فريق آثار بريطاني بحريني يواصل الكشف عن دلائل الوجود المسيحي في البحرين

المنامة – وجهات|
 
أكد الدكتور سلمان المحاري مدير إدارة الآثار والمتاحف في هيئة البحرين للثقافة والآثار، أن أول دليل مادي للوجود المسيحي في البحرين كان عبارة عن كِسرة فخارية مزججة لا يتعدى طولها 10 سم عليها رسمُ للصليب.
وقال في حوار خاص مع صحيفة «الأيام» البحرينية، إنه كان هناك افتقار الى الأدلة الأثرية للوجود المسيحي في سماهيج أو أي مكان آخر في البحرين، إلا أن التنقيبات الأثرية في التلة داخل مقبرة قرية سماهيج في نوفمبر 2019 غيرت هذه الحقيقة، مشيرا إلى أنه تبين من خلال التنقيب وجود مبنى مسيحي يتكون من سبع غرف حتى الآن؛ بما في ذلك غرفة واحدة طويلة، ربما كانت قاعة طعام، مع وجود علامات في الجص ربما تركتها تركيبات خشبية، وغرفة أصغر ربما كانت تستخدم للأنشطة الحرفية، عثر فيها على ثلاث لفات مغزل جميلة مصنوعة من الزجاج والمرمر والعاج، بالقرب من ثلاث إبر برونزية، كما عثر على لُقية أثرية مميزة عبارة عن صدفة محار التي تم تشكيلها وتزيينها برسم وجه بشري باستخدام القار. قد تكون الغرفة الداخلية عبارة عن أماكن معيشة، كما تم اكتشاف غرفة تستخدم كمطبخ، عثر فيها على بقايا عظام زودتنا بقائمة الطعام والنظام الغذائي لذلك المجتمع المسيحي.وأشار إلى أن المبنى المسيحي كان مستخدمًا ومأهولاً منذ القرن 6 الميلادي ولغاية القرن 8 الميلادي. وهذا يعني أن المبنى ظل مستخدما حتى بعد دخول أهل البحرين الاسلام؛ وهي دلالة واضحة على سمة التسامح والتعايش لدى أهل هذه الارض منذ القِدم.
ويعتقد الفريق بأن هناك امتدادا اكبر للمبنى ولمبان أخرى تعود للمجتمع المسيحي سواء في سماهيج أوالدير أوقلالي ومناطق أخرى من البحرين لم تكشف عنها التنقيبات الاثرية.
وقال:«من المؤمل أن يُعود الفريق البريطاني البحريني أعماله مجددًا ليستمر في الكشف عن المزيد من الدلائل الأثرية للوجود المسيحي في مملكة البحرين».
وقال: بدأت قصة الاكتشاف الاول للآثار المسيحية في البحرين في عام 2016 عند استلام إدارة الآثار والمتاحف خطابات ومراسلات من قبل أهالي سماهيج بطلب تنقيب تل أثري في وسط مقبرة قرية سماهيج، حيث توجد به بقايا مسجد قديم يعرف باسم مسجد الشيخ مالك؛ وذلك بهدف بحث امكانية ترميمه او اعادة بنائه. وبناء عليه، قامت ادارة الاثار والمتاحف بهيئة البحرين للثقافة والاثار وبالتعاون مع الاهالي بتنقيب التل، حيث أدت نتائج التنقيب إلى استيضاح معالم وجدران المسجد الذي تبيّن أنه يتكون من غرفتين، غرفة الصلاة «عادة مسقوفة» والفناء المكشوف. وعُثر على جدار أسفل جدار القبلة يعود لبناء آخر أقدم من المسجد ويوجد به انحراف عن اتجاه القبلة، وكان هذا الاكتشاف مثيرًا للاهتمام. ونتيجة لبعض الظروف الطارئة توقف العمل في الموقع بعد أن استمر لما يقارب الشهرين، إلى أن زار الموقع البروفيسور تيموثي انسول رئيس الفريق البريطاني لدراسة الآثار الإسلامية في البحرين عام 2019، وأبدى اهتمامه الشديد بتنقيب ودراسة الموقع نظرًا لما كان يراه من قيمة أثرية مهمة محتملة في هذا الموقع.
بدأ العمل الميداني في الموقع شهر نوفمبر 2019 بواسطة فريق بريطاني بحريني بقيادة البروفيسور تيموثي إينسول والدكتورة راتشيل ماكلين من جامعة إكستر والدكتور سلمان المحاري من هيئة البحرين للثقافة والآثار. اتضح من خلال التنقيب بشكل واضح وجود بقايا مبنيين، المتأخر عبارة عن مسجد يعود بحسب رواية الاهالي إلى القرن 17 الميلادي. والمبنى المبكر عبارة عن مبنى كبير تبلغ أطواله 17م × 10م، وارتفاع بقايا جدرانه تصل إلى 110 سم، والذي ربما كان جزءًا من دير أو منزل كبير أو كنيسة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*