إرساء مناقصة لإنشاء مركز القرم للمعلومات البيئية في القرم

مسقط-العمانية /

يمثل يوم البيئة العمانية الذي يصادف 8 يناير من كل عام مناسبة وطنية تلتفت إلى مفردات بيئتنا العمانية المتنوعة متضمنا إقامة العديد من الفعاليات التي تهدف
إلى توعية المجتمع بأهمية البيئة التي تعد بمثابة الرئة السليمة فمن خلالها نستنشق هواء الحياة النقي ونعيش حياة صحية سعيدة رافعا هذا العام شعار (بيئتنا أمانة) وفي هذا الإطار تبذل حكومة السلطنة جهودا كبيرة ممثلة في العديد من المؤسسات الرسمية كوزارة البيئة والشؤون المناخية والمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة التابع لديوان البلاط السلطاني بهدف
النهوض بالبيئة بتعددها وتنوعها الطبيعي.
ومن بين تلك الجهود التوسع في الرصد البيئي وتأثيره في السلطنة بسبب النمو الصناعي وتزايد المشاريع السياحية. كما يتم تنفيذ برامج لتحديث الاستراتيجية الوطنية لحماية البيئة العمانية ورسم السياسات البيئية للدولة وخطط للنهوض بالتنوع الأحيائي واستمرار التعاون بين السلطنة مع منظمة الأمم المتحدة في المشاريع المتعلقة بتغير المناخ وحماية طبقة الأوزون وتحسين
كفاءتها وتخفيض انبعاثات الغازات.
كما قامت السلطنة ممثلة في وزارة البيئة والشؤون المناخية بتنفيذ العديد من مشاريع الحماية أهمها اتفاقية رصد جودة الهواء والضوضاء التي نفذت في محافظة مسقط من خلال تركيب محطتين ثابتتين لرصد الملوثات الصادرة من عوادم السيارات وقياس مستويات الضوضاء وجودة الهواء وإقامة وحدة متنقلة لرصد جودة الهواء يمكن نقلها من موقع إلى آخر بهدف الحفاظ على
جودة الهواء ومتابعة مشاريع الكسارات والمحاجر مع وزارة التجارة والصناعة وتقييم هذه المشاريع حتى لا تتسبب في إضرار للبيئة.
ويتم تنفيذ مشاريع إنشاء مرافق ومواقع للتخلص من المخلفات الصلبة غير الخطرة ومشاريع محطات تحويل النفايات الصلبة غير الخطرة وغيرها من المشاريع المرتبطة بإدارة المخلفات في السلطنة وذلك بالتنسيق مع الشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة.

دراسات
وحفاظا على الغطاء النباتي للسلطنة تجرى حاليا دراسة إعداد خريطة تدهور الأراضي في جبال محافظة ظفار ومحافظتي شمال وجنوب الشرقية والجبل الأخضر حيث يتم إعداد خريطة له تمكن من معرفة المواقع المتأثرة من التصحر لإعادة تأهيله.
وتم إرساء مناقصة لإنشاء مركز القرم للمعلومات البيئية في منطقة القرم بمحافظة مسقط بهدف جمع وعرض البيانات والمعلومات البيئية والاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بالبيئة البحرية وأشجار القرم وتنوعها الفريد واستزراعه في العديد من الأخوار كخور شربتات بولاية صلالة وخور الحجر بولاية صور وخور الحار بولاية مصيرة وخور ذرف بولاية الدقم وخور الوديات بولاية شناص وخور غاوي بولاية الجازر وخور قريم بولاية المصنعة وإعداد خطة لتطوير محمية الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية بالتعاون مع الجامعة الألمانية للتكنولوجيا.
ويعمل برنامج استزراع الأشجارالمحلية بإعادة تأهيل موقعين في منطقة “حقوم” بمحافظة ظفار وزراعتهما بالأشجار البرية المحلية وإنشاء عدد من المشاتل لإكثار النباتات البرية المحلية في قيرون حيرتي بمحافظة ظفار ومحمية حديقة السليل الطبيعية بمحافظة جنوب الشرقية.

