دبي- طالب البلوشي |
يطلّ كأس الطواف العربي للإبحار الشراعي أي.أف.جي. مرة أخرى هذا العام، في الحفل الذي سيقام مساء اليوم في مرسى نخلة جميرا تحت رعاية الشيخ خالد بن زايد بن صقر آل نهيان رئيس اتحاد الإمارات للتجديف والشراع، وبحضور الدكتور خالد بن سعيد الجرادي سفير السلطنة المعتمد في دولة الإمارات العربية المتّحدة، حيث انحصرت المنافسة على الكأس في الجولات الأخيرة من عُمر السباق بين بطل نسخة العام الماضي “فريق بنك أي أف جي موناكو” وبين وصيفه في النسخة السادسة “فريق الموج مسقط”.
وعلى الرغم من إتمام كافة القوارب للسباقات المحيطية الطويلة بعد تطوافها لأكثر من 760 ميلا بحريا بدءا من مسقط، مرورا بولايتي صحار وخصب، ومن ثم أبوظبي، والدوحة، وأخيرا في إمارة دبي، لا زال أمام الفرق الثمانية المشاركة سباق المسافات القصيرة المخطّط عقده في مرسى النخلة، والذي من المزمع أن يحدث تغييرا في المراكز لتحمل النسخة السابعة أمنيات الفرق المشاركة التي لم تكشف النتائج عن الأولية عن بطل هذه النسخة كون فارق النقطتين بسيط جدا بين الفريقين. ويتوق حوالي 72 بحارا مشاركا لكسب نقاط أكبر لنيل الكأس الذي صمّمته عمان للإبحار المشرفة على تنظيم السباق خصيصاً للطواف العربي. وقد تم تصميم هذا الكأس ليكون حافزاً إضافياً للمنافسة بين الفرق ورمزًا للتميز البحري الذي يسعى إليه كل الطامحون، فقد أوكلت مهمة تصميم الكأس إلى شركة توماس فاتوريني المحدودة التي صممت عدداً من الكؤوس العالمية المرموقة ليكون رمزاً للمنافسة البحرية الحديثة في الخليج ومن نصيب الفريق الفائز بهذا السباق المحيطي كل عام. ويتم الاحتفاظ به بعد ذلك في عهدة مشروع عمان للإبحار حتى إقامة النسخة الثامنة من الطواف العربي للإبحار الشراعي، كما تمت صناعة نسخ مصغرة من الكأس لتكون تحفة يحتفظ بها الربابنة الفائزون ولإضافتها إلى سجل إنجازاتهم البحرية.
فارق النقاط
شكلت المنافسة الثنائية بين الفرق المشاركة في السباق تحدِ خاص في تعديل فارق النقاط بين الفرق، حيث تمكن فريق “النهضة” من توسيع الفارق وإبعاد أكبر منافسيه وهو فريق “زين” الكويتي، حيث توسع الفارق إلى 16 نقطه بعد أن كان الفارق 4 نقاط، ولم يؤثر فارق النقاط في الترتيب العام سوى في التقليص بين فريق بنك أي أف جي موناكو وفريق الموج مسقط، فبعد أن كان الفارق 4 نقاط، أصبح الفارق نقطتين ليكون الترتيب العام قبل قرار لجنة التحكيم الذي قد يغير من ترتيب الفرق، ففي المركز الأول ما زال فريق بنك إي.أف.جي موناكو مسيطرا على المقدمة برصيد 12 نقطة، ويأتي فريق الموج مسقط في المركز الثاني برصيد 14 نقطة، ويحتل فريق النهضة في المركز الثالث برصيد 27.75 نقطة، ويأتي فريق زين الكويتي في المركز الرابع برصيد 34 نقطة، وفي المركز الخامس حل فريق أديلاسيا دي توريس برصيد 42.75، بينما يحتل فريق أفيردا المركز السادس برصيد 50.75، وتمكن فريق دي.بي شنكر من الاستفادة من تعطل فريق بيين فوال في المرحلة الخامسة ليحتل المركز الخامس برصيد 54.25 نقطة، ولم يكمل فريق بيين فوال المرحلة الخامسة، ليتراجع للمركز الثامن برصيد 55.50 نقطة.
المرحلة الخامسة
حملت المرحلة الخامسة ظروفا مناخية رائعة، حيث كان التحدي في هذه المرحلة محفوفا بالعديد من الثنائيات، حيث لم يكن الاهتمام والتركيز في كل ميل بحري تقطعه الفرق في الفريق المنافس بشكل مباشر، وكانت انطلاقة القوارب من مرسى اللؤلؤة بالعاصمة القطرية الدوحة، متوجهة إلى مرسى نخلة جميرا بإمارة دبي، لتقطع القوارب 205 ميل بحري وتحقق النتائج المطلوبة. وجاءت النتائج الأولية بتصدر فريق الموج مسقط للمرحلة الخامسة، متجاوزا فريق بنك أي أف جي موناكو الذي حل في المركز الثاني، واحتل فريق أديلاسيا دي توريس في المركز الثالث، بينما جاء فريق النهضة في المركز الرابع وذهب المركز الخامس لصالح فريق زين الكويتي، وفي المركز السادس حل فريق أفيردا، بينما وصل فريق دي.بي شنكر في المركز السابع، ووضع توقف فريق بيين فوال عن السباق في المركز الثامن.
