مسقط – حمدان البادي | يقول الإمام الشافعي واصفا السفر “تغرب عن الأوطان في طلب العلاء وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفريج هم واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد”.
في “وجهات” أعتدنا أن نسأل المسافرين أين سيقضون اجازتهم؟ ولما اختاروا هذه الوجهة عن تلك؟. لكننا اليوم نلتقي مع العائدين من أسفارهم لنتعرف عن قرب بشكل أكبر عن الفوائد من السفر التي وصفها الإمام الشافعي والتي هي بالتأكيد تزيد عن الخمس فوائد.
يقول سليمان بن مسعود العبري الذي عاد لتوه من البوسنة وصربيا والتي قضى فيهما بضعة أيام قال: كانت فترة نقاهة ضرورية، حيث الخضرة والمناظر الخلابة التي تبعث في النفس الطمأنينه ونكتشف أماكن عدة نتجول فيها ونتعرف على ثقافة تلك الشعوب من خلال معيشتهم وحياتهم الاجتماعيه كذلك وتاريخهم واسواقهم والأماكن السياحية لتلك الدول.
وأضاف: زرنا أماكن طبيعتها الجغرافية مشابهه لطبيعة بلادنا، والسؤال الذي يطرح نفسه دائما ما الذي ينقص بلادنا حتى تكون وجهه تستقطب سياح العالم؟.
اما أحمد بن حماد المفرجي والذي كان في زيارة إلى اندونيسيا بصحبة العائلة قال : السفر يعلمنا عادات وتقاليد الشعوب، ويفتح لنا افاقا مستقبلية وحين نطلع على أحوال الآخرين نشكر المولى عزوجل على النعم التي نتمتع بها في السلطنة، كما ان المناظر الخضراء الجميلة تشعرنا بالراحة النفسية ويساهم السفر في تنمية الإدراك المعرفي والسفر مع العائلة يقوي العلاقة الاسرية ويزيد من محبة الابناء لوالديهم .
بينما الشاعر طاهر العميري فعن اجازته التي قضاها في بعض بلدان أوروبا كانت قريحته الشعرية حاضرة ليصف مشاهداته اليومية، فقد وصف ساحة الدومو في ميلان الايطالية قائلا:
في ساحة “الدومو” أغاني وعشاق
قبلات حُب وضحكة اثنين لاثنين
هب البراد ورفرفت روح مشتاق
الله يا ريح الهوى والمحبين
وحين كان في زيلامسي النمساوية وهو يودعها متوجها إلى جارمش الالمانية، قال:
ودّع العاشق صباحاته
في زيلاْمْسي مقصده جاْرْمش
بهجة المتعب وراحاته
البراد و جوّها المنعش
يا نهارٍ ترْف ورداته
يالخضار المورق المدهش
شاعرك أهدى لك أبياته
ألف أهلا يا هوى جارمش
وحين وصل إلى جارمش الالمانية قال :
العيون الزرْق والشَّعر الذهب
والخضار اللي كسا ذيك التلال
والسحاب أبيض مثل قلب المحب
هذي جاْرْمش يا هوى المتعب تعال
اما سيف بن حمدون الشرجي والذي سافر خلال هذا الصيف إلى ثلاث وجهات فقد وصف رحلته إلى جورجيا بأنها ساحرة وروعة حيث الجمال الطبيعي. اما في اذربيجان فقد امتزج السحر بالتاريخ العريق والحضارة المدنية المعاصرة، فيقول ؛ سافرت لاكتشف طريق الحرير وسافرت ذهنيا ما بين الماضي العريق وسرعة الحاضر المتمدن.
وقال؛ عن وجهته الثالثة والتي كانت باتجاه عروس البحر الابيض المتوسط “الاسكندرية”: على ضفاف شواطئها عشت الاسترخاء بعيدا عن صخب شوارعها المزدحمة، والقاهرة المزدحمة ذكرتني بسكون وهدوء مسقط العامرة ، كانت رحلة استجمام واكتشاف الذات، رحلة التعرف على الحضارات الضاربة في القدم. سفر اشتقت فيه لهدوء مسقط وشكرت الله على جمال وطبيعة السلطنه كونها من الدول الغنية بالتاريخ ومحتفظة بجمالها الطبيعي.
ويقول الشاعر محمد الداودي والذي قضى اجازته هذا الصيف متنقلا في بعض المدن الأوروبية وكان الشعر حاضرا لينقل لنا بعض الجمال هناك حيث قال :
دعني أسطر في خديها أشواقي
للنمسا ألق تسامى بين أحداقي
مقطوعة العشق تطرب كل ذائقةٍ
زيلامسي الرونق يادفء أعماقي
فتانة الروض .. ريانه بحيرتها
هتانة السحر .. في أكليلها الراقي