البريمي – العمانية |
المحافظة على الموروث الحضاري سمة عمانية مترسخة لدى المواطن العماني في مختلف محافظات السلطنة وذلك بفضل من منطلق إيمان المواطن العميق بأهمية المحافظة على الإرث الحضاري والتاريخي لهذه الأرض لتتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل.
ولعل الحصون والقلاع والأسواق الشعبية في ولاية البريمي خير دليل على تمسك المواطن العماني بهذا الإرث العريق.
وتقع ولاية البريمي على الحدود الشمالية الغربية للسلطنة تحدها من جهة الشرق ولاية صحار ومن الجنوب ولايتا عبري وضنك، ومن الجهة الشمالية ولاية محضة، وتتميز بتنوع تضاريسها الطبيعية بين السهول والجبال والكثبان الرملية والأودية، وكانت تسمى قديما أرض “الجو” أو “توام”.
وتعتبر ولاية البريمي من أهم وأكبر ولايات محافظة البريمي، وقد اشتهرت قديمًا وحديثاً بالتجارة حيث تعد مركزًا للقوافل التجارية قديماً، كما تمثل محطة جذب للسياح نظرًا لما تتمتع به من مقومات سياحية وتجارية متنوعة تجعلها محط أنظار السائحين من داخل السلطنة وخارجها.
يقول أحمد بن فارس العزاني عضو المجلس البلدي بمحافظة البريمي لوكالة الأنباء العمانية: إن ولاية البريمي كغيرها من ولايات السلطنة تحافظ على مخزونها التاريخي الذي اشتهرت به، حيث تجد القلاع والحصون شاهدة على الأمجاد التاريخية التي مرت بها الولاية.
ومن أبرز الحصون الموجودة بالولاية حصن “الحلة” الذي يقع في حارة “السوق”، وتم بناؤه على مساحة تقدر بحوالي 4200 متر، تتوزع عليها مكونات الحصن ويحيط به سور تمتد فيه الواجهة الرئيسية على طول 79 مترًا، أما الواجهة الشمالية فتمتد على عرض 53 مترًا، ويبلغ ارتفاع أسوار الحصن الخارجية ما بين 4 إلى 6 أمتار. ويوجد بالحصن ثلاثة مداخل، المدخل الرئيسي ويقع بالواجهة الشرقية والمؤدي إلى مدخل الصباح والمدخل الثانوي بالواجهة الشرقية والمؤدي إلى الساحة الجنوبية من الحصن، والمدخل الخلفي من الحصن بالواجهة الغربية والمؤدي إلى المزرعة.
كما يوجد بالولاية حصن “الخندق” الذي يقع في منطقة “حماسة” ويحيط به خندق بعرض 7،5 متر وعمق يبلغ حوالي 3 أمتار وعرف باسم الخندق نسبة للخندق الذي يحيط به، والحصن مربع الشكل ويحتوي على 12 غرفة لمختلف الاستخدامات، كما يحتوي على 4 أبراج وهي البرج الجنوبي الشرقي، والبرج الشمالي الشرقي، والبرج الشمالي الغربي، والبرج الجنوبي الغربي.
يضيف عضو المجلس البلدي بمحافظة البريمي ان ولاية البريمي شهدت في العهد الزاهر للنهضة المباركة تنمية كبيرة في شتى المجالات مما عزز مكانتها وأهميتها التجارية، حيث اشتهرت بأسواقها وتنوع البضائع التجارية بها. ومن أهم أسواق الولاية سوق “الخضراوات والفواكه” الذي يقع بجانب دوار “الحصن” في مركز المدينة ويضم (148) محلًا تجاريًا، يستطيع الزائر من خلالها التسوق من مختلف أصناف الخضراوات والفواكه، والعسل العماني، والحلوى، وكافة المنتجات المحلية الأخرى.
وتم تصميم السوق على أحدث المعايير بما يتوافق مع أسلوب العمارة العمانية، وتم ربط السوق بشبكة من الطرق المزودة بمواقف للسيارات. كما يوجد سوق “البلدية المركزي” ويضم (104) محلات ويقع بجوار سوق ” الخضراوات والفواكه” وينقسم إلى عدة أقسام خصص أحدها للمواد الغذائية والآخر للحوم وآخر للأسماك ويمكن من خلاله شراء العديد من المنتجات الحرفية والتراثية والنباتات الطبية والأعشاب والأسماك المجففة إضافة إلى المنتوجات الأخرى.
كما يوجد بالولاية سوق “المقتنيات الأثرية” ويقع بجوار سوق “البلدية”، وهو بمثابة متحف يعبر عن تراث الآباء والأجداد حيث يمكن للزائر اقتناء العديد من الهدايا التي تعبر عن تاريخ الشعب العماني وأدواته التقليدية والتراثية.
وتشتهر ولاية البريمي بالعديد من الصناعات التقليدية أهمها الصناعات السعفية، حيث يتم استخدام سعف النخيل والجريد في إنتاج العديد من أدوات الحياة اليومية كالحصر وأغطية الطعام وأكياس حفظ التمر إضافة إلى صناعة الدعون التي تستخدم في عملية بناء أسقف المنازل.
كما تشتهر الولاية بالصناعات النحاسية من أجل توفير أدوات الزراعة المختلفة، وصناعة النسيج حيث تقوم بعض نساء الولاية بإنتاج الملابس المطرزة لصناعة “التلي” وهي عبارة عن خيوط قطنية تستخدم لتزيين الملابس باليد والتي تعتبر إبداعًا جميلًا يحظى بخصوصية رائعة.
وأشار عضو المجلس البلدي بالمحافظة إلى الفنون التقليدية التي تشتهر بها الولاية أهمها فن “العيالة” إلى جانب فن الرزحة.
جدير بالذكر ان العيالة رقصة يشارك فيها صفان متقابلان من الرجال يلوحون بالعصي يتوسطهم عدد من ضاربي الطبول مثل (الكاسر والرحماني) وكذلك حملة السيوف والبنادق يجولون بين الصفوف، ويحتفل أهل الولاية بفن “العيالة” في العديد من مناسباتهم الوطنية والاجتماعية والدينية.