دبي-وجهات|
في الوقت الذي بات فيه التخصص ركيزة أساسية للإبداع، نجد أن الشركات المتخصصة بتنظيم حفلات الزفاف، ما زالت هي الشريحة الأسرع نمواً في سوق الزفاف العالمي وبقيمة تداول تبلغ 300 مليار دولار أمريكي.
ويتحدث أبرز الرواد والمختصين في مجال حفلات الزفاف الفاخرة خلال انعقاد فعاليات النسخة الرابعة من المؤتمر السنوي لمنظمي حفلات الزفاف (دي دبليو بي). حيث سيقوم المتحدثون الرئيسيون في المؤتمر المنعقد في جزيرة فوكيت التايلندية بالتعاون مع هيئة السياحة في تايلند، بمشاركة الحضور بوجهات نظرهم حول المستجدات الأكثر شعبية في عالم حفلات الزفاف.
ويختار هذا المؤتمر الذي ينظم بشكل سنوي من قبل شركة كيو إن آيه إنترناشونال ومقرها دبي، وجهة جديدة لكل دورة من المؤتمر.
وعن مستجدات هذا القطاع، حدد الخبراء نقاط رئيسية لتطور هذه الصناعة بشكل متسارع وملحوظ في الأشهر المقبلة ومنها؛ الجاذبية التي تتمتع بها دول قارة آسيا كوجهة سياحية مع التركيز على الثقافة والتقاليد التي تزخر بها هذه الدول، إلى جانب فرصة تناول أصناف جديدة من الطعام والنكهات الأصيلة، بالإضافة إلى إمكانية خوض تجارب حصرية في هذه الوجهات السياحية في ظل تزايد الرغبة بالإقامة وتمديد المكوث من قبل المدعوين للحفلات لمدة أطول في هذه الأماكن المنعقدة فيها الأعراس.
وعن اختيار وجهات تنظيم حفلات الزفاف قال الرئيس التنفيذي لمجموعة كولكشين 26 جو بلاكمان: في ظل الوضع الجديد الذي أقر انفصال المملكة المتحدة، عن الاتحاد الأوروبي، أعتقد أن هذا الأمر قد يجعل الناس وعلى وجه التحديد القاطنين في لندن يفكرون بشكل مختلف تجاه إقامة حفلات الزفاف بأوروبا . كما أنه وخلال المراحل الأولی من خروج بریطانیا من الاتحاد الأوروبي، سنشهد جانباً من العزوف عن فكرة السفر لإقامة حفلات الزفاف في أوروبا، خاصة وأن حجوزات وأسعار الطيران من المرجح أن تزداد. الأمر الذي سيجعل من آسيا وجهة جديدة ومغرية للسفر وسيزيد من احتمالية الإقبال على إقامة الحفلات فيها، ومن الأرجح أن تصبح آسيا الوجهة الأكثر طلباً خلال السنوات القادمة 2018/2019. مع ازدياد شعبية المكسيك، خاصة مع انخفاض قيمة البيزو حالياً.
فيما تضم الوجهات الشهيرة التي تشهد إقبالاً عالياً في آسيا، مجموعة واسعة من الوجهات المختلفة كلياً؛ ابتداءً من تايلاند واليابان، إلى وبالي والمالديف وصولاً إلى الإمارات.
بدوره أشار مدير الفعاليات لدى شركة نايتينغاليس في أستراليا السيد كاثي أبستوليديس، إلى تفضيل العملاء للوجهات التي تختلف عن الأماكن المألوفة لديهم قائلاً: يبحث العملاء عن مواقع أوروبية وآسيوية فاخرة ولكن في ذات الوقت يجب أن تمتاز هذه الأماكن بالهدوء والبعد عن صخب وضجيج الأماكن المشهورة. مع ضمان الحصول على مستوى عالٍ من المنتجات والخدمات الفاخرة التي يفترضون الحصول عليها لو أقاموا حفلاتهم في المدن الكبرى.
من جانبه علق مدير شركة غلوبال ويدنغز في أستراليا نارلي ويليامز قائلاً :في الوقت الراهن يتم اختيار الديكور وفقرات الترفيه خلال الحفل بعناية فائقة وتبعاً لثقافة المكان الذي تقام فيه الحفلات. لذلك نلاحظ الإقبال على اختيار الطابع والنمط الإستوائي للحفلات المنعقدة في الجزر الآسيوية. سواء من حيث انتقاء شكل الدعائم، والأثاث، إلى الإضاءة وزينة الطاولات وحتى نوع الهدايا المبتكرة للضيوف وكل ذلك بما يتناسب والطابع الثقافي الذي يختص به مكان الحفل.
وعن هذه النقطة قال كاثي: بعض العملاء يفضلون الطابع الاستوائي بينما يتجه آخرون إلى النقيض تماماً ويسعون إلى خوض تجربة مختلفة كلياً بإقامة حفل زفافهم في إحدى القرى التي تزخر بالعادات والتقاليد ويقومون أيضاً بتنظيم زفافهم وفقاً لهذه التفاصيل التي يتمتع بها المكان.
