“مدينة قلهات الأثرية من المحلية إلى العالمية” محاضرة في المتحف الوطني

مسقط – العمانية|

أقيمت بمركز التعلم بالمتحف الوطني اليوم محاضرة بعنوان “مدينة قلهات الأثرية من المحلية إلى العالمية” قدمها الدكتور حميد بن سيف النوفلي مدير دائرة قطاع الثقافة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم وتمحورت حول التعريف باللائحة التمهيدية لمواقع التراث الثقافي والطبيعي باليونسكو، وكيفية إعداد الملف الخاص بمدينة قلهات الذي تم تقديمه للمنظمة والقيمة الاستثنائية العالمية لهذه المدينة بالإضافةِ إلى العوامل التي أسهمت في نجاح الإدراج إضافة إلى تاريخ المدينة.

وتطرق المحاضر إلى التعريف باللائحة التمهيدية لمواقع التراث الثقافي والطبيعي في السلطنة وتعنى بوضع المواقع المزمع ترشيحها للإدراج في القائمة العالمية لليونسكو مستقبلا، حيث كان موقع مدينة قلهات الأثرية من أوائل المواقع المدرجة على تلك اللائحة ، وأشار إلى الخطوات التي تمت عند الإعداد للملف الخاص بمدينة قلهات لتقديمه لمنظمة اليونسكو في عام 2014م، موضحا أنه تم تشكيل فريق وطني لإعداد ملف الترشيح من الكفاءات العُمانية وأوكلت إليه مهمة جمع المعلومات التاريخية من مختلف المصادر والمراجع ذات الصلة، وتحديد الحدود وتعيين الإحرامات الخاصة بالموقع بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وكذلك تحديد المخاطر الطبيعية والتهديدات البشرية التي تشكل خطراً على الموقع كالزلازل والأعاصير والأخطار البشرية مع عمل خطة للتدخل عند حال حدوث أي طارئ، بالإضافة إلى وضع خطة إدارة للموقع للحفاظ على سلامته وأصالته، والحفاظ على القيمة الاستثنائية العالمية.

وأضاف النوفلي، أنه فيما يتعلق بالقيمة الاستثنائية العالمية لهذه المدينة الأثرية فتتجلى في أن كل موقع ثقافي أو طبيعي يتمتع بقيمة استثنائية عالمية تتعدى حدود الدولة حيث تمثل ذلك في كون قلهات إحدى العواصم السياسية القديمة لعمان إن لم تكن هي الأقدم، كما أنها نموذج مهم للدلالة على نمط المدن الإسلامية، وازدهرت خلال الفترة بين القرنين 11 – 15 الميلاديين، كما كانت جزءا من مملكة هرمز العربية (الممتدة من الأحساء إلى صور العمانية).

وأشار إلى أن العديد من المصادر ترجح أن مدينة قلهات كانت العاصمة الاقتصادية لمملكة هرمز، والملاذ الآمن لأمراء هذه المملكة وغيرها من الممالك، وأسهم موقعها الفريد في تواصلها مع العالم القديم. كما تكمن القيمة الاستثنائية لهذا الموقع في زيارته من قبل العديد من الرحالة والمستكشفين المشهورين مثل ماركوبولو عام 1292م، وابن بطوطة عام 1328م، كما زارها الإدريسي ووضع لها خارطة، وكذلك وليستد وهو أحد الرحالة البريطانيين.

واستعرض المحاضر العوامل التي أسهمت في إدراج مدينة قلهات الأثرية على لائحة التراث العالمي وأهمها توفر الموقع على القيمة الاستثنائية العالمية، وتحقق عنصري السلامة والأصالة بالموقع، وكذلك توافر حماية قانونية وتشريعية متمثلة في قانون التراث العماني الصادر بموجب المرسوم السلطاني رقم 6/80، بالإضافة إلى توافره على جوانب إدارية متمثلة في الإشراف المباشر على الموقع من قبل وزارة التراث والثقافة.

تأتي هذه المحاضرة ضمن برنامج المحاضرات التي يستضيفها مركز التعلم بالمتحف ويهدف من خلالها إلى إبراز ومناقشة مواضيع متعددة من بينها موضوعات حول الاثار والتاريخ. وكانت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو قد اعلنت في نهاية يونيو الماضي عن إدراج مدينة قلهات التاريخية في قائمة التراث العالمي وهي الموقع العماني الخامس في هذه القائمة.

وتعتبر مدينة قلهات التي تقع بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية احدى العواصم القديمة لعمان، وبها آثار مهمة وشواهد بعضها لا يزال باقياً إلى اليوم، ومن أهمها الجامع الكبير وضريح بيبي مريم وبعض الأبنية الاثرية والسور الخارجي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*