المؤتمر الدولي للمنتزهات والمواقع الأثرية يستعرض التجارب الدولية في المحافظة على التراث العالمي

صلالة- العمانية / رعى صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة اليوم بجامعة ظفار  إفتتاح أعمال المؤتمر الدولي للمنتزهات والمواقع الأثرية في نسخته الثانية الذي تنظمه السلطنة ممثلة بمكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية رئيس فرع المجلس الدولي للمواقع والمعالم في السلطنة ويستمر ثلاثة أيام .

حضر إفتتاح المؤتمر عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان  للشؤون الثقافية رئيس فرع المجلس الدولي للمواقع والمعالم في السلطنة وعدد من الوزراؤ والمكرمين والوكلاء والمسؤولين والمهتمين .

سمهرم

موقع سمهرم الاثري

ويشارك في المؤتمر نخبة من العلماء والمسؤولين التنفيذيين من منظمة اليونسكو ومن المجلس الدولي للمعالم والمواقع في باريس ومن مؤسسات علمية وأكاديمية عالمية مختلفة مهتمة بالتراث الثقافي العالمي والمنتزهات الأثرية اضافة الى المؤسسات العُمانية الثقافية والعلمية المتخصصة .

وسيتم خلال المؤتمر تقديم 26 ورقة عمل ضمن محاور تعرض وتناقش التجارب الدولية في حماية وإدارة مواقع التراث العالمي بصفة عامة ومنتزهات التراث العالمي بصفة خاصة وإبراز دورها في المحافظة على أصالة وسلامة هذا التراث بأبعاده الوطنية والدولية وحماية الموارد الثقافية والطبيعية في المشهد الأثري خدمة للمجتمعات المحلية .

وفي بداية أعمال المؤتمر ألقى الدكتور سعيد بن ناصر السالمي مدير عام مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية نائب رئيس فرع المجلس الدولي للمواقع والمعالم في السلطنة كلمة المجلس أوضح فيها بأن المؤتمر يهدف الى الإستفادة من التجارب الدولية في تطوير المواقع الأثرية بصفة عامة وتلك المدرجة في قائمة التراث العالمي بصفة خاصة. وأضاف انه سيتم عرض بعض التجارب العمانية في هذا المجال من أجل توسيع نطاق المشاركة والتواصل بين المعنيين والمختصين في إدارة التراث الثقافي إضافة الى مناقشة ما تقدمه المنتزهات الأثرية من وسائل هامة للزوار كالمتاحف والخدمات المرافقة لها . وأشار السالمي الى انه تم تحديد عدد من المواقع العمانية في قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي كما تم إعتماد عدد آخر من مفردات التراث العماني في قائمة منظمة اليونسكو التنفيذية حيث سيتم ادراجها في القريب العاجل . كما ألقت الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم كلمة اللجنة أكدت فيها على أهمية المؤتمر الذي من خلاله يلتقي نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال الآثار من دول مختلفة من أجل تبادل المعارف والخبرات وتقوية روابط التعاون سعيا
للخروج برؤى مستقبلية تضع إطاراً للعمل المشترك للمنظمات والمجالس الدولية ذات العلاقة والمؤسسات المعنية بمجال المنتزهات والمواقع الأثرية على المستوى الإقليمي والدولي .

وقالت: إن نتائج هذا المؤتمر ومخرجاته سوف تنعكس إيجاباً على العاملين في هذا المجال الحيوي وتعزز من تطوير أعمال الحفريات وآليات إعادة إعمار المواقع الأثرية من خلال عمليات الترميم وصون التراث كما ستسهم في نشر الوعي بضرورة الحفاظ على المواقع الطبيعية . وألقت الدكتورة متشدال روزلر نائب مدير قطاع التراث بمنظمة اليونسكو كلمة شكرت فيها السلطنة على جهودها وأعربت عن التطلع قدما لتعزيز التعاون في المجال الثقافي وخاصة في مجال المحافظة على الإرث الأثري . وقالت روزلر ان المؤتمر يجمع خبراء التراث من مختلف أنحاء العالم في السلطنة حيث تعتبر المواقع الأربعة المسجلة ضمن مواقع التراث العالمي لأرض اللبان شاهدة على عملية تجارة اللبان الذي يعتبر بدوره مادة تجارية فاخرة في العالم القديم والعصور المتوسطة في البحر المتوسط والبحر الأحمر وصولا إلى بلاد ما بين النهرين .