في ذات الوقت قال مدير التطوير والإبداع من شركة أليسون إيفنتس أليسون هوتشكيس ريندركنشت: خلال تنظيم الحفلات نتعامل مع نماذج مختلفة من العملاء ففي الوقت الذي نرى فيه إقبالاً على تجربة عادات مختلفة نرى أيضاً نهجاً غير تقليدي للاحتفالات التي تمزج بين التقاليد الدينية؛ اليهودية والمسيحية أو الهندوسية والمسلمة، وذلك بغية جعل الحفل بمثابة انعكاس أصيل للتراث العائلي والمعتقدات الدينية التي يعتنقها أصحاب الزفاف.
فيما أشار مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة أليت من جنوب أفريقيا أليت سوانبويل، إلى أن تجربة اختبار الأطعمة الجديدة تشهد رواجاً كبيراً في الآونة الأخيرة. وأشار سوانبويل إلى الإقبال المثير للاهتمام على تذوق الأصناف المختلفة من قبل المدعوين إلى الحفلات بالقول: أصبحنا نلحظ أن الضيوف أكثر انفتاحاً على تجربة المأكولات الجديدة، مثل الأكلات المطهوة مع لحوم الطيور الصغيرة، الأمر الذي يعزز خوضهم لتجربة مختلفة بالكامل.
في حين يشعر مالك شركة إيليجانت أوكيجنز الأمريكية جوان غريغولي من خلال تعامله الدائم مع الزبائن، أن هنالك تركيزاً أكبر على فكرة اختيار المزيج المثالي من نوع الطعام والنبيذ المصاحب له خلال فعاليات اليوم الأضخم في حياة العروسين.
وتابع سوانبويل حديثه بالقول : السفر التجريبي كان التوجه الأبرز للسفر خلال العام الماضي، كما أن له وقعاً خاصاً على الوجهات التي يتم اختيارها الآن لحفلات الزفاف. العديد من الأزواج يرغبون في عيش تفاصيل الواقع الأفريقي خلال زفافهم على سبيل المثال. ولعل أروع ما يميز هذه التجارب، هو كم الطاقة الرائعة التي تبني بين الضيوف عندما يسافرون معاً. وحين تصبح حفلات الزفاف حدثاً مبهجاً لمدة ثلاثة أيام، وينخرط المدعوون في فعاليات الشواء وحفلات الكوكتيل والنزهات القصيرة المنعقدة قبل حفل الزفاف.
فيما قال أليسون في هذا الصدد: ما زال تمديد المكوث للبقاء لمدة أطول في المكان اتجاهاً متنامياً، حيث أن أصحاب الزفاف يقومون بدفع تكلفة سفر المدعوين الأمر الذي يمكن الجميع من البقاء في ذات المكان. وهذا يعني أن الإقامة تشمل جوازات السفر وغرف الفنادق. وعادة ما يميل الضيوف إلى تمديد إقامتهم في المكان واستكشافه في أوقات الفراغ سواء قبل أو بعد الزفاف.
من موقعه قال الرئيس التنفيذي لشركة سيليبريشن جروب من جزر كايمان جوان براون: عندما يتعلق الأمر بالديكور والزينة، نحن نرى أن هناك تفضيلاً للطابع الريفي والخشبي المزين بالكرات العطرية وباقات الورد المتناثرة بشكل حر في المكان. ومؤخراً نحن ندخل عالم العرائس الألفية الذين هم أكثر اهتماماً في صياغة تجارب الزفاف واستوحائها من الجذور الثقافية والأصالة القديمة.
وعن فعاليات النسخة الرابعة من مؤتمر شركات تنظيم حفلات الزفاف قال مدير شركة كيو إن آيه إنترناشونال أكاش جين: إن النسخة الرابعة من مؤتمر (دي دبليو بي) تجمع بين مختلف القوى الدافعة التي تؤثر على اتجاهات وصيحات حفلات الزفاف العالمية التي تصعد بمجال تنظيم حفلات الزفاف نحو نمو وازدهار غير مسبوقين.
وتابع جين حديثه حول تفاصيل تنظيم الفعالية العالمية الأوحد والأضخم في مجال حفلات الزفاف، والتي ستنطلق في الثاني من شهر أيار وحتى الرابع من ذات الشهر في منطقة فوكيت التايلندية – أرض الابتسامة والضيافة، حيث قال: بصفتنا الجهة المنظمة لهذا الحدث الحصري، كان هدفنا دوماً هو الجمع بين الشركاء المبدعين من مختلف أنحاء العالم والذين يعزز تواجدهم مثل هذه الفعاليات، لما سيقدموه من مساعدة وتبادل للخبرات مع الحضور في سبيل الارتقاء بالخطط والأفكار التي سيشاركونها مع عملائهم فيما بعد، مع ضمان حصولهم على رؤية رائعة لما يحمل المستقبل لهم في هذا القطاع المتنامي.