استراتيجية
كما يتم تنفيذ استراتيجية وطنية للحماية من مخاطر المواد المشعة وإنشاء وتركيب نظام الإنذار لرصد الإشعاع في مناطق مختلفة بالسلطنة لرصد أي إشعاعات قد تنتقل إلى أجواء السلطنة من الدول المجاورة التي تستخدم الطاقة النووية أو المواد المشعة وذلك والتعرف بشكل على المستويات الإشعاعات الطبيعية والصناعية ومراقبتها بصفة مستمرة.
ويقوم مراقبون للحياة الفطرية متوزعون في جميع محافظات السلطنة بمراقبة المواقع التي تحتوي
على الأنواع الفطرية المهددة بالانقراض وتوفير بيانات هامة عن التنوع الأحيائي الموجود في المحميات الطبيعية المعلنة والمقترحة وتسهيل مهمة القائمين على المسوحات الميدانية المتعلقة بأنواع الحياة الفطرية ومساعدة المختصين بقسم تقييم المشاريع لصون الطبيعة لتحديد المواقع المناسبة لإقامة المشاريع والمخططات بعيداً عن المواقع الحرجة الغنية بالحياة الفطرية المهددة
بالانقراض.
ويعمل مشروع استقطاب الضباب للاستفادة بطريقة عملية من الضباب الكثيف أثناء موسم الخريف في تأهيل بعض المناطق المتضررة في محافظة ظفار لمكافحة التصحر حيث تم البدء فيه بتاريخ 20 يونيو 2010م بنيابة قيرون حيرتي بمحافظة ظفار.

مرسومان
من جانب آخر صدر مؤخرا مرسومان سلطانيان ساميان رقم 50/ 2014 ورقم 51/ 2014م بإعلان محمية جبل قهوان الطبيعية بمحافظة جنوب الشرقية ومحمية الأراضي الرطبة بمحافظة الوسطى تبلغ مساحة محمية جبل قهوان.
وتعتبر أشجار العتم والسدر والسمر والغاف واللقم والمجاج والتين البري والضج والمقل والقفص
واللثب والشوع والقطف والشحس والغلاس (المحلاح) والقصد والسرح وغيرها من الأشجار ذات القيمة الحيوية الهامة نظرا لكونها الأرضية التي تعتمد عليها حياة الكثير من الكائنات الحية.
وبدوه يقوم المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة التابع لديوان البلاط السلطاني
بتحديد وتطوير مشاريع الأبحاث الميدانية لحماية البيئة واستدامتها بالسلطنة والحفاظ عليها بكافة أشكالها وتشجيع المؤسسات الاكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة والباحثين
والمهتمين على القيام بالدراسات البيئية الميدانية والأبحاث العلمية الحقلية الجادة المتميزة وضمان التزامها بالمنهج العلمي ونشرها في الدوريات العلمية المحكمة داخل وخارج السلطنة.
ويقوم المركز حاليا بوضع استراتيجية وخطة عمل خمسية متكاملة بالتعاون مع منظمة ايرث ووتش البريطانية وبالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص في السلطنة لوضع الأطر العلمية الصحيحة والمناسبة لدراسة مفردات البيئة العمانية وتحديد أولوياتها والعمل على تنميتها واستدامتها. كما يقوم بتنفيذ عدد من المشاريع البحثية الهامة منها دراسة حيوان الوعل العربي
في محمية وادي السرين الطبيعية بمحافظة مسقط ودراسة النمر العربي في منطقة جبل سمحان
بمحافظة ظفارودراسة فلج لزغ بولاية سمائل بمحافظة الداخلية إلى جانب الاهتمام بمفهوم التربية
البيئية من خلال غرس المفاهيم التوعوية البيئية لدى مختلف فئات وشرائح المجتمع والمشاركة في مختلف المحافل الدولية والإقليمية والمحلية المعنية في المجال البيئي.
جدير بالذكر أن السلطنة احتفلت بيوم البيئة العماني لأول مرة في يناير من عام 1997م، بناء
على التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله
ورعاه – ليكون حافزاً لكل الجهود الخيرة والطاقات المخلصة التي تبذلها كافة قطاعات المجتمع
العماني الحكومية والخاصة والأهلية لتوفير الحماية وصون الموارد الطبيعية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*