بندر سري بجوان-العمانية
اقامت السلطنة مؤخرا في العاصمة البروناوية بندر سري بجوان فعاليات الأيام الثقافية العمانية . ورعت الافتتاح صاحبة السمو الأميرة مسنة بنت السلطان حاج عمر على سيف الدين كبيرة السفراء بوزارة الخارجية والتجارة ببروناي دار السلام بحضور الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث و الثقافة للشؤون الثقافية .
وقال الدكتور رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في كلمة له خلال حفل الإفتتاح إن الرسـالـة الثقافيـة الـتي تحملها فعاليات الأيام الثقافية تأتي لتعمـيق المعرفـة وتقويـة العلاقـة التاريخيـة والحضـاريـة ولـزيـادة مساحـة التفاهـم والالتقـاء والتحـاور بيـن النخـب الفكـريـة والثقافيـة فـي كـلا البلديـن اعتبـاراً أن لكـل طـرف الكثيـر مـن الجـوانب المضيئـة فـي ماضيـة وحاضـره.
احتفاء
وأكد إن العـلاقات بيـن السلطنة وبروناي دار السلام تمضـي بتوافـق ناجـح وبإقامـة هـذه الأيـام الثقافيـة يتم الاحتفـاء بمـرور 30 عامـاً علـى اقامـة العـلاقـات الدبلوماسيـة بـين البلدين مضيفاً ” اننا نكون قد وضعنا مسـاراً أخـرا للتواصل الفكري والابداعي لنؤسس معاً حاضراً متكاملاً للتعـاون الثقافـي المثمـر، ولنتطلـع الـى المستقبـل ونحـن قـد تعاضـدت فيمـا بيننـا الأواصـر الشامـلة والمتكامـلة للـعلاقـات بكافـة مضـامينـها سـواء مـا أرتبــط بالعـلم أو بالثقـافة”. وأشار الدكتور عبدالله الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الى أن الحـوار والتواصـل مـع دول العالـم وشعوبـه هو مبـدأ أمـنت بـه سلطنـة عمـان وعمـلت علـى تفعيلـه مكرسـة مفاهيـم عاليـة المُثـل مـن الانفتـاح الثقـافـي الـذي أضحـى الرهـان الناجـح لبناء الأسس المتينـة فـي دعـم العـلاقات الانسانيـة بين شعوب العالم بكـافة مشـاربـها وجـوانبهــا الثقافيــة والعلميـة مؤكداً حرص السلطنة على مد جسور التـعاون الثقـافـي لدعـم كافـة المقومـات الثقافيـة والفكـرية والمقـدرات الانسانيـة الاخـرى ومـا يرتبـط بهـا فـي شـؤون تسهـم فـي رقـي وتعـزيز التقـارب والتواصـل بينهـا.
عروض فنية
وقد تضمن حفل الافتتاح عــروض مــن الفنون الموسيقية الشعبية لكلا البلدين قدمتها فرقة البشائر للفنون الشعبية بالاشتراك مع فرقة الموسيقى الشعبية البروناوية . بعد ذلك تجولت راعية الحفل في المعارض المقامة في اطار فعاليات الأيام الثقافية وأطلعت على ما تحتويه من كنوز فكرية ومخطوطات علمية ومشغولات يدوية وصور فوتوغرافية وأدوات حرفية وقطع تراثية تختزل بين جنباتها بعضاً من الجوانب المضيئة في الحضارة العمانية على مر التاريخ .
وأعربت سموها عقب انتهاء الجولة في تصريحات صحفية عن سعادتها واعجابها بما تحويه هذه المعارض من قطع فنية ومشغولات حرفية و فضية و مخطوطات علمية قائلة إن هذه المعارض مع تنوعها تجعل الزائر يشعر و كأنه يزور الآن سلطنة عمان مؤكدة على وجود الكثير من الجوانب المشتركة والمتشابهة في ثقافة البلدين خاصة ما يتعلق بالجانب الموسيقي و الأدوات الموسيقية المستخدمة والرقصات التقليدية .
إرث متشابة
من جانبه قال بيهن داتو حاجي هزاير وزير ريحات له إن سلطنة عمان وبروناي دار السلام قد تمكنتا من تعزيز مسيرة التعاون بينهما في شتى المجالات على مدى السنين الماضية مضيفاً ” إننا نتمتع بجوانب متشابهة في الإرث الثقافي والحضاري وهي كفيلة بتعزيز أواصر الصداقة وقادرة على ايجاد أرضية مشتركة لكثير من جوانب التعاون الثنائي “. وأوضح أن الأيام الثقافية والمعارض المقامة ليست مجرد أدوات مستخدمة ومشغولات ومعروضات انما هي ” نقل حي لنمط الحياة و إبراز شامل يعكس ماضي وحاضر الثقافة العمانية ” وهي قادرة على التعريف بالحضارة العمانية ونقلها الى المواطن في بروناي دار السلام . وبين أنه على المستوى السياسي يوجد الكثير من التشابه في المواقف والرؤى حيال مختلف القضايا حول العالم بين البلدين وهذا التشابه نابع من الارث الحضاري للبلدين والقائم على أسس الدين الاسلامي الحنيف وقيم التسامح والتآخي والسلام مما يفسر وجود الكثير من مذكرات التفاهم التي تم توقيعها بين البلدين في هذا الجانب .