الجزائر – العُمانية|
يُحاول المصوّر الفوتوغرافي حسين عماري الترويج للتراث الماديّ الجزائريّ من خلال كاميرا التصوير، مع أنّه لم يتعلّم فن التصوير في معهد متخصّص، إلا أنّه توجّه إلى هذا المجال عن طريق الهواية والموهبة والميولات التي وجدها في نفسه.
ويقول هذا المصوّر المولود سنة 1969 بمنطقة آريس بولاية باتنة في شرق الجزائر في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إنّ فنّ التصوير ككلّ الفنون الأخرى، هو موهبة وهدية ربّانية، لا يتوجّه إليها الإنسان اختيارًا، لكنّه يولدُ فنّانًا أو لا يكون كذلك.
ومع اعترافه أنّ الموهبة تُعدُّ الدعامة الأساسية في فن التصوير، إلا أنّ حسين عماري يرى أنّ التكوين من العوامل الضرورية التي تساعد المصوّر على إنضاج موهبته ووضعها في الطريق الصحيح.
ويضيفُ أنّ عدسته تصطاد كلّ ما تراه عيناه؛ ففنُّ التصوير -بحسب رأيه – لا ينحصرُ في اختصاص أو مجال معيّن، غير أنّه يُفضّلُ أن تكون عدستُه في خدمة مواضيع التراث، والطبيعة، والبورتريه، أكثر من غيرها من المواضيع الأخرى.
ويرى هذا المصوّرُ أنّ التكنولوجيات الحديثة لم تقتل فنّ التصوير، بل طوّرته، فيقول: “السلاحُ حين يكون فى يد صيّاد ماهر يكون الصيدُ مُتعة وغنيمة سهلة، والتكنولوجيا جيّدة لكلّ الفنون، لكنّها لن تفيد من لا يتحكّم فيها ويفتقد ملكة وموهبة الفن، حتى ولو امتلك أحدث آلات التصوير”.
وفي هذا الشأن، يُشير إلى أنّ التكنولوجيات الحديثة تُسهّل عمل الفنان الفوتوغرافي، وتُعطيه حرية أكبر للتحكُّم فى أبجديات عمله، لكنّ هذا لا يعني أنّ المصوّرين القدامى لم يُقدّموا فنًّا جميلًا رغم ضعف الإمكانات في زمنهم.
ويُشيرُ حسين عماري إلى أنّ الصورة في الأساس هي ترجمة لإحساس الفنان، لذلك يجب أن يكون المصوّرُ صادقًا ومُلمًّا بكلّ تقنيات التصوير، وإلاّ فإنّه يُصبح مجرّد مصوّر هاوٍ يلتقطُ صورًا للذكرى.
ويعتبر هذا المصوّرُ أنّ التراث يُمثّل عالمًا وهو يحاول أن يستنطقه وينقل رسائله بطريقته الخاصّة، وأنّ التراث المادي الجزائري يأخذ جزءًا كبيرًا من وقته، كما يسترعي انتباهه التراث المعنوي الذي يشعرُ أنّه دفعه إلى حبّ فنّ التصوير وعشقه.
ويقول حسين عماري: “أنا من منطقة الأواس، والتراث الشاوي وحده كثيرٌ ومُتنوّعٌ وغنيٌّ، وأنا منذ سنوات عديدة أسافر في ربوعه، ولم أستطع الإلمام بكلّ تفاصيله، إنّه فعلا كنزٌ بأتمّ معنى الكلمة”.
ويعترفُ حسين عماري الذي يشتغل في الأعمال الحرّة، بأنّه يقفُ مشدوهًا أمام ما قام بها أجدادنا بعبقريتهم، وذلك ما يتجلّى في معالم معروفة ومشهورة كمنطقة تيمقاد، وغوفي، والقنطرة، وغيرها، وهناك مناطق أخرى تبقى مجهولة، رغم أنّها لا تقلُّ أهميّة، كقلاع بالول، وايقلفن بمنطقة جبل الأزرق، بما تُمثّلُه من عمارات من 8 طوابق تقفُ شاهدة على قرون بعيدة سجّلتها عبقرية الإنسان الشاوي الذي أبدع في تشييدها.