مسقط – العُمانية|
اختتمت اليوم أعمال “أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي 2024 “، بالإعلان عن بيان مسقط لأمن الطيران والأمن الإلكتروني في مجال الطيران الذي يعد خارطة طريق لأمن الطيران في المستقبل.
وحث الإعلان على تعزيز الجهود الرامية إلى التصدي للتهديدات الجديدة القائمة ضد الطيران المدني الدولي بما في ذلك التهديدات من الداخل والهجمات الإلكترونية، ودعوة الدول إلى التصديق على كل من ” اتفاقية قمع الأفعال غير المشروعة المتعلقة بالطيران المدني الدولي” و “البروتوكول المكمل لاتفاقية قمع الاستيلاء غير المشروع على الطائرات ” (بيجن لعام 2010) والتصديق عليها كوسيلة لردع الهجمات الإلكترونية ضد الطيران المدني والتصدي لها.
وأكد الإعلان على إعطاء أمن الطيران والأمن الإلكتروني نفس الأهمية الحاسمة والأولوية العالية والدعم المقدم للجوانب الأخرى في الطيران المدني، وضمان التنسيق الفعال بين سلامة وأمن الطيران والأمن الإلكتروني للاستفادة من المعرفة المشتركة وتعزيز الجهود.
وأكد المشاركون على أن الطيران يربط العالم ويجمع الناس والبلدان معًا، ويجعل التنمية الاجتماعية والاقتصادية ممكنة من خلال السفر والتجارة والسياحة وهو ما يستوجب حمايته على نحو فعال، وسلم المجتمعون بأهمية اتباع نهج مشترك يشمل الأمم المتحدة للاعتراف بقطاع الطيران بوصفه من البنى الأساسية الحيوية التي يعتمد عليها الأمن والازدهار والتنمية على الصعيد الوطني، فضلًا عن الاقتصاد العالمي.
وأقر المشاركون بأن أمن الطيران والأمن الإلكتروني يكتسبان أهمية كبيرة بالنسبة للتنمية المستدامة للنقل الجوي حيث يتعين إيلاؤهما الأولوية وتوفير الموارد اللازمة لها ، وشدد المشاركون على ضرورة المحافظة على اليقظة تجنبًا لوقوع حوادث خطيرة في أمن الطيران أو الأمن الإلكتروني.
وقد استضافت سلطنة عُمان ممثلةً بهيئة الطيران المدني اليوم الاجتماع الوزاري رفيع المستوى لأمن الطيران المدني الذي تنظمه منظمة الطيران المدني الدولي بالتزامن مع أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي 2024 بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض.
هدف الاجتماع الذي شارك فيه 800 من الوزراء والمسؤولين الحكوميين، ورؤساء هيئات الطيران المدني، والمنظمات الدولية والإقليمية، وخبراء ومختصين في شركات الطيران، والمطارات، والشركات المتخصصة في الأمن إلى إقرار “بيان مسقط” بشأن أمن الطيران والأمن الإلكتروني في مجال الطيران، الذي يركز على أبرز القضايا الأمنية في الطيران، مثل الأمن الإلكتروني وحماية البنية الأساسية الحيوية للطيران، حيث يعد هذا الإعلان خطوةً مهمة في تحديد أولويات أمن الطيران على المستوى العالمي، استعدادًا للدورة الثانية والأربعين للجمعية العمومية للإيكاو المقررة في سبتمبر من العام المقبل.
وركز الاجتماع على عددٍ من الموضوعات المهمة، منها، (أمن الطيران في ظل الأزمات العالمية) حيث تم مناقشة تأثير الأزمات مثل جائحة كورونا على إجراءات الأمن في المطارات وكيفية تكامل التدابير الصحية مع الإجراءات الأمنية، و(الأمن السيبراني) لحماية الأنظمة التقنية للطيران من الهجمات الإلكترونية ووضع معايير دولية للتصدي لهذه التهديدات، إضافةً إلى (الابتكار في تقنيات الأمن) حيث تم التركيز على دور الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة أنظمة الأمن في المطارات والطائرات.
