ماذا تعرف عن كهف كتة الصويرات بحيل الشص في ولاية الحمراء

مسقط – وجهات | 

سبر الفريق العماني لاستكشاف الكهوف ممرات ومداخل كهف ضخم يقع في السفوح الجنوبية لجبل شمس في ولاية الحمراء والذي يطلق عليه أسم كهف كتة الصويرات و يعد إضافة مهمة لروائع عمان الجيولوجية والطبيعية. الكهف يعد إضافة مهمة لروائع عمان الجيولوجية والطبيعية، كما أنه يُمكن الباحثين على المدى البعيد من دراسة خصائص الصخور والمياه الجوفية في باطن الأرض بالإضافة لكونه وجهة سياحية محتملة لمحبي سياحة المغامرات في السلطنة.

وقام الفريق العماني لاستكشاف الكهوف بمسح كهف الصويرات منذ أول نزول للفريق فيه بتاريخ 3 نوفمبر 2017م، ثم استكمل عمليات المسح بتاريخ 25 يناير 2018م، وانتظر الفريق هذه المدة لاستكمال عمليات المسح نظرا لهطول أمطار غزيرة في المنطقة خلال هذه الفترة وجريان الوادي الذي يقع فيه الكهف، وخلال عمليات المسح الجيولوجية وضع الفريق مجموعة من المقاطع الطولية والعرضية للكهف، بالإضافة إلى خريطة كاملة للجزء المتواصل من الكهف قبل البركة المائية، علما أن الكهف ينتهي ببركة مائية كبيرة على بعد كيلو متر واحد من بداية الكهف، ويتطلب استكمال الكهف الغوص في البركة وذلك لأن سقف الكهف يلامس البركة ولا يوجد منفذ واضح خلال السقف.

وتتجه ممرات الكهف إلى الجنوب بصورة موازية لإنحدار الصخور الواقعة على سفح الجبل، هذه الصخور تميل بزاوية ميلان تزيد عموما عن عشرين درجة باتجاه الجنوب وتوجد في كهف كتة الصويرات ثلاث مناطق أساسية يتطلب نزولها استخدام الحبال والأدوات والمعدات المخصصة لذلك نظرا لطبيعة هذا الكهف وممراته الصعبة والمنزلقة وأهمية الحذر الشديد والتعامل الاحترافي في هذا الجانب، المنطقة الأساسية الأولى تقع في بداية الكهف وعمقها نحو 80 مترا، وتقع الثانية بعد الأولى مباشرة وهي على عمق 30 مترا تقريبا، أما الثالثة فتوجد على بعد 200 مترٍ تقريبا وهي على عمق 12 مترا، ودخول كهف كتة الصويرات يتطلب معرفة ودراية تامة بعملية نزول الكهوف وتوافر اشتراطات الأمن والسلامة ومهارات استخدام الحبال والأدوات والمعدات المخصصة لعمليات النزول والتمتع بلياقة بدنية عالية بالإضافة إلى ضرورة تواجد فريق متكامل.

ويسلك ممر الكهف الجوفي مسارا مشابها للأودية والشراج الموجودة في أعلاه، كما أن ممره ينحدر من ارتفاع ما يقارب من 1300 متر فوق سطح البحر نحو الأسفل باتجاه الجنوب، وتوجد في أسفل الفتحة العمودية الأولى غرفةٌ كهفية يتبعها بعد ذلك مجموعة من الأنفاق العمودية، ويتبع هذه الأنفاق العمودية ممرٌ متسع وطويل يتجه باتجاه الجنوب والجنوب الشرقي، هذا الممر يمتد لمئات الأمتار ويمتاز بوجود تكوينات رائعة وغرف كهفية منعزلة وبحيرات مائية ضحلة، وهو يمثل الجزء الأساسي من الكهف، وبالرغم من أن هذا الجزء من الكهف يمكن المشي فيه إلا أن ذلك يستوجب الانتباه والحذر الدقيق لكون هذا الممر رطبا في كثير من المواضع وبه مناطق قد تعرض المغامر إلى الانزلاق أو السقوط بضعة أمتار.

وينتهي كهف كتة الصويرات ببحيرة مائية ملاصقة لسقف الكهف ولا يمكن عبورها مع مستوى الماء الحالي دون استخدام معدات الغوص الملائمة للكهوف علما بأنه يبدو واضحا من مسار الكهف وموقع البركة المائية الأخيرة أن الكهف يمتد لمئات الأمتار بعد هذه البركة التي لا يمكن محاولة عبورها ومتابعة استكشاف الكهف إلا باستخدام معدات الغوص، ويسعى الفريق إلى الغوص داخل هذه البركة قريبا بمرافقة عدد من المتخصصين.

جدير بالذكر أن الفريق العماني لاستكشاف الكهوف قد أتم مسح مسار الكهف الذي يسبق البركة المائية الأخيرة، كما ربط هذا المسار الكهفي بسطح الجبل لمعرفة تأثيرات التراكيب الجيولوجية الظاهرة على السطح على مسار الكهف، وقام بتوثيق الممرات الموجودة على جوانبه، والتشكيلات الكهفية المتنوعة الواقعة على منعطفات الكهف، علما بأن الفريق العماني لاستكشاف الكهوف مرتبط بالجمعية الجيولوجية العمانية وعلى تعاون وتنسيق مباشر مع المختصين بوزارة السياحة.

من جهته قال داود بن سليمان الراشدي المدير المساعد لتطوير المنتج السياحي بوزارة السياحة: نثمن الجهود التي قام بها الفريق العماني لاستكشاف الكهوف وتنسيقه المباشر معنا حيث يعد كهف كتة الصويرات المكتشف حديثا قيمة مضافة للتنوع الثري للمقومات الطبيعية والبيئية في السلطنة. ووزارة السياحة تتطلع قدما لإجراء المزيد من الدراسات المتخصصة لهذا الكهف من أجل الحفاظ على مكوناته وإمكانية الاستفادة منه وتطويره وفق أهداف التنمية السياحية المستدامة. وتوصي الوزارة بعدم مجازفة المغامرين الراغبين في دخول الكهف في الفترة الحالية ما لم يكونوا من أصحاب الخبرة والدراية بهذا النوع من الأنشطة والذين يقومون بمراعاة معايير الأمن والسلامة وإبلاغ الجهات المختصة واستئذان أصحاب الأراضي القريبة من الكهف واستخدام المعدات المحترفة وتتوفر لديهم المهارات والمواصفات الجسدية واللياقة البدنية المطلوبة. علما بأن كهف الهوتة بولاية الحمراء وبالتجهيزات التي يحتويها والممرات المعدة والمضاءة والمرافق والتسهيلات المتوفرة يعد الوجهة الأفضل والمناسبة لجميع الفئات والأعمار للراغبين بزيارة كهوف السلطنة والتعرف على مكوناتها وتفاصيلها. كما يمكن للباحثين على المدى البعيد من دراسة خصائص الصخور والمياه الجوفية في باطن الأرض وأسفل الكهف بالإضافة لكونه وجهة سياحية محتملة لمحبي سياحة المغامرات في السلطنة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*