مسقط – وجهات |
تستعد وزارة السياحة خلال الفترة القادمة لتدشين منتج سياحي جديد من المؤمل أن يسهم إسهاما بارزا في تعزيز الخدمات السياحية والبنية الأساسية للقطاع والعمل على تشجيع حركة السياحة الداخلية على مختلف شبكات الطرق البرية بالسلطنة حيث من المنتظر ان يشهد العام الجاري والعام القادم إطلاق حوالي 17 محطة سياحية متكاملة تابعة للوزارة تضم منشآت خدمية وفندقية وسياحية تقدم خدماتها لمستخدمي الطرق البرية وفق المعايير العالمية والاشتراطات التي حددتها الوزارة.
وكانت وزارة السياحة قد حددت الأراضي المستهدفة لاستخدامها كمحطات سياحية متكاملة في ثلاث مجموعات رئيسية وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية حيث تضم هذه الأراضي المستهدفة في مجموعتها الأولى المحطات السياحية المتكاملة المقترحة على طريق أدم/ثمريت وعلى طريق الباطنة السريع، وتضم في مجموعتها الثانية طلبات المواطنين لتخصيص أراض لإقامة محطات سياحية متكاملة حيث تم التقدم بالعديد من الطلبات التي يتم دراستها ومن ثم الموافقة على من تنطبق عليها الشروط والمعايير والاعتذار عن تلك غير الملائمة، فيما تضم المجموعة الثالثة المحطات السياحية المتكاملة على أراضي وزارة السياحة وعددها 17 موقعا مع الإشارة إلى أن الوزارة انتهت من منح بعض هذه الأراضي بنظام حق الانتفاع فيما لا تزال بعض المواقع في انتظار استكمال الإجراءات أو التعديلات المطلوبة مع إمكانية تقديم طلبات ومقترحات تخصيص الأراضي من المواطنين الراغبين بذلك والمستثمرين بكافة شرائحهم.
وستتوزع المحطات السياحية المتكاملة بمختلف مرافقها على مختلف الطرق البرية في السلطنة بحيث تشكل قيمة مضافة وتقوم بتوفير خدمات سياحية نوعية ومتميزة على شبكة الطرق الممتدة في السلطنة عبر السهول والجبال والصحاري وعلى السهول والشواطئ.
محافظة شمال الباطنة وعبر طريق الباطنة السريع ستحتضن ستة محطات سياحية متكاملة بمعدل محطتين اثنتين في كل موقع بحيث تخدم كل منهما اتجاه الطريق الذي تطل عليه في كل موقع من المواقع الثلاثة المختارة وهي الحور بولاية السويق والفليج بولاية لوى والفرفارة بولاية شناص.
محافظتا الداخلية والظاهرة ستحتوي كل محافظة منهما على ثلاث محطات سياحية متكاملة حيث ستتوزع هذه المحطات في محافظة الداخلية على ثلاثة مواقع في ثلاث ولايات هي بدبد بولاية بدبد وجبرين بولاية بهلاء وغابة بولاية أدم حيث من المؤمل أن تكون محطة ولاية أدم محطة سياحية متكاملة كبرى فيما ستتوزع المواقع الثلاثة للمحطات السياحية المتكاملة في محافظة الظاهرة على مناطق العلو بولاية ينقل والبصيلي بولاية ضنك ومسكن بولاية عبري.
محافظة مسقط ستقام فيها محطتان سياحيتان متكاملتان في الرسيل بولاية السيب وضباب بولاية قريات مع الإشارة إلى أن محطة ضباب التي أطلق عليها اسم محطة “عابر” والتي تشرف عليها الشركة العمانية للتنمية السياحية “عمران” كانت قد دشنت تقديم خدماتها جزئيا في المحطة وتستعد الشركة التي شيدت بعض المرافق والمنشآت بالمحطة لإسناد تقديم الخدمات وتشغيل المرافق التي تم الانتهاء منها للمستثمرين والمشغلين بانتظار استكمال بقية المنشآت في المحطة.
محافظة ظفار هي أيضا ستحتوي على محطتين سياحيتين متكاملتين في موقعي المربع (أ) بولاية صلالة والمربع (ع) بولاية ثمريت فيما ستقام محطة سياحية متكاملة واحدة بمحافظة البريمي في موقع الرابي بولاية البريمي.
مكونات
ووفق اشتراطات ومعايير وزارة السياحة الارشادية التصميمية للمحطات السياحية المتكاملة فإن المكونات الأساسية للمحطة تتكون من محطة تعبئة وقود للسيارات والشاحنات، ومنشأة فندقية فئة 2 أو 3 نجوم بمواصفات خاصة، ومبنى رئيسيا مكيفا لمطاعم الوجبات السريعة مع بعض المحلات المتنوعة للتسوق ومركز للمعلومات السياحية وأماكن للاستراحة والجلوس وألعاب للأطفال ودورات مياه وأماكن للوضوء ومصليات للرجال والنساء.
