جعلان بني بوحسن – سالم بن حمد الساعدي|
برعاية سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي محافظ جنوب الشرقية، انطلقت فعاليات النسخة الثانية من موسم شتاء الطحايم 2025 بولاية جعلان بني بو حسن وسط حضور رسمي وجماهيري واسع، في خطوة تعكس استمرار النجاح الذي حققته النسخة الأولى، والتي أسهمت بشكل كبير في تعزيز مكانة محافظة جنوب الشرقية كوجهة سياحية وثقافية رائدة على المستوى المحلي والدولي.
ويهدف الموسم إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال تسليط الضوء على التراث العُماني الأصيل ودمجه بأساليب مبتكرة تناسب مختلف الفئات العمرية، وتوظيف التنوع الطبيعي والجغرافي للمحافظة، حيث تقام فعاليات موسم شتاء الطحايم على ضفاف رمال الشرقية وواحات محمية أشجار الغاف؛ بما يُسهم في تنشيط الحراك السياحي والاقتصادي في مختلف المواسم السياحية بالمحافظة.
تضمن حفل الافتتاح تقديم كلمة اللجنة الرئيسية المنظمة للموسم ألقاها سعادة محمد بن علي بن عامر عكعاك، والي جعلان بني بو حسن رئيس اللجنة رحب فيها بالحضور وأعرب عن فخره بإطلاق النسخة الثانية من هذا الموسم الذي يعكس النجاح الكبير الذي تحقق في النسخة الأولى، وأشار إلى أن هذا الحدث يعد منصة وطنية بارزة لتعزيز الهوية الثقافية والتراثية لولاية جعلان بني بو حسن وتسليط الضوء على مقوماتها الطبيعية والسياحية المميزة.
وأكد سعادته أن اللجنة الرئيسية حرصت على تطوير فعاليات الموسم هذا العام لتكون أكثر تنوعًا وشمولية، بحيث تلبي اهتمامات مختلف الفئات العمرية، وتسلط الضوء على التراث العُماني بطرق مبتكرة. كما أشار إلى أن المهرجان لا يقتصر على الترفيه فحسب، بل يمثل أيضًا فرصة مهمة لدعم الاقتصاد المحلي، حيث تم تخصيص مساحات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة، مما يعزز دورهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف سعادته أن تنظيم هذا الحدث يعكس الجهود المشتركة بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المحلي، مؤكدًا أن هذه الشراكة هي أساس نجاح المهرجان. ودعا الجميع من مواطنين وزوار للاستمتاع بالفعاليات المميزة التي يقدمها موسم شتاء الطحايم، وللاستفادة من هذه التجربة التي تجمع بين عبق التراث وروح الحداثة.
وختم كلمته بالشكر لجميع الجهات الداعمة والمشاركة في تنظيم هذا الحدث، مؤكدًا أن النسخة الثانية ستواصل تعزيز مكانة محافظة جنوب الشرقية كوجهة سياحية وتنموية رائدة، بما يتماشى مع أهداف رؤية عمان 2040.
من جانبه، ألقى هلال بن حمد بن هلال البوسعيدي، المدير العام للشؤون الإدارية والمالية بمحافظة جنوب الشرقية كلمة حول القيمة المضافة التي تقدمها المواسم والمهرجانات للمحافظة، وأوضح أن هذه الفعاليات تُشكل منصة حيوية تسهم في تعزيز الحراك الاقتصادي والاجتماعي، حيث تسهم في تنشيط الحركة التجارية ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن توفير فرص حقيقية للأسر المنتجة لعرض وتسويق منتجاتها على نطاق أوسع.
وأكد البوسعيدي أنّ المواسم والمهرجانات تلعب دورًا محوريًا في إبراز مقومات المحافظة السياحية والثقافية، مما يعزز مكانتها كوجهة سياحية متميزة داخل سلطنة عُمان وخارجها، كما أشار إلى أن هذه الفعاليات تنسجم مع رؤية عمان 2040 التي تركز على تنويع مصادر الدخل، وتطوير القطاع السياحي ليكون ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد الوطني.
وختم كلمته بالتأكيد على أهمية تكامل الجهود بين الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المحلي لإنجاح هذه المواسم، وتحقيق أهدافها في تسليط الضوء على التراث العماني الأصيل، ودمج الحداثة والإبداع في تقديم تجربة سياحية وترفيهية متكاملة ومميزة للجميع.
شهد حفل الافتتاح فقرات استثنائية أبهرت الحضور من خلال عروض الأضواء والليزر والعروض النارية التي أضفت أجواء مبهرة وساحرة، مجسدةً تداخل الحداثة مع التراث في لوحة فنية فريدة تعكس الهوية المميزة لموسم شتاء الطحايم. كما شمل الحفل عرض فيلم وثائقي يوثق نجاحات النسخة الأولى، مسلطًا الضوء على الإنجازات التي حققها الموسم في دعم الاقتصاد المحلي، وتعزيز الحركة السياحية في المحافظة.
