أبوظبي – وجهات |
كشف متحف اللوفر أبوظبي عن قائمة الأعمال المستعارة من مؤسسات ثقافية محلية وإقليمية بارزة، ستعزز بلا شك العمق العربي للمتحف المنتظر افتتاحه في الثامن من نوفمبر الجاري والذي يعد أحدث وأضخم متحف في الخليج والعالم العربي.
وحسب ما أعلن المتحف أمس، فقد شملت الأعمال المستعارة قطعا أثرية من السعودية والأردن وسلطنة عمان وغيرها إلى جانب مستعارات من مؤسسات فرنسية رائدة يبلغ عددها 300 عمل، كل ذلك بالإضافة للمجموعة الدائمة للوفر أبوظبي. وتنضوي كل تلك الأعمال تحت مشروع موحد يجمع بين أطراف الكرة الأرضية، مقدما تصورا واسعا لتاريخ الإنسانية يمتد من عصور ما قبل التاريخ حتى الوقت الحالي.
من بين القطع المستعارة، إقليميا، يبرز لوح حجري يحمل نقوشا كوفيه تبين المسافة من مكة للكوفة، هناك أيضا شاهد قبر من مكة المكرمة يعود تاريخه إلى الفترة الواقعة ما بين 100 إلى 300 هجري (700 – 900م)، وهي من مقتنيات التراث الوطني في المملكة العربية السعودية.
ومن سلطنة عمان استعار اللوفر كنز «الوقبة» الذي يضم أكثر من 400 درهم فضي يعود بعضها إلى فترة الخلافة العباسية والبعض الآخر لفترة الدولة السمانية، وقد أكتُشف الكنز في عام 2005، وهو من مقتنيات المتحف الوطني بسلطنة عمان.
ومن القطع المعارة للوفر، تمثال حجري برأسين يبلغ عمره 8000 عام، يسمى «عين غزال»، مقدم من دائرة الآثار العامة الأردنية. وعلى ما يبدو أن اللوفر يصر على أهمية نسخته العربية تماما كاهتمامه بعرض نموذج من الفن والتراث العالميين. وبالتأكيد ذلك سيجعل من زيارة المتحف للمرة الأولى تجربة ثرية ومشبعة ثقافيا.
تضم مجموعة الأعمال المُعارة من الإمارات، التي من المقرر عرضها في أول صالة عرض بالمتحف لاستكشاف المظاهر والتعابير الفنية الأولى للإنسانية، قلادة ثمينة تعود إلى الفترة الواقعة بين عامي 2000 – 1300 قبل الميلاد، من المتحف الوطني في رأس الخيمة. وسيُعرض من مجموعة دائرة الثقافة والسياحة «وعاء مروح»، الذي يعد أقدم وعاء مصنوع من السيراميك تم اكتشافه في الدولة. كما سيعرض المتحف أعمال زخارف وتصاميم من الجص من الدير المسيحي الأثري في جزيرة صير بني ياس، وكذلك «نصل فأس» من متحف العين الوطني، يعود تاريخه ما بين عامي 1000 – 600 قبل الميلاد. وستجسد هذه الأعمال المُعارة تراث الإمارات العريق وارتباطه التاريخي الدائم بجميع أنحاء العالم ليكمل السرد العالمي لمتحف اللوفر أبوظبي.
من جانبه قال د محمد خليفة. المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: فخورون بعرض الأعمال في متحف اللوفر أبوظبي الذي يُعد أول متحف يُفتتح في المنطقة الثقافية في السعديات، بما يتيح الفرصة للمشاركة بقصّة تاريخ الإمارات إلى جانب الثقافات الأخرى. ويهدف المتحف لبناء شراكات قوية مع المؤسسات الثقافية حول المنطقة لتبادل المعرفة. ولا شك أنّ اللوفر أبوظبي سيضطلع بدور ريادي في رفع مستوى وعي زوّاره حول تاريخ دولة الإمارات الثري والفن المعاصر عبر الأعمال المُعارة، التي كانت وما زالت تمثّل ملتقى الحضارات العالمية، وصولاً إلى مكانتها الحالية التي تجمع بين كافة مقومات النهضة والتقدم.
كونه أول متحف يفتح أبوابه للجمهور في جزيرة السعديات، سيقدم اللوفر أبوظبي مجموعة فنية مُعارة من المتاحف المجاورة في المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، حيث سيعرض مخطوطات عن فن رسم الخطوط من مجموعة متحف زايد الوطني، ويشمل ذلك مخطوطات تحمل رموزاً ورسومات من مجموعة أعمال عثمانية تضم الكثير من الرسومات والنصوص وأشكال الحروف في المنطقة. وستعرض من مجموعة جوجنهايم أبوظبي قطع فنية معاصرة لفنانين بارزين بمن فيهم حسن شريف (1951 – 2016)، وعبد الله السعدي (1967)، وإبراهيم الصلحي (1930). وستحل هذه القطع في فصل الأعمال المعاصرة في «اللوفر أبوظبي»، الذي سيُناقش بعمق في متحف جوجنهايم أبوظبي.