ندوة علمية عن الفنون الموسيقية الشعبية في البلاد العربية ومخاطر اندثارها

مسقط – العُمانية|

 أقيمت الثلاثاء الماضي الندوة العلمية بعنوان “الفنون الموسيقية الشعبية في البلاد العربية ومخاطر اندثارها” ضمن فعاليات المؤتمر العام للمجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية في دورته الـ27 والذي تستضيفه سلطنة عُمان ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب بمحافظة مسقط، وتستمر يومين.

وبدأت الندوة في يومها الأول بالجلسة الأولى، وأدارها الدكتور كفاح فاخوري أمين المجمع العربي للموسيقى وجاءت بعنوان “ماهية الفنون الموسيقية الشعبية وعناصرها ومفاهيمها”.

وقدّم الدكتور نبيل الدراس من الأردن خلال الجلسة ورقة عمل بعنوان “الأداء في الموسيقى الشعبية بين التقاليد والتجديد”، وأشار فيها إلى أن التقاليد والتجديد في فن الموسيقى هما قطبان يتطور بينهما فضاء الثقافة.

ووضّح أن التقاليد إذا كانت هي ذاكرة الثقافة وحضور الماضي في الحاضر الذي يتجلى في الاستمرارية؛ فإن التجديد يعتمد على التقاليد، ويتطلب موقفًا دقيقًا تجاه التراث الفني.

وتناول محمد أحمد جمال من البحرين عبر ورقة عمله بعنوان “ماهية الفنون الموسيقية الشعبية: فن الفجري نموذجًا”، بداية الاهتمام بالفنون الشعبية، وفن الفجري وموقعه من الفنون الشعبية، وأقسام الفجري، وخصائصه الموسيقية.

أما الدكتور نهيل سلوم من سوريا فقدم ورقة بعنوان “التراث الموسيقي الشعبي في سوريا ما بين التقليد والتجديد”، مشيرًا خلالها إلى أن سوريا تتميز بثراء موروثها الشعبي ويظهر هذا جليّاً في مختلف الحياة الشعبية.

وقال: إن سوريا ما زالت متمسكة بالتقاليد الموسيقية التراثية الشعبية والتقليدية، ولكن مع موجة العولمة والحداثة البعيدة عن الأصالة بات التراث الموسيقي اليوم يتعرض إلى حالة من الضياع والتأرجح ما بين الموسيقى العربية الأصيلة والعديد من الموسيقات الدارجة “الخفيفة”.

وأضاف أن ذلك يتجلّى من خلال اندفاع البعض إلى اتباع الموجة العالمية في تبنّي الأساليب الغربية من جهة، واعتماد الرخيص من الأداء والتأليف والتلحين والتوزيع من جهةٍ أُخرى، بينما لجأ البعض الآخر إلى إعادة إحياء التراث بأشكال جديدة محافظًا بذلك على أصالة هذه الموسيقى.

وقدّم الدكتور نبيل بن عبدالعزيز من المغرب ورقة بعنوان “الفنون الموسيقية الشعبية المغربية بين غنى التنوع ومخاطر الانحراف والاندثار”، وأوضح أن تشكّل “الفنون الموسيقية الشعبية” في المغرب نتاجٌ عن تلاقح أنماط متعددة من الممارسات الموسيقية والغنائية التي أفرزتها التقاليد المحلية المتوارثة، ومن جهة أخرى ثمرة ما أفضى إليه انصهار هذه الأنماط مع ما حملته موجات الهجرات التي توالت على أرض المغرب منذ أن استقر به الأمازيغيون.

وبيّن أن الموسيقى الشعبية، من أجل ضمان بقائها وحفظها، اعتمدت على وسائل بديهية تقوم على الحفظ والتداول الشفاهي جيلًا بعد جيل، بعيدًا عن وسائل التدوين والكتابة، ولذلك ظلّت تطبعها العفوية وقابلية الارتجال، وتغذيها عبر الأجيال والعصور إنتاجات وإبداعات تستمد أصولها من المعطيات الفنية المتوارثة.

وأكد أن الموسيقى الشعبية المغربية مثل غيرها من الفنون الشعبية الأخرى تجمع بين ظاهرتين هما التقليد والمحاكاة من جهة، والحركية والارتجال من جهة أخرى.

واقيمت امس الجلسة الثانية بعنوان “الأبعاد الوظيفية للفنون الموسيقية الشعبية العربية”، وتناولت عدة موضوعات، منها: الأبعاد الوظيفية للفنون الموسيقية الشعبية العربية ومخاطر اندثارها، والفنون الشعبية الغنائية النسائية في مملكة البحرين، والفنون الموسيقية الشعبية بالمغرب بين قيمتها التراثية وواقعها الراهن، والبُعد التربوي التعليمي للرصيد الموسيقي الشعبي.

أما الجلسة الثالثة فكانت بعنوان “المحافظة على الموسيقى الشعبية العربية وتثمينها (1)” وتطرق فيها الباحثون إلى المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية في العراق ودورها في ترسيخ التراث الموسيقي الشعبي العربي، والتراث الموسيقي الجزائري وحمايته من خلال البحث والممارسة الموسيقية العربية الأندلسية والموسيقى الشعبية اليمنية.

واختتمت الندوة بالجلسة الرابعة تحت عنوان “المحافظة على الموسيقى الشعبية العربية وتثمينها (2)”، وناقش فيها الباحثون دور الرصيد الموسيقي الشعبي في ثراء الأغنية التونسية خلال الثلث الثاني من القرن العشرين، ونحو موسيقى عربيّة جديدة تغرف من الموسيقات الشعبيّة العربيّة، ورؤى مقترحة وتجارب واعدة لترسيخ التراث الموسيقي الشعبي لدى الأطفال والشباب في المجتمعات العربية، والمحافظة على الموسيقى الشعبية العربية وتثمينها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*