كما يشترط أن تضم المكونات الأساسية للمحطة السياحية المتكاملة حديقة صغيرة مع ملاعب للأطفال وأماكن للاستراحة والجلوس ومظلات وأجهزة للصراف الآلي ومواقف للسيارات ومواقف منفصلة للحافلات والشاحنات ومنطقة استراحة وجلوس مظللة مجاورة لمواقف الحافلات والشاحنات.
إضافة إلى ذلك توجد بعض المكونات والمرافق الاختيارية التي يمكن اضافتها للمحطة مثل ورشة إصلاح سريعة للمركبات وأماكن لغسيل وتنظيف السيارات وغيرها.
ويرتكز تصميم المحطة السياحية المتكاملة على بعض المبادئ العامة منها مرونة التصميم لكي يسمح بالامتداد والتوسع المستقبلي تبعا لازدياد حجم الحركة على الطريق، وتوفير بدائل لاختيارات الغرف الفندقية مراعاة لتنوع متطلبات المسافرين سواء أكانوا عائلات أم فرادى، والالتزام بالاشتراطات والمعايير الخاصة بوزارة السياحية فيما يتعلق بالمنشآت والخدمات الفندقية، وتجميع المطاعم على فراغات رئيسية مجمعة مكيفة يمكن أن يكون لها امتداد خارجي بالمساحات الخضراء، وتوفير مسارات مشاة آمنة منفصلة، بالإضافة إلى مراعاة متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع عناصر المحطة.
وفيما يتعلق بمواقف السيارات والشاحنات فيجب أن يتم الالتزام بتوفير أماكن انتظار السيارات لرواد المحطات تبعا لحجم الحركة على الطريق والأعداد المتوقع استقبالها في كل محطة مع مراعاة أوقات ذروة المواسم السياحية طبقا للمعدلات القياسية، ويجب أيضا أن يتم توفير المواقف داخل قطعة أرض المشروع وعدم الاعتماد نهائيا على مسألة الانتظار الموازي بالطرق الخارجية أو استخدام الأراضي المجاورة لأرض المشروع أو مواقف الانتظار المجاورة إن وجدت، وأن تتكون مواقف الشاحنات في أماكن منفصلة عن مواقف السيارات والحافلات، وأن يتم اتباع اشتراطات الجهات المعنية في تصميم مواقف المحطات.
طابع معماري
تشترط وزارة السياحة في المبنى الرئيسي للمحطة السياحية المتكاملة أن يكون ذا طابع معماري مميز وأن يتم توفير إضاءة طبيعية داخلية مع إمكانية أن يكون للمبنى امتداد خارجي متصل بالمساحات الخضراء، وأن يتم تصميم الطابع المعماري للمحطة وتشكيل الكتل واختيار المواد والألوان على النحو الذي يحقق التميز للمحطة ولا يتعارض مع البيئة المحيطة، ويجب أيضا أن تتميز المواد المستخدمة بسهولة التنظيف والصيانة، بالإضافة إلى أن المرافق الخدمية ينبغي أن تكون من مواد ثابتة ومقاومة للتخريب ولا تتطلب تكاليف صيانة مرتفعة.
وبالنسبة لتنسيق موقع المحطة فيجب الاهتمام بتوفير المسطحات الخضراء وعناصر الغطاء النباتي المختلفة من أشجار وشجيرات ومغطيات للتربة مع إعطاء أولوية لاستخدام النباتات المحلية، واستخدام التلال الخضراء والشجيرات في تقليل تأثير الضوضاء داخل موقع المحطة والناتجة عن حركة السيارات بالطريق السريع، وتوفير الظل الكافي من خلال زراعة الأشجار أو توفير مظلات بديلة في حال صعوبة زراعتها، بالإضافة إلى توفير بيئة هادئة بمنطقة المنشأة الفندقية.
شعار المحطة يجب أن يتم تنفيذه عند موقع المحطة في اتجاه القادمين إليها وذلك طبقا للأبعاد والاشتراطات المطلوبة مع توفير لوحة كبيرة للمعلومات عليها خريطة للمنطقة توضح موقع المحطة والمدن القريبة مع المعالم والمواقع والمنشآت السياحية في المنطقة المحيطة بالإضافة إلى توفير لوحات ارشادية عند مواقف السيارات وممرات المشاة لتوجيه مستخدمي المحطة إلى الأنشطة المختلفة.
كما يجب تحديد مستويات الإضاءة الليلية تبعا للغرض المراد منها وطبقا للمعدلات القياسية للجهات المعنية مع أفضلية استخدام وحدات الإضاءة المعتمدة على الطاقة الشمسية، وفي حالة المحطات الواقعة على الطرق غير المضاءة فيتم مراعاة التدرج في قوة الإضاءة قبل الدخول وعند الخروج من المحطة.
