السيد كامل بن فهد يرعى الاحتفال باليوم العالمي للتنوع الإحيائي

مسقط – العُمانية|
 احتفلت سلطنة عُمان ممثلة بهيئة البيئة باليوم العالمي للتنوع الأحيائي تحت شعار “بناء مستقبل مشترك لجميع أشكال الحياة”، الذي يصادف 22 مايو من كل عام ويسلط الضوء على نسب الاستدامة والجهود البيئية المستمرة في مختلف المجالات لضمان حفظ الأنواع وسلامة الموائل وجودة المكونات البيئية.
رعى الحفل صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد مساعد الأمين العام لمكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، وذلك بفندق دبليو مسقط.
وقال الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة، تشارك سلطنة عُمان ممثلة بهيئة البيئة المجتمع الدولي الاحتفال بهذا اليوم من خلال تسليط الضوء على نسب الاستدامة البيئية التي تحققت وطنيا بفضل الجهود البيئية المستمرة في مختلف المجالات لضمان حفظ الأنواع وسلامة الموائل وجودة البيئات عبر تنفيذ المشروعات النوعية التي تحققت خلال العقود المنصرمة الماضية.
وأضاف: إن المحافظة على التنوع الإحيائي في سلطنة عُمان يعتبر التزاما وطنيا لما له من أهمية بالغة تم تداركه منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وأُصّل لها في رؤية عُمان 2040، التي أفردت للاهتمام بالبيئة محورا متكاملا ضمن أربعة محاور ترتكز عليها الرؤية، والمتمثل في “نظم إيكولوجية فعّالة ومتزنة ومرنة لحماية البيئة واستدامة مواردها الطبيعية دعما للاقتصاد الوطني “.
وذكر العمري أن الهيئة اعتمدت على جملة من الخطط والبرامج ذات الأولوية لحماية التنوع الاحيائي منها تحديث الاستراتيجية الوطنية وخطة عمل التنوع الإحيائي، وتقييم حالة التنوع الإحيائي والأخطار التي تهدد الأنواع والنظم الإيكولوجية الناتجة عن الأنشطة البشرية والحد منها، والتخفيف من آثار الاحتباس الحراري.
وأشار إلى أن الهيئة أطلقت المبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة من النباتات المحلية لنشر الغطاء الأخضر والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومكافحة التصحر، وقد تحقق في هذا الاطار إنشاء منظومة مشاتل وطنية وزراعة قرابة مليون شجرة برية و منجروف ونثر ملايين البذور قبيل المواسم المطيرة.
وبيّن أن عدد المحميات المعلنة حتى الآن بلغت 25 محمية طبيعية تنقسم بين محميات برية وبحرية ومناظر طبيعية، ينتشر حولها وفي محيطها أكثر من 300 فرد من الرقابة البيئية والمختصين البيئيين.
وذكر أن الهيئة قامت بتفعيل خطط الإدارة وتشجيع الاستثمار في السياحة البيئية لتحقيق عوائد اقتصادية وقيمة مضافة من إنشائها، كما قامت الهيئة بدراسة وتقييم مواقع جديدة لحماية التنوع البيولوجي لكي يتم إضافتها إلى قائمة المحميات الطبيعية تحقيقا للمتطلبات العالمية المتمثلة في حماية ما نسبته 17% من المساحة البرية و10 % من المساحة البحرية من المساحة الإجمالية لكل دولة.
كما تعمل على تنفيذ مشروع المسح الوطني للتنوع البيولوجي، بالإضافة إلى مشروع حفظ النطف للأنواع.
وقال العمري إن هيئة البيئة وضعت ضمن مشروع استراتيجية عمان للبيئة هدفًا استراتيجيًا يتمثل في “مستقبل بيئي تقوده البيانات” لتوظيف التقنيات في العمل البيئي، حيث تنفذ الهيئة جملة من المشاريع بينها استخدام التقنيات لتتبع بعض الحيوانات الفطرية مثل الطيور والحيتان والسلاحف البحرية عبر الأقمار الصناعية، واستخدام الكاميرات والطائرات بدون طيار ، كما تعمل على توظيف الأقمار الصناعية في مراقبة مسببي التلوث الزيتي البحري.
وأوضح أن هناك عددا من الدراسات يجري تنفيذها حول تراكيز الميكرو بلاستك في البيئة البحرية، وفي مجال الآثار الإيجابية للأعاصير ، وظاهرة تآكل الشواطئ، كما نعمل بالشراكة مع جمعية الصيادين والفرق التطوعية على تنظيف الشعاب المرجانية إلى جانب الجهات المدنية والعسكرية للحفاظ على سلامة البيئة البحرية والتنوع الإحيائي بها.
واختتم رئيس الهيئة كلمته قائلا، أن الاهتمام بالبحث والنشر العلمي يأتي بين أولويات الهيئة والتي يجري تنفيذها من خلال الخبراء و المختصين العاملين بالهيئة وبالتعاون مع بعض الخبراء من المنظمات والجامعات العالمية.
واشتمل الحفل على تدشين كتاب عن “الحيتان والدلافين التي تعيش في البيئة البحرية العمانية” ليكون مرجعا ودليلا إرشاديا للمهتمين بالثديات البحرية.
وقالت المهندسة عايدة الجابرية أخصائية بيئة بحرية: تم تصميم الكتاب بشكل مبسط ومدعم بالخرائط والصور التوضيحية بما يخدم مختلف الفئات العمرية وللتعريف بأنواع الحيتان والدلافين الموجودة في بحار سلطنة عُمان، مسلطًا الضوء على بنيتها المظهرية عبر سلسلة من النماذج والرسومات التوضيحية وتتيح للقارئ سهولة التعرف عليها عن قرب.
وأضافت إن كتاب الحيتان والدلافين يمثل في البيئة البحرية العمانية مرجعا ودليلا إرشاديا للمهتمين بالثدييات البحرية ويشمل شرحا مفصلا عن الأنواع الموجودة في بحار السلطنة وأهميتها وأماكن وجودها بالإضافة لأوجه الاختلاف بينها وبين الأسماك.
وتهدف هذه الفعالية إلى توعية المجتمع بأهمية صون التنوع الإحيائي ودوره في الحياة، وتشجيع إيجاد الحلول للمشاكل العالمية، والاحتفال بالإنجازات الإنسانية وتعزيز دورها في حماية التنوع الحيوي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*