صحار-وجهات | بعد قضاء يوم وليلة في عرض البحر استطاع الربان الفرنسي سيدني جافنييه مع طاقمه في فريق إي.أف.جي الفوز بالمرحلة الأولى من سباقات الطواف العربي للإبحار الشراعي، والتي انطلقت من مسقط بتاريخ 15 فبراير بمشاركة 11 فريقاً، حيث وصل فريق إي.أف.جي إلى خط النهاية بتاريخ 16 فبراير في تمام الساعة 11:52 قبل الظهر، بفارق 15 دقيقة عن فريق أفيردا الذي جاء في المركز الثاني، وكان بانتظارهم حفل استقبال بهيج أقامته كلية عمان البحرية الدولية تحت رعاية سعادة الشيح مهنّا بن سيف اللمكي، محافظ شمال الباطنة، وبحضور سعادة يورزان موكاش، سفير جمهورية كازاخستان لدى السلطنة، والدكتور هلال بن علي الحضرمي، عميد الكلية.
وكانت المرحلة الأولى رغم قصرها مليئة بالتحديات بسبب ضعف التيارات الهوائية وتقلبها، وكان ذلك اختباراً حقيقياً للقدرات التكتيكية والخبرة في استغلال الفرص وتحديد المسار الأسرع والأقصر مع تقلبات الرياح، وأثبت جافنييه وفريقه الذي يضم ثلاثة عمانيين هم محمد المجيني، وعبدالرحمن المعشري، وعبدالله الشكيلي بأنهم جديرون بالفوز، حيث استحوذوا على المركز الأول منذ بداية السباق، ورغم المنافسة القوية مع فريق أفيردا بقيادة مارسيل هريرا، وجد فريق إي.أف.جي نسمة هواء قوية قبل خط النهاية بعدة أميال، وكانت كفيلة بدفعه إلى الأمام وتعزيز تقدمه على فريق أفيردا، واستطاع الحفاظ على تقدمه حتى خط النهاية.
وبعد فوزه بهذه المرحلة قال سيدني جافنييه: “كانت مرحلة عصيبة جداً لأنه يصعب عليك الحفاظ على معنويات الفريق وتقدمه في ظل ظروف جوية هادئة، وأنا سعيد بإحرازنا للمركز الأول وحصولنا على وقت أطول للراحة”. ويضيف جافنييه عن فريقه: “أنا سعيد جداً بأداء الفريق الذي عمل بيد واحدة لتحقيق هذا الفوز ورفع المعنويات لأداء أفضل في المرحلة الثانية”.
أما الربان الشاب مارسيل هريرا بقيادة فريق أفيردا فقد وصل إلى خط النهاية بعد جافنييه بفارق 15 دقيقة، وأعرب عن سعادته بالعودة للمشاركة في سباقات الطواف العربي مرة أخرى هذا العام، وسعادته بالمركز الثاني بالرغم من ضعف الرياح، ويعلق هريرا على مجريات السباق بقوله: “مع انطلاق السباق في مسقط انفصلنا عن بقية القوارب، ولكن العمل الجماعي للفريق خصوصاً من مسؤول التكتيكات روب جولان والملاح ريتشارد ماسون كان كفيلاً بتعزيز مركزنا وختام المرحلة الأولى بفارق بسيط عن المركز الأول”.
أما المركز الثالث، فقد كان من نصيب فريق النهضة العماني بقيادة الربّان فهد الحسني وفريقه العماني. وقد كان فريق النهضة في المركز الخامس في منتصف السباق، ولكنه ضاعف جهوده خلال الليل واستطاع التقدم إلى المركز الثالث في خط النهاية. وعن أداء الفريق يقول فهد الحسني بأنه طاقمه يضم عدداً من البحّارة ذوي الخبرة في الصيد، وكان من السهل تفادي شباك الصيد المنتشرة في مسار السباق، كما أن استعدادات الفريق المكثفة ومعرفتهم بتوقعات الطقس كانت في صالحهم واستفادوا منها رسم التكتيكات واختيار المسارات الأكثر ملائمة مع تقلبات الرياح.
اما فريق كلية عمان البحرية الدولية، فقد خاض تجربة فريدة رغم وصوله في المركز الأخير، حيث كانوا فخورين بمشاركتهم وختامهم للمرحلة الأولى. وعن تجربتهم في المرحلة الأولى قال البحّار علي البرواني: “بالرغم من تأخرنا في الوصول إلى خط النهاية، إلا أننا فخورين بالمشاركة في هذا السباق والمنافسة مع البحارة المحترفين، فهذا أول سباق لنا في عالم الإبحار الشراعي، وقد قضينا أربعة اشهر في التدريب على متن قارب الفار30. كما نشعر بالفخر لتمثيل الكلية ورفع علمها في هذا السباق، وقد تعلمنا من المرحلة الأولى وسنبذل جهدا أكبر في المرحلة الثانية، وسنركز على تعزيز العمل الجماعي والتواصل الفعال بين أعضاء الطاقم”.
وبعد قضاء ليلة من الراحة في ضيافة كلية عمان البحرية الدولية، عاد البحارة صباح الأمس إلى قواربهم استعداداً لانطلاق المرحلة الثانية من صحار إلى إمارة رأس الخيمة لمسافة تصل إلى 172 ميل بحري، ولكن ضعف التيارات الهوائية أجبرت مدير السباق على السماح للقوارب باستخدام المحركات والاتجاه شمالاً على أمل الحصول على رياح أقوى والبدء في السباق من النقطة الجديدة. وسيقضى البحارة في هذه المرحلة التي تعد الأطول ما يقارب 43 ساعة في البحر بدءاً من ولاية صحار شمالاً باتجاه مضيق هرمز ثم تدخل إلى مياه الخليج العربي لترسو في نهاية المرحلة الثانية في نادي اليخوت والمارينا في قرية الحمرا بإمارة رأس الخيمة.