يعتبر أكبر معرض تراثي في السلطنة .. ويكتنز 14 ألف قطعة أثرية وتراثية وعملات عمانية وعالمية قديمة
بقلم – وفاء بنت سالم | هناك أمكنة تغير بداخلك الكثير من الامور والقرارات وتجعل من قراراتك اكثر وضوحا (وهذا ما حدث معي بسبب المتحف الذي نتحدث عنه اليوم)..
وهنا أنت لست بصدد زيارة متحف عادي بل تعود لحقب متفاوتة قد تكون قرأت عنها أو سمعت بها وقد تكون أيضا قد عشت مرحلة من المراحل التي مرت بها تلك الحقبة.
متحف الحصن القديم في الكامل والوافي، بني هذا الحصن منذ أكثر من قرنين يقع على بعد 200 متر إلى الجنوب الشرقي من السوق الجديد و100 متر من السوق القديم بولاية الكامل والوافي في محافظة جنوب الشرقية، بنى الحصن على شكله الحالي الجد الثالث لمؤسسه الشيخ خلفان بن خميس الهاشمي. يقع في وسط الحارة القديمة تحيط به بساتين النخيل العتيقة واطلال المنازل التاريخية وسبلة القرحة المشهورة، ونمر الفلج “اداة حسابية تستخدم قديما لتحويل مسار مجرى الفلج لمجرى أخر”.
الزائر لهذا الحصن سيرى تسلسل الحياة فيه على مدى حقبات مختلفة، جدير بالذكر أن المتحف كان أول مقر حكومي لحكومة السلطان سعيد بن تيمور، رحمه الله، في المنطقة. حيث ان الجد الأول لمؤسس المتحف أهدى الحصن لحكومة السلطان سعيد بن تيمور ال سعيد رحمة الله انذاك.
وقد تفضل جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، بإعادته إلى أصحابه.
ولك أيها الزائر وانت تجوب أرجاء المتحف أن تعرف شيئا مهما وهو أن متحف الحصن يعتبر أكبر معرض تراثي في السلطنة حتى الان حيث يشمل على أكثر من 14 ألف قطعة أثرية وتراثية بالإضافة إلى عملات عمانية وعالمية قديمة.
أقسام
الاقسام في متحف الحصن القديم كثيرة فهناك قسم النحاسيات الذي يضم مجموعة كبيرة تبلغ 1000 قطعة بالإضافة إلى 40 ألف قطعة من العملات العمانية (الآنة و الغازي). هنا ستجد نفسك بين دفتي قرون مختلفة وستسمع مخيلتك صوت النحاسين والصفارين وهم يلمعون الاواني النحاسية ولقل قسم أباريق القهوة التي جمعت من المحيط إلى الخليج سيفتح شهيتك لشرب فنجان قهوة.
قسم الخزفيات القديمة
يضم هذا القسم خزفيات من أقطار مختلفة وعددها أكثر من 2300 قطعة تشمل المناقل العمانية والخزف الصيني القديم الذي كان يزيد جمال اللمسات قديما بصحونه المعلقة على سقف الغرفة، كما تستطيع أن تجول بناظريك على قسم يضج بمجموعة كبيرة من الفخاريات الاثرية والتراثية بعضها نادر بالطبع.
وأنت تنتقل لقسم السعفيات سيرحب بك سربا من الحمام محلقا في سماء المتحف بشكل هندسي جميل قبل أن يحط على سطحه أو أرضه ليقتات البذور.
تدخل قسم السعفيات وترى دقة اليد العمانية في صنع كل ما كانت بحاجة إليه في حقبات متتالية من السعف سواء أكان في الزراعة، البناء، الصيد… الخ
القسم الرئيسي الذي يضم (البنادق، المرايا، المناديس، الحلى والعملات). قد ترى مشغولات جلدية لم يسبق لك رؤيتها، تمثل هذه الجلديات الاحتياجات المختلفة لكل قطعة في كل فترة زمنية.
أما بالنسبة للأخشاب سترى جودة الصنع وابداع اليد العمانية في توفير كل ما هي بحاجة إليه من أبواب ومواقع خشبية، والحلي التي كانت المرأة العمانية تلبسها سابقا وسترى دقة النقوش في كل قطعة استغرقت اشهرا في العمل عليها حتى تمتلكها إحداهن.
فناء المتحف
هنا ستكون في وسط قلب الحياة السابقة بكل ملامحها وبصورة مصغرة ويعرض بعض أدوات الصيد سابقا.
الفلج الذي ما زال يمر من داخل متحف الحصن من خلال غرفة تسمى “الفرضة” يتوسطها الهاندو. كما يشمل متحف الحصن على القسم العام الذي يحوي الصناديق القديمة “السحارة” والأقفال والأواني المعدنية والزجاجية ومن خلاله يتعرف الزائر على الحياة الفطرية العمانية وأدوات الدراسة قديما والالكترونيات.
القسم الشامل الذي يحتوي على أدوات الزراعة والجلديات بكل أنواعها وأدوات الطحن اليدوية وعيارات الوزن والنسيج اليدوي.. الخ
جدير بالذكر أن الحصن القديم قد حصد على شهادات شكر وتقرير متعددة رغم حداثة سنة فقد نال شهادة تقدير واعتزاز من أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربي وشهادة شكر وتقدير من الشيخة المياسة حمد بن خليفة ال ثاني رئيسة مجلس امناء المتاحف في قطر ومن وزاره الدفاع والسياحة وبعض الدوائر الحكومية.
في متحف الحصن القديم الحكايات ترى وتسمع وتظل نابضة بالحياة. وأخيرا عليك أن تعي أن متحف الحصن القديم مركزا ثقافيا للأجيال الناشئة وموقعا سياحيا للأجانب يتعرفون فيه على جانب ثري من تاريخ عمان، ولا تغادر متحف الحصن قبل أن تشرب القهوة من الدلة النحاسية وأنت تتوسط ساحة الحصن.