أما بالنسبة لاشتراطات البنية الأساسية للمحطة السياحية المتكاملة فيجب الأخذ في عين الاعتبار بمسألة ضمان توفر جميع المتطلبات والاحتياجات والخدمات من خزانات أرضية وعلوية وخزانات احتياطية وشبكات لتوفير المياه الصالحة للشرب ومياه الغسيل على مدار 24 ساعة وبما يتناسب مع أعداد المترددين على المحطة وفي أوقات الذروة، كما يجب ضمان توفر الطاقة الكهربائية سواء من الشبكة العامة أو من خلال مولدات كهربائية خاصة بالمحطة وذلك لتأمين احتياجات المحطة ومرافقها للكهرباء مع توفير مولدات احتياطية في حالة الربط بالشبكة العامة، وتوفير التغطية وخدمات الاتصال الهاتفي والمتنقل والانترنت، بالإضافة إلى التخلص من مياه الصرف الصحي ومياه المطار بالأسلوب الملائم لموقع المحطة مع ضمان عدم التأثير السلبي على البيئة المحيطة.
خصائص طبيعية
وكانت وزارة السياحة قد اعتمدت عددا من المعايير الأولية الارشادية لاشتراطات ومعايير اختيار مواقع المحطات السياحية المتكاملة حيث أنه ومع الأخذ في عين الاعتبار بمسألة اختلاف المسافات الفاصلة بين المحطات السياحية نتيجة للعديد من العوامل الطبيعية والجغرافية والتخطيطية ذات الصلة كطول الطريق بين مدينتين رئيسيتين والخدمات المتوفرة بتلك المدن وحجم الحركة على الطريق وحالة الطقس وغيرها فقد تم اعتبار مسافة 150 كيلو مترا هي المسافة المناسبة بين المحطة السياحية المتكاملة والتي تليها مع أفضلية إنشاء محطتين متقابلتين عند نفس الموقع في حالة الطريق المزدوجة لكل طريق محطة على حده مع التأكيد أنه في حالة عدم جدوى إنشاء محطتين في نفس الموقع فيكتفى بواحدة في الاتجاه صاحب الحركة الأكثر وتحقيق إمكانية الوصول إليها من نقاط التقاطعات الحرة بحيث تخدم المحطة الواحدة كلا الاتجاهين أو إقامة المحطتين المتقابلتين بحيث تكون إحداها رئيسية الخدمات والأنشطة والأخرى ثانوية مع إمكانية الربط بينهما بجسر للمشاة مثلا.
كما قامت الوزارة في معاييرها واشتراطاتها التي حددتها لاختيار موقع المحطة السياحية المتكاملة بمراعاة الخصائص الطبيعية المؤثرة في اختيار الموقع كالتضاريس الطبيعية من أودية ومنحدرات ومنخفضات بحيث ينبغي اختيار الموقع على النحو الذي لا يتطلب اعمال إضافية تتطلب الحفر والردم لتسوية الموقع أو اعمال انشائية للحماية من مخاطر السيول او انزلاق للتربة او اية مخاطر طبيعية أخرى، وأفضلية أن يكون الموقع ذو اطلالة جيدة على المناظر الطبيعية بما من شأنه المساهمة في جذب سائقي السيارات الى التوقف بالمحطة، والاخذ في عين الاعتبار قابلية الموقع الطبيعية للامتداد المستقبلي وعدم ملاصقته للمناطق ذات الحساسية البيئية أو المحميات أو المواقع الاثرية التي قد يؤثر نشاط المحطة بشكل سلبي عليها.
كما تم أيضا الأخذ في عين الاعتبار بالاشتراطات الخاصة بالدخول والخروج الى الموقع طبقا لاشتراطات الجهات المعنية وأهمية عدم تقارب موقع المحطة السياحية المتكاملة مع المدن القائمة التي توفر نفس خدمات المحطة حتى لا تؤثر كلاهما بالسلب على الأخرى خاصة في حالة كون النشاط الرئيسي لسكان تلك المدن هو توفير الخدمات لمرتادي الطريق.
وفيما يتعلق بالعلاقة بين موقع المحطة والاستخدامات المحيطة فقد ارتأت الوزارة أنه من الأهمية عدم تجاور المحطات السياحية المتكاملة مع الأنشطة المسببة للضوضاء والتلوث مثل مواقع الكسارات او الأنشطة الصناعية الملوثة للبيئة المحيطة او النشاط السكني الذي في هذه الحالة قد تكون المحطة مصدر ازعاج له.
كما تمت مراعاة العوامل البصرية المؤثرة على اختيار الموقع والسمات الإيجابية المتمثلة في سهولة رؤية الموقع من الطريق وعدم وقوعه خلف الجبال او أية معوقات للرؤية تجعل المستخدم يفاجأ برؤية موقع المحطة او بتداخل رؤية الموقع مع متابعة الحركة بالتقاطعات على الطريق مع أهمية ألا يؤدي اختيار الموقع إلى حجب مناطق رؤيا مميزة على الطريق مثل المناظر الطبيعية أو المواقع الاثرية.