المُتحف الوطني يدشِّن مخطوط “أنيس الحُجاج” المُعار من متحف شاتراباتي شيفاجي مهراج فاستو 

مسقط – العُمانية|

 دشَّن المتحف الوطني اليوم مخطوط “أنيس الحُجاج” المُعار من متحف شاتراباتي شيفاجي مهراج فاستو في مومباي بالجمهورية الهندية، ويُعد دليلًا مصوّرًا عن الحج ومناسكه، للكاتب صافي ابن والي القزويني بعد رحلة حجّه عام (1676م)، ويستمر عرضه للزوار أربعة أشهر في قسم العلاقات العُمانية – الهندية في قاعة عُمان والعالم بالمتحف.

ويضم مخطوط “أنيس الحُجاج” (28) رسمًا منمنمًا توضيحيًّا لعدد من الموانئ في سلطنة الهند المغولية، ورسومات تفصيلية لمشاهد الحج، حيث وثّق المؤلف هذه الرحلة توثيقًا كاملًا بدءا من انطلاق موكب الحجاج الهنود من ميناء “سرت” مرورا ببحر عُمان، ورسوا في موانئ مُخا وجدة، وصولا إلى مكة المكرمة.

واستعان مؤلف مخطوط “أنيس الحُجاج” بوضع عدد من الرسومات التي توضِّح مناسك الحج التي يؤديها الحاج بدءًا من الإحرام من الميقات، ثم طواف القدوم، والسعي، ومناسك يوم التروية، والوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة، ورمي العقبة، والهدي والتحلل، وطواف الإفاضة، ورمي الجمرات في أيام التشريق، انتهاء بطواف الوداع وإتمام الحج، ورسومات أخرى توثق مشاهد للحجاج في هذه المناسك ومخيماتهم، وبعض البقاع المقدسة في مكة المكرمة، ومخططا لصحن الحرم المكي الشريف.

وبهذه المناسبة، قال سعادةُ جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني: إن تدشين مخطوط “أنيس الحُجاج” يعزز الوعي بتاريخ عُمان وموقعها الاستراتيجي بصفته مركز تواصل ثقافيا وتجاريا عبر العصور، حيث يركز المخطوط على فترة سلطنة الهند المغولية، ويضم (28) رسما منمنما أبرزها التي تجسد أسطول الحُجاج في بحر العرب قبالة سواحل عُمان، وهي توثق أنماط المراكب الخشبية آنذاك، ولباس المسافرين وهيئاتهم وغيرها من التفاصيل.

من جانبه، قال سعادةُ أميت نارنغ، سفير جمهورية الهند المُعتمد لدى سلطنة عُمان إن وصول مخطوط أنيس الحجاج للمتحف الوطني شهادة على التعاون بين المتاحف والمؤسسات الفنية والتراثية في سلطنة عُمان والهند ويمثِّل عرض المخطوط علامة جديدة في التعاون الثقافي بين البلدين.

كما قال الدكتور بودا راشمي ماني، مدير عام المتحف الوطني بنيودلهي: أرى مستقبلًا واعدا للتعاون بين المتاحف والفنون بين البلدين بصفته ذكرى للماضي وجسرًا للمستقبل، ويعود مخطوط “أنيس الحُجاج” إلى العصور الوسطى والفترة المغولية في الهند، ويركز على جوانب متعددة منها: عظمة الأماكن المقدسة وتجهيزات الحج، وإرشادات تتعلق بمسارات البحر التي تربط الهند بالخليج العربي، ومواصفات السفن البحرية، وبعض الموضوعات الأخرى كالصدقة ورعاية الحجاج، وبعض النصائح لهم، كما يُعد المخطوط المصور شاهدًا جميلًا على عمق الروابط والتواصل بين الهند وسلطنة عُمان؛ فهو تحفة فنية من عصور سابقة ويحثنا على مواصلة صداقتنا وعلاقاتنا في المستقبل.

تجدر الإشارة إلى أن متحف “شاتراباتي شيفاجي مهراج فاستو سانغرهالايا” والمعروف سابقًا بمتحف “أمير ويلز”، يعد أحد أبرز متاحف الفن والتاريخ في جمهورية الهند، أُسِّس في عام (1909م)، ويقع في الجزء الجنوبي من مومباي على “الموقع الهلالي” ويعد مبنى المتحف مثالًا رائعاً على النمط “الهندو-سراسيني” للعمارة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*