مسقط – وجهات|
احتفلت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية أمس، بالنادي الدبلوماسي بيوم الوثيقة العربية الذي يصادف 17 أكتوبر من كل عام، وذلك تحت رعاية الشيخة تميمة بنت محمد بن سلطان المحروقية، مستشارة رئيس الهيئة للشؤون الإدارية، ويأتي الاحتفال هذا العام تحت عنوان “الأرشيفات العربية: جسر للتواصل بين الشعوب”، وذلك لما تشكله الأرشيفات العربية من مكانة هامة في حياة الأمم والشعوب، فهو رصيد حي يتأسس عليه تاريخها وحضارتها وتقوم الوثيقة في هذا الأرشيف بدور وسيلة الإثبات المادية للحوادث والوقائع التاريخية. كما يأتي هذا الاحتفال للتعريف بمكانة الوثيقة العربية التي تحفظ في طياتها الحقوق العربية وإدراكاً من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بأن الوثيقة العربية هي القاعدة الأصيلة التي ترتكز عليها هوية الأمم. حيث تشارك هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية عددً من المراكز والمؤسسات البحثية والعلمية والجامعات في العالم العربي في الاحتفال بهذه التظاهرة الذي تبنتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”.
جدير بالذكر بإن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، شاركت في الاحتفال السنوي بيوم الوثيقة العربية” مساء الاحد في القاهرة، الذي تنظمه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالتنسيق مع الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف (عربيكا)، وذلك تحت رعاية أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة. كما شاركت في المعرض الوثائقي المصاحب قدمت فيه الهيئة مجموعة من الوثائق المختارة تبرز التواصل العُماني مع عدد من الدول على مستوى العلاقات الخارجية.
حفظ تاريخ الأمم
استهل الحفل بكلمة الدكتور طالب بن سيف بن سالم الخضوري المدير العام المساعد للمديرية العامة للبحث وتداول الوثائق في الهيئة قال فيها: إن احتفاءنا اليوم بيوم الوثيقة يأتي انسجاماً مع احتفال الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وإيماناً راسخاً منا بأهمية الوثيقة ودورها في حفظ تاريخ الأمم. ونحن اليوم نحتفي بهذه المناسبة فإننا نستذكر التطور الذي شهدته الإنسانية في مجال التوثيق بدءاً من الكتابة على الألواح الطينية والحجارة وغيرها منذ آلاف السنين، وصولاً إلى الكتابة على الورق ثم إلى الصيغة الرقمية.
جسر للتواصل
من جانبه، قال الدكتور حازم حسين عباس علي، رئيس قسم إدارة الوثائق والدراسات الارشيفية بكلية الشرق الأوسط يأتي الاحتفاء بيوم الوثيقة العربية للتعبير عن الوعي بضرورة الاهتمام بأدوات التاريخ بمعناه الواسع المكون للذاكرة الجمعية التي يجسدها التراث الثقافي بكل أشكاله وأنواعه. كما قُصد أيضا التوعية بأهمية الوثيقة وضرورة الاعتناء بها، وإدراجها في صدارة قائمة الاهتمامات الثقافية في البلدان العربية، باعتبارها المصدر الرئيس للكتابة التاريخية. وأضاف الدكتور حازم لعل من المناسب أن نذكّر باتخاذ المجلس الدّولي للأرشيف هذا العام عنواناً لمؤتمره السنوي المنعقد هذه الأيام في روما ” الأرشيف ودوره في سد الفجوة”.
فيما قال الدكتور عبدالعزيز بن هلال بن زاهر الخروصي: باحث في التاريخ الشفوي والدراسات الوثائقية العمانية، تُعد الفترة من بدايات القرن السابع عشر وحتى نهاية القرن العشرين الميلادي فترة ازدهار وصعود للوثائق العمانية، أو الفترة الذهبية التي شهدت زيادة في حجم الوثائق وأنواعها والمجالات التي تناولتها، ونتج عن ذلك توسّع في تواصل العمانيين مع أبناء الثقافات الأخرى أو الأمم والشعوب الأخرى.