مسقط – العُمانية|
أقيمت يوم الاحد جلسة حوارية حول التوثيق التاريخي للمدن والحواضر العُمانية، نظمتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 28.
استعرضت الجلسة الحوارية أهمية التوثيق التاريخي لهذه المدن والحواضر وارتباطه بالهوية الثقافية والإمكانات التي يمتلكها الباحث في مجال التوثيق التاريخي، وكيفية الاستفادة من أدوات الحفظ والنشر والتوثيق الإلكتروني، إضافة إلى استعراض تجربة المؤلف بدر بن سيف الراجحي في تأليف مجلده “تاريخ نيابة الحوقين”.
وقال بدر بن سيف الراجحي باحث في التاريخ العُماني: إن الباحث التاريخي يتعامل في بحثه مع العديد من المصادر لذلك فهو أمام مسؤولية علمية كبيرة ولابد أن يتعامل في بحثه بالأمانة والدقة في التحرير ما يجعل العمل ناجحًا لدى القراء بشكل عام، مشيرًا إلى أنّ أقدم كتابة صخرية في نيابة الحوقين تعود إلى سنة 880 هـ أي القرن التاسع الهجري.
وأضاف: إن الوثيقة الواحدة من تلك التي جمعها في مجلد “تاريخ نيابة الحوقين” تعكس أنماط الحياة التي كان يعيشها الإنسان في تلك الفترة سواء الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتجارية فهي مصدر مهم للباحث ولا يمكن الاستغناء عنه.
وأكد على أن هذا المجلد هو أنموذج لتاريخ المدن والحواضر العُمانية، اعتمد فيه على العديد من المصادر التاريخية، حيث وجد أقدم أثر لنيابة الحوقين في جوابات الشيخ صالح بن وضاح في القرن التاسع الهجري، وأنه اعتمد في مصادره لجمع المعلومات على خزائن عامة وخاصة وما لدى الأهالي من وثائق، ثم فهرستها، ومنها أقدم وثيقة وتعود إلى 1150 سنة، كما أشار في حديثه إلى اعتماده على التاريخ الشفهي أو المروي وأهميته في الحصول على المعلومات كون هذا الأمر يجمع الباحث بأشخاص قدامى عاصروا فترات زمنية بعيدة.
وأوضح أن على الباحث وضع نفسه موضع الكاتب والقارئ حين يكتب التاريخ، وللتجديد في أسلوب الكتابة عن التاريخ بشكل عام والتاريخ العُماني بشكل خاص مثل كيفية صياغة المعلومات والأساليب التقنية التي يمكن من خلالها تقديم المعلومة بشكل مرئي واستغلال الذكاء الاصطناعي والجانب التقني بشكل عام.