جوهور “ماليزيا” – يوسف بن أحمد البلوشي |
تواصلت اليوم فعاليات معرض ومنتدى سياحة رابطة دول الآسيان 2025، لليوم الثالث على التوالي والذي يقام في مدينة جوهور الماليزية حتى 20 يناير 2025.
وتبحث العديد من الشركات الآسيوية المشاركة في هذا الحدث السياحي عن عقد صفقات فيما بينها لتعزيز الشراكات في القطاع السياحي بين دول الرابطة.
وشارك اكثر من 1000 شخص من قادة القطاع السياحي وممثلي الشركات الاسيوية، بجانب مشاركة عدد من ممثلي وسائل الإعلام الآسيوية، ومن الدول الخليجية والعربية وايران وروسيا ومصر في فعاليات الحديث.

ومن المقرر أن يعقد غدا منتدى آسيان للسياحة (ATF) 2025، لمناقشة معالجة الاتجاهات والتحديات الرئيسية في الصناعة بجانب تعزيز العلاقات السياحية الإقليمية ، لوضع الآسيان كوجهة تنافسية عالميا.
وتسعى ماليزيا إلى جذب 35.6 مليون سائح وتوليد 147.1 مليار رينغيت ماليزي من عائدات السياحة. وخصصت الحكومة للوصول إلى هذه الأهداف الطموحة، مبلغا قياسيا قدره 550 مليون رينغيت ماليزي لتعزيز السياحة، بما في ذلك تمديد الوصول بدون تأشيرة للسياح الصينيين والهنود حتى نهاية عام 2026.
كما استهدفت السياحة في ماليزيا خلال عام 2024 قرابة 27.3 مليون زائر أجنبي و102.7 مليار رينغيت ماليزي من الإيرادات.

وعقد على هامش الحدث، الاجتماع الحادي والستين لكبار مسؤولي السياحة في الآسيان (اجتماع الآسيان NTOs)، بهدف مناقشة التقدم المحرز في تنفيذ البلدان الأعضاء في الآسيان خلال العام الماضي 2024، بما في ذلك مناقشة المبادئ التوجيهية لتعزيز السياحة في الآسيان بموجب الخطة الاستراتيجية للسياحة في الآسيان للعام 2016 – 2025 والتي تعد أداة مهمة للآسيان لاستخدامها في تطوير السياحة المستدامة.
وأكدت ناتريا ثاويونغ، الأمينة الدائمة لوزارة السياحة والرياضة، على اهمية تعزيز الروابط الإقليمية بين دول الرابطة، تمشيا مع نية دول الآسيان لرفع المنطقة إلى وجهة سياحية مشتركة أو “وجهة واحدة”.

جدير بالذكر ان تايلاند أعلنت عن حوافز سفر للسياح الأجانب، من خلال توسيع التأشيرة لتغطي 93 دولة وتوسيع نطاق إلغاء استخدام التصاريح الحدودية، إلى جانب إعداد مشاريع لتحفيز الطلب على السياحة داخل المنطقة الحدودية، مثل تنظيم أنشطة ذاتية القيادة على الحدود التايلاندية الماليزية وإعداد دليل لتعزيز السفر ذاتي القيادة من اجل تحفيز صناعة السياحة في منطقة الآسيان، بما في ذلك جذب السياح الأجانب للسفر في منطقة الآسيان
كما أبلغت الأمين الدائم ناتريا المجتمعون، بأن تايلاند قد أعلنت عام 2025 “عام السياحة والرياضة الكبرى المذهلة في تايلاند ” وأكدت على المبادئ التوجيهية التشغيلية التي ستحدث، بما في ذلك دعوة البلدان الأعضاء في رابطة أمم جنوب شرق آسيا للاحتفال بهذا العام من السياحة الذي سيكون جزءا مهما من زيادة عدد السياح في الآسيان.
ويناقش خبراء الصناعة واللاعبين في الصناعة عدد من القضايا، وخاصة موضوعات مثل الذكاء الاصطناعي والاستدامة والعلاقة المتطورة بين أصحاب الأعمال في المنطقة.

وأكد موسى يوسف، نائب المدير العام للسياحة في ماليزيا، على أهمية الاستدامة والتكنولوجيا في مستقبل سياحة الآسيان. وقال: “لم تعد الاستدامة خيارا، بل من الضروري تلبية توقعات المسافرين اليوم، الذين يدركون بشكل متزايد آثار أقدامهم البيئية والثقافية”.
يبدو أن إحدى المبادرات لتعزيز الاستدامة هي الترويج للمدن الأصغر والأحجار الكريمة الخفية والتجارب الأكثر أصالة. وقالت جوستين فاز، المديرة التنفيذية لمؤسسة الموئل، خلال جلستها تحت عنوان “رواد الاستدامة: الشركات الصغيرة والمتوسطة الماليزية التي تقود التغيير: “إن السياحة المنخفضة مشكلة في ماليزيا، وخاصة في المناطق النائمة والبلدات الصغيرة”. وأضافت: “هناك مناطق جذب سياحي مختبئة على مرأى من الجميع؛ وجهات سياحية جديدة ومواقع اليونسكو المحتملة التي سيتم اكتشافها”.

كما سلط المنتدى الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن السياحة المفرطة في وجهات معينة.
وأكد شير تشوا لاسالفي، المؤسس المشارك والمدير الإداري لشركة باتو باتو، وهو منتجع جزيرة خاص قبالة ساحل جوهور، “اللون الأخضر رائع”. يحافظ باتو باتو على التوازن البيئي للجزيرة من خلال رسم خريطة لتأثير الإشغال على النباتات والحيوانات، مما يسمح للمنتجع إما بالحد من أو السماح لمزيد من الناس في الجزيرة في أي وقت من الأوقات.

تتزامن هذه الممارسات مع مشاعر المدير العام للسياحة الماليزية، داتوك بي. مانوهاران، الذي حدد استراتيجيات لتحقيق التوازن بين نمو السياحة والحفاظ عليها. وأوضح: نريد ضمان بقاء تراثنا الطبيعي والثقافي من دون إزعاج مع تعزيز البنية الاساسية في المناطق ذات الإمكانات الكبيرة للسياحة المستدامة، وتشمل التدابير الحد من أعداد الزوار في المناطق الحساسة بيئيا وتعزيز الوجهات الأقل شهرة.