وأوضحت ان هذه المواقع التراثية الاستثنائية هو ما سيتم التطرق اليه في هذا المؤتمر حيث تعتبر البقايا الأثرية لهذه المواقع شهادة على عملية تجارة اللبان شاكرة السلطنة على مساهمتها في أرضية التطرق لهذه المواضيع ومؤكدة على أهمية الحفاظ على المواقع الأثرية وحمايتها للأجيال القادمة . كما ألقى البروفسور دوغلاس سي كومر نائب رئيس اللجنة العلمية لإدارة المواقع الأثرية بالمجلس الدولي للمعالم والمواقع الرئيس المشارك باللجنة العلمية الدولية لإدارة التراث الأثري كلمة أشار فيها إلى ان المؤتمر يناقش مواضيع هامة تتعلق بإدارة المنتزهات والمواقع الأثرية التي هي ذات أهمية كبرى وهي بحاجة إلى المحافظة عليها وعلى مواردها الطبيعية مشيرا الى انه سيقام أيضا في مدينة فلورنسا الايطالية مؤتمر دولي يتعلق بالمنتزهات والمواقع الاثرية .
وأضاف ان السلطنة تولي اهتماما كبيرا فيما يتعلق بإدارة المنتزهات والمواقع الاثرية بطريقة مدروسة وهي تعد مثالا يحتذى به للدول التي تود تطوير مواقعها الأثرية وإدارتها والمحافظة عليها والحد من أضرارها.

وألقت البروفيسورة اليساندرا افانزيني رئيسة البعثة الأثرية الايطالية العاملة في السلطنة كلمة أشارت فيها الى زيارتها الأولى للسلطنة في عام 1995 .. مشيدة بموقع سمهرم الأثري موضحة بانه كان قديما مركزا أساسيا للنشر الثقافي ولديه تواصل مع حضارات العالم القديمة منذ القرن الثاني قبل الميلاد وهو ما يوضح تواجد عمان وعمق حضارتها عبر التاريخ .
وأشارت إلى انه سيتم خلال المؤتمر تقديم أوراق عمل حول المواقع الأثرية في محافظة ظفار مشيدة بالتطور الكبير الذي تشهده السلطنة في كافة المجالات متمنية التوفيق والنجاح لفعاليات المؤتمر .
كما ألقى الدكتور منير بوشناقي مدير المركز العربي الإقليمي للتراث العالمي كلمة المركز أشار فيها إلى أهمية المؤتمر الدولي الذي هو الأول من نوعه في السلطنة والمنطقة العربية وتركيزه على المنتزهات والمواقع الأثرية متمنيا التوفيق والنجاح لأعمال المؤتمر.

وأضاف ان المؤتمر يقدم تجارب دولية عديدة في مجال الحفاظ على المواقع والمنتزهات الأثرية على مستوى العالم التي هي مدرجة ضمن مواقع التراث العالمي مؤكدا ان المؤتمر يعد إشارة إيجابية جدا على الوعي حول حماية وتعزيز التراث الأثري . من جانبه قال السفير الدكتور ميشائيل فوربس المندوب الدائم لألمانيا لدى اليونسكو في كلمة الدورة التاسعة والثلاثين للجنة التراث العالمي التي تنظمها اليونسكو ان المواضيع التي سوف تناقش في هذا المؤتمر سيتم مناقشتها أيضا في الدورة التاسعة والثلاثين للجنة التراث العالمي التي تستضيفها ألمانيا في أواخر شهر يونيو القادم مضيفا انه يتطلع إلى اللقاء الذي سيقام في مدينة بون الألمانية.

بعد ذلك قام صاحب السمو راعي المناسبة والحضور بجولة في المعرض المصاحب لأعمال المؤتمر الذي يشتمل على لوحات تبرز المواقع العمانية المسجلة في قائمة التراث العالمي وبعض المواقع المهمة ذات البعد الحضاري والتاريخي في السلطنة بمشاركة وزارة التراث والثقافة ومكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية التي تشارك بمعرض رسالة الإسلام .
وعقب اختتام جولته في المعرض قال صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة في تصريح لوسائل الإعلام، أتوجه بالشكر إلى مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية، لقيامه على هذا المؤتمر الذي يسلط الضوء على المواقع والمنتزهات الأثرية في محافظة ظفار. وأوضح سموه بأننا في حاجة لدراسة المواقع الأثرية وحمايتها من العبث إلى جانب توظيفها كمنتزهات أثرية وتسجيلها في قائمة السجل العالمي مشيراً سموه إلى الدور الكبير الذي يقوم به مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية .

وأعرب صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد عن تمنياته في أن يخرج المؤتمر ببعض التوصيات التي تساعد في الحفاظ على موروثاتنا وآثارنا الطبيعية . وحول إضافة مواقع عمانية جديدة في قائمة التراث العالمي قال سموه، إنه قبل إضافة أي موقع لابد أن يخضع الموقع لدراسة داخلية من أجل تحقيق الشروط والإعتبارات التي تؤهل الموقع لتسجيله ضمن قائمة التراث العالمي.

بعد ذلك بدأت فعاليات جلسات المؤتمر بتقديم مجموعة من أوراق العمل حيث قدم البروفيسور مايكل يانسن ورقة عمل بعنوان ، المنتزهات الأثرية (الأبعاد الدولية )، فيما قدم كل من البروفيسور أحمد بن سليمان الحراصي عميد عمادة البحث العلمي بجامعة نزوى وحسن بن عبدالله الجابري خبير الآثار والمتاحف المكلف بمهام مدير إدارة المواقع الأثرية بمكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية ورقة عمل مشتركة بعنوان، المنتزهات الأثرية ( الأبعاد الوطنية ) أرض اللبان. كما قدم كل من الدكتورة كرستا لويس ومحمد بن أحمد الجحفلي مشرف منتزه البليد الأثري ورقة عمل مشتركة بعنوان “منتزه البليد الأثري” فيما قدم كل من الدكتورة إلكسيا بافان وسعيد بن مسعود المعشنى مشرف منتزه سمهرم الأثري ورقة عمل مشتركة بعنوان ” منتزه سمهرم الأثري” كما قدم أحمد بن محمد التميمي مدير التراث والثقافة بمحافظة الداخلية ورقة عمل بعنوان ” قلعة وواحة بهلاء”.

كما سيتم في وقت لاحق من مساء اليوم القاء عدد من أوراق العمل حيث سيقدم الدكتور ستيفانو دي كارو ورقة عمل حول ” المنطقة الأثرية في بومباي في خليج نابولي بايطاليا، فيما سيقدم الدكتور بيو هانج ورقة عمل حول تجربة ” إدارة موقع انكور- أحد مواقع التراث العالمي، إلى جانب تقديم الدكتورة آنا باوليني ورقة عمل تتناول منتزه آثار البتراء ” الحفريات والإدارة والترميم”.

وتتواصل غدا الثلاثاء أعمال المؤتمر بمناقشة موضوع المنتزهات الأثرية من حيث الحفريات والترميم والتواصل وادارة الموقع من خلال أربع جلسات عمل ومتحدث رئيسي في كل جلسة حيث سيتم تقديم 12 ورقة عمل بواقع 3 أوراق عمل في كل جلسة ويفتح في نهاية كل جلسة المناقشة مع الحضور.
وستقام في اليوم الختامي للمؤتمر جلستان نقاشيتان تتناول الأولى المنتزهات الأثرية (المناظر الطبيعية والبيئة) فيما تتناول الجلسة الثانية (المنتزهات الأثرية والمجتمعات) حيث سيتم عقب ذلك مناقشة نتائج وتوصيات المؤتمر ” إعلان صلالة” .

وقد تضمن برنامج المؤتمر يوم أمس فعاليات اليوم المفتوح لمهرجان حصاد اللبان الذي أقيم على هامش المؤتمر وجسد البيئة القديمة لإنتاج محصول اللبان حيث اطلع المشاركون في المؤتمر بصورة مباشرة على الممارسة التقليدية لعملية حصاد محصول اللبان . كما قام المشاركون في أعمال المؤتمر بزيارات ميدانية الى عدد من المعالم والمواقع الأثرية بمحافظة ظفار وهي منتزه البليد الأثري ومتحف أرض اللبان ومنتزة سمهرم الأثري وموقع وبار الأثري ومحمية أشجار اللبان بوادي دوكة .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*