حجوزات السفر عبر الإنترنت تتعزز بشكل أسرع

وجهات /

في عام 1996، عندما كانت لا تزال مايكروسوفت مسيطرة على اتجاهات التكنولوجيا، أطلقت علامة تجارية صغيرة تسمى اكسبيديا لخدمات السفر Expedia ، وكانت تأمل في إقناع الزبائن لحجز العطلات على الإنترنت، إلا أن النجاح لم يكن حليفها لقلة المستخدمين المتصلين بالإنترنت، واكثر من ذلك كان معظم الناس يعتقدون أن فكرة حجز العطلات عن بعد يعتبر شيئا أحمقا، ناهيك عن كتابة التفاصيل المتعلقة ببطاقات الائتمان الخاصة بهم على متصفح الإنترنت.

مع مرور الزمن أصبحت تلك الفكرة المجنونة واقعا، وأصبحت اكسبيديا التي باعتها مايكروسوفت في عام 2001، أكبر وكيل سفر إلكتروني في العالم، واطلقت في طريقها العديد من العلامات التجارية مثل Trivago، موقع Hotels.com وأيضا Hotwire وغيرها، وعلى جودة عملياتها وخدماتها تمكنت الشركة من أن توصل قيمة الحجوزات بها في الإجمالي العام الماضي إلى 39.4 مليار دولار.

وبينما تحتل شركة Carlson Wagonlit المرتبىة الثانية كأكبر وكيل سفر بخدمات متواجدة بـ 157 بلدا، فإن ثالث أكبر وكيل للسفر هو أيضا شركة على الانترنت تسمى بريسلين Priceline، والتي تشمل العلامات التجارية Booking.com، بقيمة حجوزات بلغت 39.2 مليار في عام 2013 .

في العام الماضي استطاعت الحجوزات الإلكترونية عبر وكلاء السفر أونلاين أن تصل إلى قيمة 278 مليار دولار وفقا لتقرير يورومونيتور المؤسسة المتخصصة في أبحاث السوق.

في الواقع، فإن عمليات حجز الرحلات، غرف الفنادق، السيارات المستأجرة وسوق السفر عبر الإنترنت تبدو أكثر نضجا عندما يتعلق الأمر بالعديد من البلدان الغنية، وقد جاء في تقرير أعدته شركة الأبحاث فوكوس ورايت PhoCusWright، أن الحجز المباشر عبر الإنترنت يمثل الآن 43٪ من إجمالي مبيعات السفر في أمريكا و 45٪ في أوروبا، بينما تتم الجوزات المتبقية عن طريق مكاتب السفر بمساعدة الشركات الكبرى المتخصصة في السفر مثل كارلسون واغون لي، وديسكفري.

كما أن نطاق السوق الإلكتروني لا يبدو أنه سيبقى محدودا. وهذا ما يفسر إعلان شركة بريسلين يوم 13 يونيو شراءها للموقع OpenTable بمقابل 2.6 مليار دولار، وهو موقع متخصص في حجز طاولات المطاعم.

هناك بعض الأسواق الكبيرة لم تقلع فيها الحجوزات عبر الإنترنت بشكل جيد إلى الآن، حيث لا يزال الألمان يفضلون ترتيب عطلاتهم من خلال وكلاء السفر التقليدية.

وأيضا من جانب الصينيين، فعلى الرغم من أنهم الأكثر إنفاقا على السفر مقارنة بسكان أي بلد آخر، إلى أن حجوزاتهم على الإنترنت لم تبلغ سوى 15٪ فقط في عام 2012 ، وبحسب تقرير لـ PhoCusWright. فإنه يمكن أن ترتفع إلى 24٪ بحلول عام 2015، مما يجعل قيمة سوق السفر الإلكتروني الصينية تبلغ نحو 30 مليار دولار.

وسوف يكون الدافع الأكبر لهذا التوسع في الصين من قبل الشركات المحلية الطموحة. ويعتبر Ctrip من أكبر المواقع الصينية بنمو يبلغ 25 بالمائة سنويا منذ إنشائه قبل خمس سنوات، وقد بغلت عوائده 366 مليون دولار عام 2013 وفقا لتقرير أعدته تريفيس Trefis سابقا.

وكنوع من استباق الأمور، تحرص الشركات الناشئة في هذا المجال على متابعة عملائها لتقدم خدماتها عبر تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وتعتقد يورومونيتور أنه بحلول عام 2017 سيتم إجراء أكثر من 30٪ من حجوزات السفر عبر الإنترنت من حيث القيمة على الأجهزة المحمولة التي يمكن أن توفر الحجز في آخر لحظة، بينما يعتقد أن العائلات سستفضل أن تأخذ وقتها قبل الضغط على زر “ادفع الآن”، وأنها بدل ذلك ستستغرق حوالي ثلاث أسابيع لاختيار الوجهة المفضلة..