كما تخلّل الحفل فيلم ترويجي مميز يظهر رحلة الصقر الذي انطلق من قمة جبل قهوان، مستعرضًا معالم ولاية جعلان بني بو حسن، حيث حلّق فوق الواحات الغنّاء، والحارات العريقة، والشواطئ البكر، والرمال الذهبية الممتدة. حملت الرحلة رمزية الأصالة والقوة، وعكست جمال الطبيعة والتراث العُماني، إضافة إلى رسالة الموسم التي تمزج بين الترحيب والإبداع، وتدعو الزوار لاكتشاف سحر المكان وروحه الفريدة.
كما استمتع الحضور بالعروض التراثية المبهرة، أبرزها فن الزحة والعازي، اللذان عبّرا عن عراقة التراث العُماني وأصالته في تأكيد على أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي كجزء من الهوية الوطنية ونقله للأجيال القادمة.
يشار إلى أن هذا الموسم يتميز ببرنامج حافل ومتنوع يضم العديد من الفعاليات التي تناسب جميع الفئات العمرية. ويعد مسرح الرمال أحد أبرز المكونات التي تقدم عروضًا فنية وثقافية وتراثية، بالإضافة إلى أمسيات شعرية وفنية ومسابقات وعروض ترفيهية مبهرة. كما يتضمن الموسم بطولات رياضية وتراثية مثل سباقات الهجن (الناموس)، وعرضة الخيل، ومنافسات الزفين، بالإضافة إلى أنشطة تعليمية تسلط الضوء على التراث العُماني بطريقة معاصرة. ويوفر الموقع أيضًا منافذ مخصصة لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة من خلال سوق الطحايم، إلى جانب مطاعم ومقاهٍ تُضفي أجواء فريدة على تجربة الزوار.
وفي تصريح له عقب تدشين موسم شتاء الطحايم 2025، قال سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي محافظ جنوب الشرقية:
“يسرني أن أكون اليوم جزءً من تدشين النسخة الثانية من موسم شتاء الطحايم 2025، الذي يعكس روح التراث والثقافة التي تتميز بها محافظة جنوب الشرقية. إنّ نجاح النسخة الأولى كان دافعًا قويًا لتقديم نسخة جديدة أكثر تنوعًا وشمولية تلبي تطلعات جميع ضيوفه.
هذا الموسم يجسد التعاون المثمر بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمع المحلي، وهو خطوة نحو تحقيق رؤية عمان 2040 التي تركز على تعزيز قطاع السياحة وتنويع الاقتصاد. حرصنا على أن تكون النسخة الثانية أكثر شمولًا، حيث يقدم الموسم فعاليات تجمع بين الترفيه والتثقيف، مع التركيز على دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة، لتعزيز الاقتصاد المحلي وإبراز المنتجات العمانية”.
وتوجه سعادته بالشكر لكل من أسهم في إنجاح هذا الحدث، داعيًا الجميع للاستمتاع بالفعاليات المتنوعة التي ستستمر حتى منتصف فبراير 2025، متمنيًّا أن تكون تجربة مميزة تثري الزوار وتبرز جمال التراث الأصيل.
يذكر أن موسم شتاء الطحايم يقدّم تجربة استثنائية تجمع بين الأصالة والحداثة، وتسهم في تعزيز مكانة المحافظة كوجهة سياحية وتنموية متجددة، في الوقت الذي تفتح فيه آفاقًا جديدة لدعم المجتمع المحلي، وتعزيز الهوية الوطنية.
يتميز موقع موسم شتاء الطحايم 2025 بتصميم شامل يضم مجموعة متنوعة من المكونات التي تجمع بين الترفيه والثقافة والتراث، لتلبية تطلعات الزوار من جميع شرائح المجتمع. ويحتضن الموقع مسرح الرمال، الذي يُعد القلب النابض للفعاليات، والذي تُقام عليه العروض الفنية والثقافية المبهرة، مثل الأمسيات الشعرية، والعروض الموسيقية، والمسابقات الترفيهية، إلى جانب عروض الإضاءة والليزر والنار التي تضفي أجواءً ساحرة. كما يشتمل الموقع على منطقة الفعاليات التراثية التي تستعرض التراث العُماني من خلال الحرف التقليدية والفنون الشعبية مثل الرزحة والعازي، مما يتيح للزوار فرصة استكشاف عراقة الثقافة العُمانية.
بالإضافة إلى ذلك، يضم الموقع منافذ لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة، حيث تُعرض مجموعة واسعة من المنتجات العُمانية الأصيلة، مثل المشغولات اليدوية والمأكولات التقليدية، مما يعزز دور الموسم في دعم الاقتصاد المحلي. ولتوفير تجربة متكاملة، خُصِّصت منطقة ترفيهية للعائلات والأطفال تشمل ألعابًا ترفيهية وأنشطة تعليمية تناسب مختلف الأعمار. ويحتوي الموقع على مطاعم ومقاهٍ متنوعة تقدم أشهى الأطباق والمأكولات التي تلبي جميع الأذواق، إلى جانب تهيئته بكافة الخدمات والمرافق التي تجعل زيارة الموسم تجربة فريدة وممتعة لجميع الزوّار.