البروفيسور يانسن وفريقه يُنفذ بحثاً جديداً لدراسة مدينة موهينجو- دارو بباكستان في فبراير 2018
حلبان “مسقط “- وجهات |
يعمل البروفسور مايكل يانسن، الرئيس المؤسس للجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان (جيوتك) والمدير الحالي لمركز البحوث والدراسات في المحيط الهندي والخبير الأقدم لليونسكو منذ 30 عاما، مع فريق دولي من الباحثين من ألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة على حفر مواقع موهينجو- دارو (“هضبة الموتى”).
وأعرب البروفيسور يانسن قائلا: أثبتت الاكتشافات الأخيرة أن الموقع أكبر بمرتين عن ما يمكن أن ننظر إليه اليوم. وقد تم تغطية الجزء الأكبر منه خلال 4500 السنة الماضية من خلال عملية تراكم الطمي من السند. إن الأبحاث الجديدة التي ستنفذ بدءا من شهر يناير 2018م فصاعدا من قبلي وفريقي ستفتح فصلا جديدا من البحوث لهذه الحضارة وستثبت المزيد من الأدلة على الحجم الحقيقي للمدينة”. وتقع المدينة في وادي الأندس في مقاطعة السند في باكستان، وهي واحدة من أكبر المدن في العصر البرونزي في الألفية الثالثة قبل الميلاد. وقال البروفسور مايكل يانسن خلال عرض عن أبحاثه في مجال الآثار: “لقد كانت حضارة السند الأكثر انتشارا في جميع الحضارات المبكرة المعروفة، ومن بين أكثر من 2000 مستوطنة تم تحديدها حتى الآن، تعتبر موهينجو- دارو أكبر موقع الذي أعقبه فيلم وثائقي تلفزيوني ألماني (أنتجته شركة أرت / زدف). ووفقا للبروفيسور يانسن، كانت هناك العديد من العلاقات التجارية بين وادي السند ودول الخليج بما في ذلك سلطنة عٌمان.
وفي عام 1979 أعتبرت موهينجو- دارو واحدة من المواقع الأثرية الأولى دولياً في قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وقد تم اكتشاف المدينة من قبل علماء الآثار منذ حوالي 100 سنة. وقد تم اكتشاف 10٪ فقط من المدينة حتى الآن. وأضاف البروفيسور يانسن “يبدو أن المدينة كانت تقع داخل مستوطنات كبيرة. وكانت مركزا إداريا بدون مناطق إنتاج رئيسية. وتم هجر المدينة في نهاية المطاف حوالي 1500 عام قبل الميلاد بعد تراجع مكانتها”، مضيفا: “نحن منبهرون ببساطة المدينة وحضارتها”. ولقد بُنيت مدينة موهينجو- دارو فقط من الطين الجاهز والطوب المحروق وفقاً لمعايير اليوم. وقد تم توفير جميع المياه اللازمة من قبل أكثر من 600 بئر في السياق الحضري، كما تـألفت شبكة الصرف الصحي من نظام محكم التنظيم على عكس الحضارات القديمة المعاصرة الأخرى من بلاد ما بين النهرين ومصر، حيث تم أخذ المياه العذبة اللازمة من الأنهار القريبة.
وأظهر بحث البروفيسور يانسن وفريقه من جامعة آخن (الجامعة الألمانية الشريكة لجامعة جيوتك) أن موهينجو- دارو كانت أول مدينة في العالم التي تم التخطيط لها مسبقا، حيث أنها مبنية على منصات اصطناعية لحماية السكان من فيضان نهر السند في فصل الصيف.
ووفقا للبروفيسور يانسن، منذ إنشاء سد نهر الأندس في القرن التاسع عشر ومنذ بداية الري الصناعي في عام 1930م لمنطقة تغطي تقريبا المنطقة الدنيا من سنده بأكملها، كانت موهينجو- دارو تحت تهديد دمار الأملاح التي ارتفعت من خلال عملية الري إلى السطح. ومنذ عام 1979 إلى عام 1997م أطلقت اليونسكو أكبر حملة حتى الآن لحماية موهينجو- دارو. وضمن هذا البرنامج الكبير، شارك البروفيسور يانسن وفريقه في تطوير طريقة ترميم لحفظ أكثر من 40.000 متر من جدران الطوب للمدينة التي تم اكتشافها. وأخيرا تقرر تغطية الطوب الأصلي بطبقة رقيقة من الطين. وبالتالي، يمكن أن تتبلور الأملاح دون مزيد من تدمير الجدران الأصلية والطوب الأصلي. كما تعتبر الصيانة الدورية ورصد البقايا الأثرية والموقع حاجة أساسية.
ويجري حاليا تنفيذ خطة طموحة للترميم منذ سنوات عديدة. وقد تكون قبيلة مهانا، وهم بدو النهر، الذين يعيشون حتى اليوم على قوارب على نهر السند بالقرب من موهينجو- دارو وعلى بحيرة مانجر القريبة، هي جزءا لا يتجزأ من السكان القدماء. وحتى الآن لا يعرف سوى القليل عن سيناريو حضارة السند. ويخطط البروفيسور يانسن لإقامة حمعية دولية لتعزيز مدينة موهينجو- دارو، وهي أكبر مدينة للبشرية على الأرجح في الألفية الثالثة قبل الميلاد. وسيكون مركز البحوث والدراسات في المحيط الهندي في جيوتك شريكا أساسيا لتحقيق هذا الهدف الطموح.