قرار التحكيم
تنتظر الفرق الثمانية المشاركة في النسخة السابعة من الطواف العربي للإبحار الشراعي أي. أف . جي ، قرار لجنة التحكيم المستقلة المشكلة من خبراء في مجال الاعتراضات والتحكيم الدولي، حيث تتواصل هذه اللجنة الدولية عبر ممثلهم في الطواف العربي للإبحار الشراعي عبر برنامج “سكايب” حيث من المتوقع أن تصدر هذه اللجنة القرار اليوم قبل بدء السباق الداخلي بمرسى نخلة جميرا، والتي من المتوقع أن تؤثر في جدول الترتيب لمرحلة الخامسة والنتائج التي حصلت عليها الفرق في هذه المرحلة، حيث يأتي هذا الاجتماع للجنة بعد الاعتراض المقدم من قبل فريق بنك أي أف جي موناكو على فريق الموج مسقط، بدخوله منطقة المحظورة في السباق والتي تعرف بالنطاق المحظور وهي المناطق التي يخرج عنها مسار السباق الموضوع من قبل لجنة التحكيم.
توقف عن السباق
تأثر قارب فريق بيين فوال كثيرا بعد أن علقت الشعاب المرجانية في الغاطس المعدني الذي يعمل على توازن القارب ومنعه من الانقلاب، مما أعقت حركاته بعد أن قطع 80 ميل بحري وتبقى له 125 ميل بحري في المرحلة الخامسة التي تبلغ 205 ميل بحري، ليكون القرار الصائب من قائد الفريق مولر بعدم تكملة المرحلة الخامسة بسبب تأثر الغاطس المعدني بشكل كبير ، حيث يتوقع عدم مشاركة فريق بيين فوال في السباق الداخلي اليوم ، حيث خضع القارب يوم أمس لعملية الإصلاح وفي انتهاء الإعمال الإصلاحية التي خضع لها القارب يوم أمس في مرسى نخلة جميرا، سيكون مؤهل لخوض السباق الداخلي اليوم.
منافسة النهضة
لم يكن تركيز طاقم فريق النهضة على إحراز مركز متقدم في المرحلة الخامسة بقدر ما كان التركيز في تفوق التلميذ على الأستاذ، حيث تعتبر الربان فهد الحسني هو أحدث تلميذ الربان سيدرك قائد فريق زين الكويتي، حيث وصفت المرحلة الخامسة على أنه منافسة النهضة على المحافظة على المركز الثالث وإبعاد فريق زين الكويتي عن المنافسة. وعن ما دار في هذه المرحلة قال علي البلوشي من فريق النهضة: لقد كانت هذه المرحلة من أصعب المراحل في هذه النسخة من الطواف العربي، فأي خطأ قد ينزف النقاط ويجعلك في المؤخرة رغم الجهد والعطاء الذي تبذله في السباق أو ما قدمته في كل المراحل، حيث كانت الثقة عالية لدى الفريق في تحقيق نتيجة جيدة ورائعة وكان العمل على ذلك منذ الانطلاقة الأولى من مسقط ولغاية الوصول إلى إمارة دبي.
وأضاف: قبل المرحلة الخامسة كان الحديث في الفريق على تقديم نتيجة رائعة وتوسيع الفارق والتركيز على فريق زين الكويتي وفعلا تحقق ذلك بعد أن بذل الطاقم العماني الشبابي جهدا كبيرا في توسيع الفارق، فتحقق ذلك من خلال العزيمة والإصرار الذي تحل به الطاقم في كل ميل بحري كان يقطعه الفريق خلال المرحلة الخامسة ونأمل أن نحقق مركزا رائع في السباق الداخلي في مرسى نخلة جميرا اليوم.
ظروف متقلبة
ما زال فريق “بنك أي أف جي موناكو” في المقدمة رغم وصوله في المركز الثاني في المرحلة الخامسة، حيث وصف هيثم الوهيبي ما جاء في السباق قائلا: لم تكن انطلاقة فريق بنك أي أف جي موناكو جيدة في المرحلة الخامسة حيث وصلنا في مركز متأخر من نقطة البداية وفي أول تحويلة وضعتها لجنة التحكيم في المسار، ما دفعنا لبذل المزيد لملاحقة المنافس الأول والرئيسي في السباق وهو فريق الموج مسقط، وقد تمكنا من نيل الصدارة بعد 8 ساعات من الانطلاقة، ولكن العوالق التي تمسك في الغاطس المعدني هي ما تؤثر في توازن القارب، حيث توقف القارب وغطس أحد البحارة تحت القارب لإزالة الأكياس البلاستكية التي علقت في الغاطس ما ساهم في تأخيرنا مرة أخرى في هذه المرحلة. بدأنا بعدها بداية جديدة عملنا فيها على مطاردة قارب فريق الموج مسقط.
وعن مشاركته مع فريق بنك أي أف جي موناكو قال هيثم الوهيبي: اعتبر هذه المشاركة رائعة من خلال التواجد مع طاقم من خيرة البحارة في عالم الإبحار الشراعي، حيث أسهمت هذه التجربة في نهل الخبرة العالية والاحتراف في مجال الإبحار الشراعي حيث ستسهم هذه الخبرة في تطوير من قدراتي في مجال الإبحار الشراعي.