطان المسلحة بكافة تشكيلاتها، وإدارة وزارة السياحة فرع الداخلية، وشرطة عمان السلطانية، والهيئة العامة للدفاع المدني، وإدارة وزارة الشؤون الرياضية بمحافظة الداخلية، ومنتجع أليلا الجبل الأخضر، وشركة جارمن العالمية لتقنيات الملاحة، وبهوان للمشروعات والاتصالات.