الرباط – وجهات|
كشف تقرير نشرته إذاعة فرنسا الدولية (RFI) عن تفوق المغرب على مصر في مجال السياحة، بفضل أرقام قياسية حققها القطاع السياحي المغربي خلال العام الجاري، مشيرا إلى أن المغرب استقطب حوالي 16 مليون سائح حتى الآن في 2024، مسجلا ارتفاعا بنسبة 20% مقارنة بنفس الفترة من عام 2023.
وتوقع التقرير، حسب صحيفة الصحيفة، أن يستمر هذا النمو في 2025، حيث تستعد المملكة لاستقبال 17.5 مليون زائر، وهو ما يعزز مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية في المنطقة، مضيفا أن مدينة مراكش، المعروفة بـ”المدينة الحمراء”، تعتبر الوجهة الأكثر جذبا للسياح بفضل ربطها المميز بشبكة من خطوط الطيران منخفضة التكلفة.
وأبرز التقرير أن القفزة السياحية المغربية لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة جهود حكومية مكثفة لترويج تنوع الوجهات السياحية في المملكة، إلى جانب تأثير عوامل جيوسياسية، مشيرا إلى أن الأوضاع الأمنية في بعض الدول المنافسة جعلت المغرب خياراً أكثر أمناً للسياح الأجانب.
وفي مقابلة أجرتها الإذاعة مع سائح فرنسي في مراكش، قال إنه كان يخطط لزيارة لبنان في البداية، لكنه فضل التوجه إلى المغرب بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة في الشرق الأوسط، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على لبنان وفلسطين.
وجاء في التقرير أن السياحة تساهم بشكل كبير في الاقتصاد المغربي، حيث تمثل 7% من الناتج المحلي الإجمالي، مشيرا إلى أن هذا القطاع حقق عائدات بلغت 9.2 مليار يورو حتى الآن في 2024، مع توقعات بتحقيق أرقام قياسية جديدة مع نهاية العام.
التقرير أشار أيضا إلى الروابط القوية بين المغرب وفرنسا، حيث توجد 34 رحلة جوية مباشرة تربط بين مراكش والمدن الفرنسية، وأن الفرنسيين يظلون أكبر شريحة من السياح الأجانب، لكن أعداد الزوار البريطانيين شهدت زيادة ملحوظة بنسبة 47% في 2024 مقارنة بالعام الماضي.
إلى جانب مراكش، تشهد مدن أخرى مثل أكادير وطنجة إقبالا سياحياً متزايدا، في حين تظل الدار البيضاء نقطة جذب رئيسية لرجال الأعمال، وفق التقرير الفرنسي الذي أكد على أن المغرب يطمح إلى تعزيز مكانته السياحية أكثر مع اقتراب تنظيم كأس أمم إفريقيا (CAN) في 2025، الذي من المتوقع أن يجذب حوالي 500 ألف زائر إضافي لمتابعة مباريات كرة القدم.
كما يعزز ترشيح المغرب المشترك لاستضافة كأس العالم 2030 من آفاق السياحة، حسب RFI إذ يُنتظر أن يجلب هذا الحدث العالمي اهتماما دوليا واسعا نحو البلاد، وهو ما يجعل المغرب يواصل مسيرته كوجهة سياحية عالمية تجمع بين التراث الثقافي والتطور العصري، مع آمال بتحقيق المزيد من النجاحات في السنوات القادمة.