جريدة وجهات أول جريدة عمانية مختصه بالسفر و السياحة
يكتبه: د. رجب العويسي|
هناك حيث الشموخ والأصالة، والحصن والشهامة، يسكن متحف عُمان عبر الزمان، في سيمفونية تاريخ مشرقة، وحاضر ينسجم في إبهاره مع الماضي والمستقبل، لتشكل جميعها الهاما في عمق التأريخ الماجد، وابتكار يصنع من الخيال حقيقة اثلة، بما سطّره هذا المتحف بكل تفاصيله من ملحمة وطنية، عكست تاريخ عُمان الأصالة والسلام، والتنمية والتطوير، والقوة والنهضة، والازدهار والاستقرار، وأبرز في تفاصيله الدقيقة أبجديات الشغف والطموح، وروح البناء والإصرار، والعزيمة والإرادة التي انصهرت في المكون البشري العماني فأنتجت ما رأته العين من إنجازات خالدة، وأصّلته صفحاته من عناوين ماجدة وشواهد ثابتة.
جاء متحف عُمان عبر الزمن بفكر متجدد، وحس وطني متفرد، وتفكير كوني طموح، جمع الاصالة بالمعاصرة، والتأريخ بالأحداث، والقصص بالمواقف، وسطّر في محتواه نموذج حضاري ومشهد بات يقف إجلالا أمام هيبة سلاطين عُمان العظماء ؛ ووفاء وعرفانا لباني عُمان ومؤسسها نهضتها، السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه ، وهو يضع حجر أساس هذا المتحف بيده الكريمتين، مستشرفا ما يحمله من أجل مستقبل عُمان وأجيالها، ليظل متجددا بتجدد الحياة، ومرنا يتناغم مع مستحدثات التقنية ومستجدات التطور العالمي في التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي والبيئات المتحفية الذكية .
إنّ متحف عُمان عبر الزمان والبعد الاستراتيجي الذي صنعه شكلا وتنظيما ومضمونا ومحتوى، محطات استنطقت إرادة التغيير وعبرت عن المكانة الدولية والإنسانية لسلطان عُمان الراحل، ومكانة سلطنة عُمان، التي كرس حياته من أجلها، ليقدم هذا الإرث الخالد في إطار عصري، لتعزيز اقتصاد المتاحف والثقافة والعادات والأمن والسياسة والسلام والتنمية.
محطات إبهار متنوعة، ومنصات أمل وتأمل في عمق التاريخ والحياة العمانية بكل تفاصيلها الدقيقة، صنع متحف عُمان عبر الزمان من طريقه عرضها في غرف المتحف التاريخية، والانتقال بها عبر فصوله وصفحاته ورواياته وقصصه المتجددة، ونماذج التراث ومواقعه، حدثا مهيبا، وخيالا مبهرا، وعملا مبتكرا، مدد يصنع القوة ويبني الأمل ويؤسس لفلسفة التغيير الممنهح، لتظل عُمان کیانا حضاريا فاعلا، ومؤثرا في نماء المنطقة وازدهارها، واستتباب الأمن والسلام فيها، وهي اليوم تقرأ في مكونات هذا المتحف الواعد، محطة متجددة للتطوير الاقتصادي والاستثمار السياحي، وتنشيط اقتصاد المتاحف في اهتمامات وشغف السياحة الوافدة والمواطنة وطلبة مؤسسات التعليم.
