مدريد – وكالات|
استطاع علماء آثار حل لغز قرية إسبانية، بعدما هجرها أهلها قبل 750 عاماً لأسباب غامضة، حيث كانت طيلة السنوات الماضية محاطة بالكثير من الأساطير والروايات المخيفة حول سكانها.
اكتشف باحثون من جامعة غرناطة (في الأندلس الإسباني)، بالتعاون مع فريق من قسم الآثار بجامعة “دورهام” البريطانية وخبراء الزلازل أن زلزالاً مدمّراً ضرب القربة منتصف القرن الـ13، ما دفع من تبقى من أهلها إلى الرحيل عنها.
وأفادت صحيفة “ميرور” البريطانية أنّ الباحثين حللوا سر قربة “إل كاستيليخو” القريبة من غرناطة، من خلال فحص بقايا الجدران والسيراميك المتشققة. وبعد دراسات استمرت 7 أشهر، أكدوا أن زلزالاً دمّر القرية.
وجاءت هذه النتائج لتحسم الحيرة التي عاشها خبراء حفريات سابقون، حول الأسباب الحقيقية وراء تدمير القرية وهجرة أهلها.
إضافة إلى الزلزال، أرجع الباحثون اختفاء القرية إلى اندلاع حرائق هائلة، بسبب سقوط الشموع والمواقد في المنازل، وهو ما أثبتته بقايا العوارض الخشبية المحترقة والنباتات المتفحمة، ما يوضح أن القرية كانت مأهولة وقت الزلزال.
توقع الخبراء أن تاريخ الزلزال يعود بين عامي 1224 و1266 ميلادية، ما يجعله أول زلزال مسجل في المنطقة.
وردّاً على سؤال للصحيفة، اعتبر عالم آثار العصور الوسطى بجامعة “دورهام” البروفيسور كريستوفر جيرارد أنّ حل لغز القرية الإسبانية المفقودة يساعد علماء الفوالق الطبقات الجيولوجية على فهم الزلازل المستقبلية في المنطقة، وتوقع حدوثها.
ولفت إلى أن النتائج التي توصلوا إليها مهمة لملء لسد إحدى الفجوات المفقودة من أسرار التاريخ، والتذكير بأن مثل هذه المنطقة المهمة بتراثها الثقافي يمكن أن تكون عرضة للزلازل.
تشير مدوّنات كتب الرحالة إلى أن “إل كاستيليخو” كانت مأهولة بشكل رئيسي في العصر الإسلامي بين في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، حيث تم العثور على بقايا أسوار إسلامية دفاعية ذات أبراج متينة.
ويتميّز الطرف الغربي للقرية المهجورة ببرج مستطيل شاهق الارتفاع، فيما الجانب الجنوبي فيه بقايا برج حجري، وفي وسطها بئر ماء على الطراز الروماني لكنه جاف.
أما باقي الأبنية فهي عبارة عن جدران طينية من أصل عربي في العصور الوسطى، وبعض الهياكل الحجرية والطينية اللاحقة.