جريدة وجهات أول جريدة عمانية مختصه بالسفر و السياحة
مسقط-وجهات | افتتح صاحب السمو السيد فاتك بن فهر آل سعيد متحف الزي العماني بالموالح الذي يعد أول متحف متخصص بالأزياء العمانية ويحتفظ المتحف بمجموعة من الأزياء الخاصة بمركز الزي العماني، وهي مؤسسة مخصصة للحفاظ على اللباس العماني التقليدي.
وقالت مديرة مركز الزي العماني جوليا الزدجالي: “متحفنا هو متحف تخصصي. ولأن موضوعنا هو هوية الزي العماني، فإن الزي لا يحتاج أن يكون قديما حتى يكون ذا قيمة ويستحق دخول مجموعتنا. ففي الوقت الذي تواصل فيه عمان عملية التحديث، تبدأ الثقافة الحية في التآكل”. وقد بدأت جوليا الزدجالي معرفتها باللباس العماني عندما انتقلت إلى هنا في أوائل تسعينيات القرن الفائت، ومنذ ذلك الحين أصبحت خبيرة في هذا الشأن.
وعندما اتصلت بها باحثة أوروبية كانت تعد بحثا عن اللباس العربي طلبا للمساعدة، أدركت أن هناك حاجة إلى الحفاظ على الملابس والعناية بها بشكل خاص. ولإدراكها أنه لم يكن هناك أحد في عمان يقوم بمهمة توثيق وحفظ اللباس العماني، فقد أدى بها هذا إلى بدء فكرة مركز الزي العماني في عام 2005.
وقالت جوليا قبل اصطحاب ضيوفها في جولة داخل المتحف: “عندما بدأ المركز عام 2005، لم نكن نتصور إقامة متحف، ولكننا كنا نخطط لنمو مجموعات الأزياء ونمو البحث والتعلم وتعليم الآخرين.”
والمتحف به عدة غرف بها تماثيل لعرض أزياء نسائية ورجالية وأزياء أطفال من مختلف مناطق سلطنة عمان، ومعها توضيحات بكلا اللغتين العربية والإنجليزية.
كما يتم ايضا عرض الأحذية والمجوهرات والعطور والمواد المستخدمة في صنع الملابس. وقالت جوليا إنها تأمل من الزائرين الأجانب للمعرض ألا يتعرفوا فقط على اللباس العماني بل أيضا الحصول على فهم أفضل عن الثقافة العمانية. “آمل أن يغادروا وقد حصلوا على تقدير أعمق للثقافة التي نعيشها. إن كثيرا من زائرينا ليسوا عمانيين، ولذلك فهم لديهم أفكار عن الثقافة مفتعلة خارج عمان.”
كما يستطيع الزائرون العمانيون أيضا الاستفادة من زيارة متحف الزي العماني، حيث إن الكثير من الجيل الجديد من العمانيين ليس لديهم المعرفة الكافية عن اللباس العماني أو مهارات الحياكة والتطريز التي كانت لدى أجدادهم. وبفضل رؤية صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، فقد أصبحت الفتيات يذهبن إلى المدارس بدلا من البقاء في البيت لحياكة الملابس.
وقالت جوليا: “هناك انقطاع في نقل المعلومات من جيل إلى جيل. وحتى العمانيين الذين يزورون المتحف يخرجون بتقدير أفضل للباس العماني، حيث إننا جمعنا لهم كل شيء هنا، وهو ما جعلهم يبدون سعداء به.” وهناك أكثر من ألف قطعة داخل مركز الزي العماني، ولكن المتحف الصغير لا يستطيع عرضها جميعا مرة واحدة، ولذلك فإنه سيتم عرضها بشكل دوري، بمعنى أنه سيكون هناك دائما شيء جديد يعرض في المتحف.
وقالت جوليا إنهم مازالوا يبحثون عن المزيد من التبرعات للمساعدة على زيادة مجموعة الأزياء.
وقد قامت جوليا الزدجالي ومعها متطوعون آخرون في مركز الزي العماني بجمع قطع الملابس من أناس أسخياء من مختلف أنحاء السلطنة، لم يقدموا ملابسهم فحسب، بل قدموا ما لديهم من معلومات ومعرفة أيضا. وقالت: “أود أن أعرب عن تقديري لكل العمانيين الذين ساهموا بنسبة 100% من بحثنا. إن كلماتهم متجذرة داخل هذا المبنى. وبدون إيمانهم بأهمية عملنا، ما كنا موجودين أصلا ولا كنا وقفنا هنا اليوم.”
وقد تبرعت فاطمة المقبالي بعدد من الملابس لمركز الزي العماني. وفاطمة هي عمانية عاشت بالخارج، وقالت إنها تثمن الملابس التقليدية وتحب أن يفخر العمانيون بهويتهم بارتداء ملابسهم التقليدية المميزة لهم. قالت فاطمة المقبالي: “لقد أحببت تعريف الناس بعمان وما لدى عمان من ثقافة، فهناك العديد من الأشياء الجميلة في مناطق مختلفة من سلطنة عمان”، مضيفة أنها عندما عاشت في الإمارات العربية المتحدة كان أصدقائها دائما معجبين بزيها العماني التقليدي عندما كانوا يرونها ترتدي ذلك الزي في المناسبات الخاصة.
وقد حضر افتتاح متحف الزي العماني مستشار جلالة السلطان قابوس وصاحب متحف بيت الزبير معالي محمد الزبير الذي اعرب عن اعجابه بهذا المتحف، واصفا إياه بأنه ممتاز ومهني. وقال إن المفهوم مهم جدا، حيث إنه يحافظ على جزء مهم من الحياة العمانية. وقال الزبير: “اللباس هو جزء من حياتنا، رجالا ونساء، صغارا وكبارا. ومن الجيد لأولادنا الذين يذهبون إلى أوروبا وأماكن أخرى ويرتدون الجينز وخلافه أن يأتوا ويروا كيف كان لباس أبائنا وأجدادنا.”
وقال أحد أعضاء مجلس إدارة متحف الزي العماني حسن آل موسى، إن هناك قيمة كبيرة في وجود مثل هذا المتحف للحفاظ على تاريخ اللباس العماني من أجل الأجيال المقبلة، سواء هنا في عمان أو في أماكن أخرى. وأضاف آل موسى: “ما يحدث هو أن كل هذه الملابس وكل هذا التراث يتلاشى. وعندما يأتي الجيل القادم فربما لا يرى هذه الملابس. إننا نضع بصمة ليس فقط في التراث العماني بل أيضا في التراث العالمي.” ويقع متحف الزي العماني بالقرب من مصنع أمواج في الموالح، وهو مفتوح يومي الاثنين والأربعاء من التاسعة والنصف صباحا إلى الثانية عشرة والنصف ظهرا، والدخول مجانا.