وأوضح معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ورئيس مجلس إدارة هيئة الطيران المدني أن حكومة سلطنة عُمان تولي اهتمامًا كبيرًا بقطاع الطيران المدني ضمن رؤية عمان 2040 لتطوير قطاع النقل واللوجستيات وجعله من مصادر الدخل القومي، مشيرًا إلى النسبة التي حققتها سلطنة عُمان في مؤشر الامتثال لمتطلبات السلامة الجوية لمنظمة الإيكاو، بلغت 96 بالمائة وحلت المركز الخامس عالميًّا في هذا المجال بعد أن كانت في المركز 134 قبل ثلاث سنوات.
من جانبه أوضح سعادة المهندس نايف بن علي العبري رئيس هيئة الطيران المدني أن إعلان بيان مسقط لأمن الطيران سيُقرّ من قبل الجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي القادمة الثانية والأربعين التي ستقام في سبتمبر من العام المقبل.
وبين سعادته أن مجريات إعلان بيان مسقط لأمن الطيران جاء بعد مناقشات حوارية وجلسة وزارية رفيعة المستوى تخللها العديد من النقاشات في أولويات المنطقة والتحديات التي يواجهها قطاع الطيران في مجال الأمن ، موضحًا أن الاجتماع الوزاري رفيع المستوى، الذي عقد اليوم، شارك به أكثر من 40 وزيرًا ورئيس سلطة وممثلًا من 77 دولة.
وأكد سعادته أن الإعلان سيشكل نقطة انطلاقة جديدة لقطاع الطيران المدني الدولي ، منوهًا أن إعلان بيان مسقط رسخ مكانة سلطنة عُمان في هذا المجال ومكانتها الرائدة في كل المجالات خاصة في مجال أمن الطيران لما ترفده من كفاءات بشرية وممكنات بجميع الأصعدة.
من جهته أكد معالي سالفاتوري شاكيكيتانو رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) بأن هذا الحدث جمع العديد من الخبراء والمسؤولين وبعثات الدول المشاركة مما أتاح الفرصة لجميع المشاركين لمناقشة التحديات المرتبطة بمجال الأمن في الطيران المدني.
وقال معاليه أن هذا القطاع الحيوي يشهد تطورات متسارعة في مختلف المناطق، وخصوصًا في الشرق الأوسط، موضحًا أن من بين أهم التحديات التي يتم مناقشتها في هذا الحدث هي المخاطر السيبرانية التي تهدد قطاع الطيران المدني.
وأكد رئيس مجلس إدارة منظمة الطيران المدني الدولي على ضرورة مواصلة الابتكار والتطور لمواجهة التهديدات القائمة والناشئة، والالتزام بتعزيز أمن الطيران والأمن السيبراني، والتعاون العالمي في حماية البنية الأساسية الحيوية.
ومن جانبه، أكد معالي خوان كارلوس سالازار، الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي، أن هذه الفعالية وما تضمنته من إعلان بيان مسقط يُعدان نقطة تحول مهمة في مسيرة أمن الطيران، حيث أكدت الدول الأعضاء في المنظمة التزامها القوي والمستمر بضمان أمن وسلامة الطيران المدني على مستوى العالم، مضيفًا أن التعاون الدولي يعد ركيزة أساسية في مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة، مشددًا على أهمية الاستمرار في تعزيز أمن الطيران واستدامته في السنوات القادمة
الجدير بالذكر أن الاجتماع الوزاري شكّل منصة استراتيجية مهمة لمناقشة التحديات والفرص التي يواجهها قطاع الطيران المدني عالميًا، كما ركز على إنجازات سلطنة عُمان في مجال أمن الطيران، خاصةً في مجال التدريب والتأهيل، بفضل الخبرات العمانية المعتمدة من الإيكاو.